جاءني من صديقة من بنغازي تسأل لظروف قلة المياه وصعوبة التسخين لانقطاع الكهرباء والغاز.
أقول وعلى الله الاتكال،
الإسلام دين رحمة، ويتعامل مع واقع الإنسان وليس مع الحالات العادية او المثالية فقط، لذا نجد ان المحظورات تباح للضرورة مثل اكل الميتة للجائع الذي لا يجد طعاما وخاف على نفسه الهلاك او شرب الدم والخمر لمن عدم ماء الشرب وخاف الهلاك.
ونجد ان الفرائض تسقط عن الإنسان إذا كان في أدائها مشقة وخاف الإنسان على حياته او ان يشتد عليه مرض او وجع كالصوم والحج فالحاج حتى ولو احرم بالحج فله ان يترك اكماله او أداءه إذا كان في ذلك خوف على حياته او صحته. بل ويصبح حراما على الإنسان أداء الصوم او الحج إذا كان في اداءها خطر متحتم واضح. وتتحول من فريضة الى محرمة.
والوضوء من هذه المفروضات التي يمكن الاستغناء عنها بالتيمم اذا تحقق الخطر او الخوف او الأذى الشديد منه، فمعروف ان الماء البارد جدا وفي الجو البارد وإذا انعدمت وسائل تدفئته مضر جدا للإنسان وقد يعرضه للمرض او الأذى. ويمكن الاستعاضة عنه بالتيمم.
ومصداق ذلك الحديث عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا في سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ في رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ."
حتى ان العلماء اختلفوا في التيمم هل هو عزيمة او رخصة، ولكنهم اجمعوا على التيمم لعدم الماء او للخطر جائز ومباح.
وقد افتى بذلك كثير من المشايخ ومنهم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان فقال في هذه المسألة،
إذا حان وقت الصلاة والإنسان عنده ماء بارد فإن كانت برودته محتملة يمكن للإنسان أن يتوضأ ولو مع المشقة اليسيرة فإنه يجب عليه أن يتوضأ ويصلي، لأنه واجد للماء ولا مانع من استعماله. أما إذا كانت برودة الماء غير محتملة ويخشى من آثارها على صحة الإنسان فهذا إن كان عنده ما يسخن به الماء من النار أو الحطب أو شيء من المسخنات فإنه يجب عليه أن يسخن الماء وأن يتوضأ ويصلي.
أما إذا كان بارداً شديد البرودة ولا يتحمله، وليس هناك ما يسخن به، فإنه يتيمم ويصلي ولا يؤخر الصلاة إلى النهار، لأنه لا يجوز إخراج الصلاة عن وقتها إلا لمن ينوي الجمع إن جاز الجمع، أما أن يؤخرها لأجل أن يأتي النهار وتنكسر برودة الماء فهذا لا يجوز بل يتيمم ويصلي على حسب حاله إذا كان ليس عنده شيء من وسائل التسخين.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة " ذات السلاسل " فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً. أي لم يعترض على فعله فثبت بذلك صحة الفعل وسنيته.
لذا أقول لأختي ولمن هم في حالتها، واعلم برودة المنطقة بل وحتى ان الماء يتجمد فيها واعلم انقطاع الكهرباء والماء بالساعات الطوال بل وبالأيام، وصعوبة الحصول على الغاز وإن وجد فاستعماله في الطبخ والطعام أكثر أهمية وضرورة من استعماله في تسخين الماء.
يجوز لكم التيمم طالما هذه هي حالكم، أبدلها الله لكم بالأمن والأمان انه على ذلك لقدير.
قد يقول قائل، بماذا وكيف يتيمم المسلم؟
بماذا نتيمم؟
يجوز التيمُّم بجميع ما صعِد على الأرض من أجزائها، من تراب، ورمل، وجَصٍّ، فكل ما صعد من الأرض وله غبار فهو صالح للتيمم. فاذا كانت الأرض باردة يمكن ملئ كيس أو طبق منها واستخدامه للجلوس عليه او الاتكاء حتى يكون دافئا وصالحا للتيمم لأنه يحتفظ بحرارته فترة طويله.
كيفية التيمم: -
1 ) ينوي التيمم
2 ) يسمي الله أي يقول بسم الله
3 ) يضرب بكفيه على التراب او الرمل او الجص الطاهر ضربة واحده فقط
4 ) يمسح بهما وجهه وكفيه الى الرسغين
ولا ينبغي إعادة الفرض الذي صلاه عند توفر الماء او زوال سبب التيمم، ويجوز التيمم من الحدثين الأصغر والأكبر.
اللهم ابدل خوف الليبيين أمنا وأمانا، وضعفهم قوة، اللهم سد حاجتهم فهم محتاجون اليك فأغنهم عن سواك يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم على خير البشر سيدنا محمد سيد ابن ادم.
صالح بن عبدالله السليمان
أقول وعلى الله الاتكال،
الإسلام دين رحمة، ويتعامل مع واقع الإنسان وليس مع الحالات العادية او المثالية فقط، لذا نجد ان المحظورات تباح للضرورة مثل اكل الميتة للجائع الذي لا يجد طعاما وخاف على نفسه الهلاك او شرب الدم والخمر لمن عدم ماء الشرب وخاف الهلاك.
ونجد ان الفرائض تسقط عن الإنسان إذا كان في أدائها مشقة وخاف الإنسان على حياته او ان يشتد عليه مرض او وجع كالصوم والحج فالحاج حتى ولو احرم بالحج فله ان يترك اكماله او أداءه إذا كان في ذلك خوف على حياته او صحته. بل ويصبح حراما على الإنسان أداء الصوم او الحج إذا كان في اداءها خطر متحتم واضح. وتتحول من فريضة الى محرمة.
والوضوء من هذه المفروضات التي يمكن الاستغناء عنها بالتيمم اذا تحقق الخطر او الخوف او الأذى الشديد منه، فمعروف ان الماء البارد جدا وفي الجو البارد وإذا انعدمت وسائل تدفئته مضر جدا للإنسان وقد يعرضه للمرض او الأذى. ويمكن الاستعاضة عنه بالتيمم.
ومصداق ذلك الحديث عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا في سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ في رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ."
حتى ان العلماء اختلفوا في التيمم هل هو عزيمة او رخصة، ولكنهم اجمعوا على التيمم لعدم الماء او للخطر جائز ومباح.
وقد افتى بذلك كثير من المشايخ ومنهم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان فقال في هذه المسألة،
إذا حان وقت الصلاة والإنسان عنده ماء بارد فإن كانت برودته محتملة يمكن للإنسان أن يتوضأ ولو مع المشقة اليسيرة فإنه يجب عليه أن يتوضأ ويصلي، لأنه واجد للماء ولا مانع من استعماله. أما إذا كانت برودة الماء غير محتملة ويخشى من آثارها على صحة الإنسان فهذا إن كان عنده ما يسخن به الماء من النار أو الحطب أو شيء من المسخنات فإنه يجب عليه أن يسخن الماء وأن يتوضأ ويصلي.
أما إذا كان بارداً شديد البرودة ولا يتحمله، وليس هناك ما يسخن به، فإنه يتيمم ويصلي ولا يؤخر الصلاة إلى النهار، لأنه لا يجوز إخراج الصلاة عن وقتها إلا لمن ينوي الجمع إن جاز الجمع، أما أن يؤخرها لأجل أن يأتي النهار وتنكسر برودة الماء فهذا لا يجوز بل يتيمم ويصلي على حسب حاله إذا كان ليس عنده شيء من وسائل التسخين.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة " ذات السلاسل " فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً. أي لم يعترض على فعله فثبت بذلك صحة الفعل وسنيته.
لذا أقول لأختي ولمن هم في حالتها، واعلم برودة المنطقة بل وحتى ان الماء يتجمد فيها واعلم انقطاع الكهرباء والماء بالساعات الطوال بل وبالأيام، وصعوبة الحصول على الغاز وإن وجد فاستعماله في الطبخ والطعام أكثر أهمية وضرورة من استعماله في تسخين الماء.
يجوز لكم التيمم طالما هذه هي حالكم، أبدلها الله لكم بالأمن والأمان انه على ذلك لقدير.
قد يقول قائل، بماذا وكيف يتيمم المسلم؟
بماذا نتيمم؟
يجوز التيمُّم بجميع ما صعِد على الأرض من أجزائها، من تراب، ورمل، وجَصٍّ، فكل ما صعد من الأرض وله غبار فهو صالح للتيمم. فاذا كانت الأرض باردة يمكن ملئ كيس أو طبق منها واستخدامه للجلوس عليه او الاتكاء حتى يكون دافئا وصالحا للتيمم لأنه يحتفظ بحرارته فترة طويله.
كيفية التيمم: -
1 ) ينوي التيمم
2 ) يسمي الله أي يقول بسم الله
3 ) يضرب بكفيه على التراب او الرمل او الجص الطاهر ضربة واحده فقط
4 ) يمسح بهما وجهه وكفيه الى الرسغين
ولا ينبغي إعادة الفرض الذي صلاه عند توفر الماء او زوال سبب التيمم، ويجوز التيمم من الحدثين الأصغر والأكبر.
اللهم ابدل خوف الليبيين أمنا وأمانا، وضعفهم قوة، اللهم سد حاجتهم فهم محتاجون اليك فأغنهم عن سواك يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم على خير البشر سيدنا محمد سيد ابن ادم.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام