وردتني أسئلة كثيرة حول موقف حكومة المملكة العربية السعودية حول الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي , ولما لم يعترف به ؟ ولماذا امتنع عن التصويت في الأمم المتحدة عن التصويت على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي لليبيا .
أولا , أنا لست موظفا حكوميا , ولا اتبع لا حكومة السعودية ولا أي حكومة في الدنيا , أنا كاتب حر , قلمي ليس للإيجار , اكتب الحقيقة كما أراها , يختلف معي البعض ويتفق معي آخرون , ولكني لا أمثل أي جهة .
ثانيا , أنا محرج من إخواني الليبيين أن الكثير من المساعدات السعودية تذهب عن طريق الإمارات أو قطر وليس مباشرة , وكتبت حول هذا الموضوع منذ فترة طويلة بمقال تحت عنوان "سعوديون من أجل ليبيا - الحقائق والشائعات " من أراد التوسع في هذا الموضوع فليعد له مشكورا .
أما بالنسبة للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي , فاستطيع أن اعرف هذا التوجه من الحكومة السعودية , فهي تتبع سياسة متحفظة جدا في الأمور السياسية , وقد أرى لها بعض الحق في هذا , فموضعها في قلب العالم الإسلامي ووجود أقدس بقاع الأرض فيها يجعل عليها حملا سياسيا كبيرا ,
وهي تتبع سياسة ما يعرف بالاعتراف بالدول وليس بالقيادات والسلطات , وهذه السياسة تقول أن على الدول أن تعترف بالدول الأخرى , وليس بمن يقود أو يحكم تلك الدول , إذ أن الاعتراف بشرعية حكومة في الدولة هو حق أصيل للشعب المقيم في هذه الدولة , فالحكومة الليبية يجب أن يعترف بها الشعب الليبي وتأخذ شرعيتها من الشعب الليبي وليس من الخارج ,
لأننا لو أعطينا الدول حق الاعتراف بالقيادات . يعني تلقائيا إن من حقها أن تسحب هذا الاعتراف , وأصبحت الأمم المتحدة ودول العالم الأخرى هي من تعطي الشرعية للحكومات وتسحبها , ولهذا امتنعت – ولم تعترض – عن التصويت حول هذا , فليس من شأن الأمم المتحدة أن تقرر إن هذه الحكومة شرعية في هذا البلد أو لا . والامتناع لا يعني أن المجلس غير شرعي بل يعني أن هذا الموضوع هو ليس من اختصاص الأمم المتحدة , بينما الموافقة أو الاعتراض يجعل هذا من حقها .
لو قارنا هذا مع الطلب المقدم الآن للاعتراف بدولة فلسطين نجد أن السعودية تضع ثقلها السياسي خلفه , لأنه اعتراف بالدولة وليس اعتراف بالسلطات داخل الدولة ,
وهذا أيضا ملاحظ عندما غيرت السفارة الليبية خرقة القذافي بعلم الاستقلال , وغير السفير ولاءه , لم تتدخل الخارجية السعودية وتعاملت معه كسفير لدولة ليبيا أو جمهورية ليبيا , لأن هذا خيار داخلي , والشعب الليبي هو من يقول نعم أو لا لقيادته وليست حكومة دولة أخرى .
هذه قراءتي للموقف السعودي , قد يختلف معي البعض وقد يوافق , ولكن لهذا الرأي وجاهته .
واهم ما في هذه العلاقات هي علاقة الشعب السعودي والعلماء والنخب والإعلام . فهم مع ثوار ليبيا بدون أي تحفظ ,
أتمنى أن تنتهي هذه الأزمة بسرعة وأن يطهر أخوتي الليبيين ليبيا من كل بقايا النظام السابق لكي يتفرغوا لعملية التنمية في جزء غالي من وطننا العربي
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي
شكرا لك اخ صالح وبارك الله فيك دعمك لإخوانك فى ليبيا .. لكن مقالك هذا فيه مجاملة كبيرة للموقف السعودى .. كون أقدس بقاع الأرض موجود بالسعودية هذا يحملها مسئولية أكبر لا ان يعفيها من المسئوليه .. عليها مسئولية الدعم السياسى والعسكرى والإنسانى , لا أن تقوم بهذا العمل دول غربية أو دول عربية قامت بجهود دول كبرى بينما الموقف السعودى هو الانتظار حتى معرفة المنتصر .
ردحذفالى حد الان اقدر الموقف السعودي لان كان مع الثورة الليبية في بطنه يكفي وقوف شيوخ وعلماء الدين في السعودية مع الثورة ونعرف ان الشباب هنا في ليبيا يتابعهم وخاصة الشيوخ الشباب مثل العريفي ، ويكفي ايضا عدم وقوف الحكومة في السعودية الى جانب الطاغية ، وكل يوم اشاهد في الانترنت تفاعل الشباب السعودي مع الثورة ...
ردحذف