الأربعاء، 21 يناير 2015

ما هي أهدافنا كأمة وكشعب وكمجتمع ؟

 أرجوكم استحملوني , فأنا احب العصف الذهني . احب ان اصل الى جوهر الأشياء , وحتى لا أطيل عليكم.
ما هي أهدافنا ؟ هذا السؤال يراودني أعوام طويلة , انقله إلى سطح المكتب مع تغيير كل جهاز كومبيوتر ليبقى أمامي , والى الآن لم أجد إجابة , أرجوكم لا تقفزوا للإجابة , السؤال صعب ومحوري .
لا اقصد أهدافنا كأشخاص , كالحصول على المال أو الزواج أو الأبناء أو غيرها .

أهدافنا كأمة تعيش في هذه الرقعة , في هذا الزمن .
سمعت أهدافا كثيرة , عمومية مغرقة في العمومية , ولا أظنها تقال إلا لتسكت عقولنا عنه , كأننا لم نعد نطيقه , فصنعنا له هدفا معلبا نفتحه حين يطرقنا الجوع إلى جواب .
قالوا , هدفنا الاستقلال
 طيب , استلقينا , وأصبح حكامنا من بني جلدتنا , ثم ماذا ؟ استقلالنا يجب أن يكون وسيلة لا غاية.
قالوا هدفنا التخلص من الهيمنة لخارجية
 أقول , وهل هذا إلا وسيلة , تتخلص من الهيمنة ثم تفعل ماذا؟ ما ستفعله بعدها هو الهدف , فهذا كمن يقود سيارة يملكها غيره, يرغب في شراء سيارته الخاصة , حتى يزيد من دخله أو أن يكون حرا في التحرك , فليس التخلص من الهيمنة الخارجية هدف بل وسيلة.
قالوا هدفنا التطور والتقدم
آمنا بالله , التطور والتقدم ماذا نفعل بهما ؟ هل إذا ( وهذه الـ " إذا " كبيرة جدا وحولها عبارات استفهام بحجم جبال الهملايا ) , هل إذا تطورنا وتقدمنا نكون حققنا أهدافنا ؟ وماذا سنستفيد من التطور والتقدم لنجعله هدفا بحد ذاته ؟
قد يخرج البعض ليتحدث عن مجتمع الرفاه والكفاية للفرد والمجتمع , وهذا يخلط بين أهداف وحقوق , فحق كل مواطن ان يعيش بالحد الأدنى , وهذا ضحك على ذقون المستمعين والمشاهدين . فكيف يكون حقي الذي يجب أن احصل عليه هدفا, أي أنه بعيد التحقق وعليّ الصبر حتى تستطيع الوصول إليه ؟
بالله عليكم , اسمعوا أهداف جميع من يخرج عليكم بالتلفاز , أو يخطب في جمع , تجدونه يتحدث عن هذه الأهداف .
نحن نخلط كثيرا بين الوسائل والأهداف,
تلاعبنا بالأهداف جعل عقولنا تغرق في السطحية, بل إننا انتصرنا في حروب وهمية بسبب اللعب على وتر الهدف الذي لا نفهمه , فنكسة ال67 أصبحت نصرا لأن إسرائيل لم تسقط الزعامة , والحرب الإسرائيلية على لبنان وتدميره أصبح نصرا بقدرة قادر , ولن استغرق في الأمثلة فيكفي من العقد ما أحاط بالعتق.
البعض يجيب علي بالآية الكريمة وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " .
يا إلهي ما هذا الخلط ؟ إلا ليعبدون , اللام هنا لام السببية , سبب خلقنا هو لعبادة الله , فحتى العاصي يعبد الله بطريقته , فاحدهم يعبد الطبيعة وآخر يعبد العقل وآخر يعبد البقر , وهذه مخلوقات الله , فهم ظلوا الطريق إلى الله وعبدوا مخلوقاته . فلا تجعلوه هدفا . ثم ان هذا هدف الإنسان كفرد أكثر من هدف أمة أو شعب أو مجتمع. هدف يشترك فيه الأنس والجان,
ولو كان هدفا لكان خير الخلق الكهنة في الصوامع متفرغون للعبادة ليل نهار, وأين انتم من حديث أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النبي صلى الله عليه وسلم عن عَمَلِهِ في السِّرِّ؟! فقال بَعْضُهُمْ: لا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. وقال بَعْضُهُمْ: لا آكُلُ اللَّحْمَ. وقال بَعْضُهُمْ: لا أَنَامُ على فِرَاشٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه فقال: «ما بَالُ أَقْوَامٍ قالوا كَذَا وَكَذَا؛ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عن سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».
أما قلت لكم أني كتبت هذا السؤال منذ أعوام , ولم أجد له جوابا.
والسؤال الآن لكم ,
هل لنا هدف كأمة ؟
 ودعوني أصيغ السؤال بطريقة أخرى , هل يجب أن يكون لنا أهداف كأمة ؟

 صالح بن عبدالله السليمان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام