الأحد، 2 أكتوبر 2011

زوبعة في هارد دسك


أرقني وأحزنني وأنا أرى التصارع على أشدة على صفحات الفيس بوك , هذا يشتم في محمود جبريل والأخر يشتم في الصلابي وذاك يشتم في  ثوار مصراته وغيره يشتم في ثوار الزنتان , والله إني كنت قلقا , حزينا , ماذا يحدث في ليبيا ؟؟ وأتساءل هل هؤلاء هم ثوار ليبيا ؟ الثوار الذين جاهدوا بدمائهم وأرواحهم ؟

هل يحدث في ليبيا عمليات سطو وسرقة ؟ هل تحول الثوار إلى طلاب  غنائم أو طلاب سلطة ؟
أخرجت مفكرتي وبدأت اتصل بكل من اعرفه في طرابلس , وفي مصراته وزليتن وتاجوراء , 
أسألهم :- ماذا يحدث عندكم ؟ هل صحيح ما أسمع ؟
كلهم ينفون , احدهم ممن كان مقيما في بريطانيا قال لي بالحرف الواحد , طرابلس آمنة , وحوادثها لا تزيد عما يحدث في لندن إن لم تكن اقل . ولا تكن جزعا , فمن يتكلم على الفيسبوك هم  ثوار الكيبورد ,

فسألته , ما هذا الصراع بين الليبراليون والإسلاميون في ليبيا ؟
فقال لي , أخي صالح , في ليبيا لا الإسلاميين بكل توجهاتهم وأسمائهم  ولا الليبراليين بكل مسمياتهم لديهم أي ثقل في الشارع الليبي , الليبيون  مسلمون , معتدلون , ملتزمون بدينهم .  لا يمكن إن يتحولوا إلى أي شي آخر , وفشلت محاولات معمر لسنين عديدة في تغيير الليبيين , فهل يا ترى يستطيع غيره أن يغيرهم بين يوم وليلة ؟
فنم رغدا ولا تخف , فليبيا لا تستمع لهؤلاء , ولقد حصنهم القذافي , فأصبحوا لا يؤمنون بوسائل الإعلام , فهم يعرفون إن وسائل الإعلام 50 بالمائة من كلامها خطأ والخمسون الباقية غير صحيح , فهذه هي معادلة الليبيون , يستمعون لما يجري كأنها مسرحية هزلية , لا تختلف عن مسرحيات القذافي , وإن اختلف الممثلون واختلف النص والحوار .
نم رغدا , فثوار الكيبورد وقنوات التلفزيون ليسوا هم ثوار ليبيا . ونعرفهم جيدا . وما يحدث هو زوبعة في فنجان , أو دعني أقولها بصيغة حديثة , هي زوبعة في هارد ديسك .
وهنا أقول لأخي الذي طمأنني , جزآك الله خيرا , وحمدت الله أن بقى في رصيد الموبايل مبلغ يكفي لبقية الشهر .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي 
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي

هناك 3 تعليقات:

  1. مستخدمي النت في ليبيا محصور في نسبة بسيطة جداً واعتقد انها قليلة جدا جدا وهي لاتعكس التوجه العام للمجتمع اذ ان اغلب المستخدمين هم من الفئات الشبابية من الفئات الاعمار الادنى .. هذا من جهة ومن جهة اخرى هناك حملة اخرى من الجيش الالكتروني التابع للقذافي والذي يعمل على تشوية الصورة على غرار ماكان يحصل على القناوات الفضائية و هذا كله يحدث والمجتمع الليبي يدشن مرحلة النقاش السياسي لاول مرة منذ 42 عام من اللاشيء

    ردحذف
  2. اتمنى من الله العلى القدير ان اتعرف عليك

    ردحذف
  3. من دواعى غبضتنا الليبين ان نشعر بحب اخواننا العرب و المسلمون و ان صديقك قد صدقك القول هى فعلا زوبعة لا اكثر و لعلى اطمنك اكثر فأقول لك ان الليبيون ينقصهم الكثير و يجب ان يتعلوا الكثير حتى يلحقوا بالعالم لما الحقه بنا الطاغية الفاسق من تخلف و لكن نحن قوم مؤمنون بأن الله رعى ثورتنا و هئ لها الاسباب لن يتركنا و سيوصلنا الى بر الامان

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام