نحمده على نصرة لشباب أمتنا , فتمكنوا من تغير وجه اسود , حالك السواد , وجزء مظلم في تاريخنا حالك الظلمة , من هؤلاء من لاقى وجه ربه وهو يناضل لكي يزيل أدران الظلم والبغي والفجور , ومنهم من جرح ومن أعيق , ولكنهم جميعهم راضون , قدموا على الموت يطمعون في الشهادة .
و نستعينه على من بقى من هؤلاء الظلمة على سدة الحكم , كبشار وصالح وكثير غيرهم ينتظرون , ويحضرني في هذا المجال نكته كتبتها مرة على صفحتي في الفيسبوك ,
قلت إن الرؤساء العرب أصبحوا أربعة أصناف , إما رئيس هارب , أو رئيس مخلوع أو رئيس محروق أو رئيس ينتظر دوره ,
نستعينه على هؤلاء ومرتزقتهم وجندهم وأسلحتهم , يقتلون ويعذبون ويسجنون , ولكنهم لا يعلمون إنهم أبدا لا ينتصرون , لا يعلمون أن المعادلة الطبيعية في العالم هي " شعب وأرض " وليست " حكومة وأرض" وأن أي حكومة لا تنبع من الشعب , أو لا يرضى عنها الشعب , فمصيرها إلى الزوال . لا يعلمون أن الشعب هو الأصيل , والسلطة هي المؤقتة , ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك . ولكنهم حتى وإن لم يعلموا , فهم إما زالوا أو في طريقهم إلى الزوال .
وعلى كل إنسان أن يحدد موقفه من الآن , هل هو مع الباقي أم مع الزائل , هل هو مع الشعب أم مع الطاغية , هل هو مع الأصل أم مع الدخيل .
أما من اختاروا أن يقفوا مع زين العابدين أو مبارك أو القذافي , فها هم اليوم نادمون , إما هاربون أو في سجون أو محتقرون بين أهلهم وناسهم . وكل نفس بما كسبت رهينة ,
و نستهديه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه , والباطل باطل ويرزقنا اجتنابه ,
ومن استهدائنا لربنا , أود أن لا أنسى أيضا أن أدق ناقوس التذكير لأخوتي الثوار في مصر وتونس وليبيا , وخصوصا أخوتي ثوار ليبيا , بحكم التصاقي بهم أكثر , وتعلقي بهم أشد .
إخوتي تذكروا يوم كنتم ضعاف فجعلكم الله أقوياء , وكنتم على وشك هزيمة ووهبكم الله نصرة , فاشكروه واحمدوه .
وإياكم والتفرق والتشرذم والتفكك , إياكم ومنازعات النخبة , فان منازعاتهم لم توردنا طوال هذه السنين إلى خير , وتذكروا أن القرار بيدكم , ولكن لتكن لكم حكمة الشيوخ .
انظروا إلى كل داعية للتفرقة فانبذوه ولو كان مصيبا في نظركم , فالتفرقة لا تأتي إلا بشر مستطير , حتى وأن غلفت هذه التفرقة بغلاف جميل أنيق يروق للعين وتشتهيه الأذن , وحتى إن بدا لكم في كلامهم منطقا , فكم من منطق نؤمن به اليوم ويوردنا التهلكة غدا ,
كم آمنا بالقومية التي نادى بها عبد الناصر , وتبعه القذافي , ثم أوردت مصر وليبيا إلى ما هي عليه اليوم . كنا نخرج المظاهرات تأييدا لهما , وكم من رجل سمى ابنه تيمنا يهما , كنا نسمع منطقهما ذلك الوقت سليما وكل من خالفه كان خائنا ,
كم آمن أناس بالشيوعية والاشتراكية , ثم كانوا حطبا لها ,
وكم صفق السوريون والعراقيون لحزب البعث , فكان نكالا عليهم , وانظروا ماذا يحدث في سوريا البعث .
إن كلموك عن نظريات هذا الحزب , فسترى فيها المنطق الجميل والعبارة المنمقة , ولكن خلف هذا المنطق وهذه العبارة سم زعاف أورد العراق وسوريا إلى التهلكة
انظروا إلى شعب إيران يقتل ويهجر وتفرق طوائفه , باسم الدين , أعلى نسبة فقر , تقتيل في المسلمين السنة , تقتيل في الأكراد تقتيل في عرب الأهواز وهم شيعة مثلهم , ولكن هكذا الحكم الديني , شر وخطر كبير.
ومن يقول أن هناك حكم إسلامي فليأتني بدليل , نعم , هنالك "حاكم مسلم" وقد يكون هناك "حزب إسلامي", ولكن ليس هناك نظام حكم إسلامي , فلم يرد أي نص يتكلم في الحكم سوى نصوص هنا أو هناك , واقوي نص ورد هو في القران الكريم , "وأمرهم شورى بينهم"
وهذا هو المبدأ الذي سار عليه الخلفاء الراشدون , فتغيرت الدولة من خلافة في عهد أبي بكر إلى إمارة للمسلمين في عهد عمر وعثمان إلى إمامة في عهد علي رضي الله عنهم أجمعين , فليس في الإسلام نظام حكم , إنها الشورى بين أهل البلد , ألا وإنها الديمقراطية .
أقول دعوا عنكم كل من ينادي بأيديولوجية معينة ويلزم الناس بها مهما تكن , فلن تكون الدولة لا شرقية ولا غربية ولا رأسمالية ولا شيوعية ولا إسلامية ولا مدنية , " الدولة هي هؤلاء كلهم ".
وأي شخص يحاول أن يقصي غيرة فهو ظالم لنفسه أولا , وظالم لشعبة , وهو بذرة أخرى لمعمر أو مبارك أو زين العابدين جديدة تنتظر الوقت المناسب لتنمو .
وليس التفرق والتشرذم فقط بالسياسة والأيدلوجيات , بل هنالك مخاطر أخرى , بل هنالك شياطين أخرى تتقافز أمام الثوار كل شيطان منها يدعوا إلى طريقه ويسألهم أن يسلكوا مسلكه .
فشيطان "المناطقية" أيضا يتقافز أمامكم , يحاول أن يفرقكم , هذا من مصراته وذاك من طرابلس. وذاك من بني وليد وهذا من جبل نفوسه , وينفث سمه في " البعض " فيجعله يقول إن مصراته خير من طرابلس وطرابلس خير من جبل نفوسه . وهكذا تجدهم يتفرقون , ولماذا هذا المسئول من بنغازي وليس من طرابلس ولماذا ذلك المسئول من طرابلس وليس من مصراته , فيوغر صدور الثوار على بعضهم ويفرقهم , ويوقع بينهم الكره والحقد ,
ولكن لا تظنوا أن الخطر من هذان الشيطانان فقط , فهنالك غيرهم يحاول أن فشل إخوته , وان نجحوا جميعهم فسعادتهم لا توصف ,
أتحبون أن تسمعوا من هو التالي بينهم ؟
إنه شيطان الثورة , لا تستغربوا . نعم شيطان الثورة في جانبها الحاقد والكاره والمحب للانتقام , فالثورة جميلة , ولكنها كالحصان الجموح , إن تركته على سجيته فسيقتل , ولهذا قالوا قديما "الثورة تقتل أبنائها" , وهذا الشيطان يبدأ في توزيع الناس لعدة أصناف , من الأقرب للثورة ومن الأبعد ؟
من حارب ومن جلس؟ ومن ضحى ومن لم يضحي ؟, ومن ثار أولا ومن ثار ثانيا وثالثا ؟, ومن كان له اكبر أثر ؟ هل هم ثوار بنغازي أم ثوار مصراته أم ثوار جبل نفوسه أم ثوار طرابلس؟ .
ولا نعلم هل يقصد من يردد مثل هذه الترهات والعمل على خلق هذا التمايز أن يحصلوا على نصيب اكبر من الكعكة ؟. أم هو مجرد تباهي وتفاخر؟ , ولا يحبط العمل الصالح عند الله مثل التفاخر , فهو من المنّ الذي يبطل الصدقات , فمن حارب من اجل ليبيا , ليعلم انه لا يحق له أن يتفاخر على ليبيا , ولا أن يتباهى عليها , ولا أن يحط من شأن باقي أبنائها , فليبيا كالأم تحب أبنائها جميعا ,
وفي آخر المطاف سأعرج على وجه نظر أراها حقا , وارى أن التغافل عنها سيكون له أثرا سيئا في الثورة وفي الثوار , سيسخطون ويغضبون وسيكون احد أركان الدعوة إلى التفرقة والتشرذم , كما قد ينتج من هذا السخط نتائج سيئة على المدى القريب والبعيد , والسؤال هو :
ماذا سنفعل مع من انشق بعد سقوط النظام ؟
هنا أقول , إن هذا لا يسمى انشقاق , بل هو ما يسمى "مات الملك عاش الملك " , فعندما مات ملكهم رفعوا عقيرتهم بالهتاف للملك الجديد , هؤلاء ينقسمون إلى ثلاثة أقسام , ويجب معاملتهم على أساسها :
القسم الأول : من يده ملطخة بالدم قديما أو حديثا , فهذا يجب أن يحاكم محاكمة عادلة وان ينال نصيبه من العقاب إذا كان مذنبا .
القسم الثاني : من كان سارقا أو مختلسا لأموال ليبيا , فيجب أن يحاكم ويعيد الأموال التي اختلسها ويمنع من ممارسة أي عمل سياسي ,
أما القسم الثالث من إداريين ومسئولين عملوا في بلدهم وفي دولتهم , وحدث أن البلد كان يحكمه معمر , فهؤلاء يعملون في البلد , ولا يجب أن يقصون فقط لأن معمر كان يرأس البلد .
يجب أن لا تكون هنالك محاكم تفتيش كما في القرون الوسطى , ولا محاكم عسكرية أو ثورية كما في عصور الظلم منذ 1952 إلى اليوم , فيحال من هؤلاء جميع من يستطيع المدعي العام أو صاحب الحق إثبات حق عام أو خاص عليه إلى قاضي مدني , ويحاكم محاكمة مدنية يحصل فيها المدعي والمدعى عليه كافة الضمانات أن يكون قضاء نزيها عادلا .
وأخير لنبني بلادنا , سواء تونس أو مصر أو ليبيا على مبادئ العدل والتسامح والقبول بالآخر.
فبدون هذه القيم لم ولن نبني بلدا ولن نؤسس لأبنائنا مستقبلا زاهرا
وأخيرا نستغفره , فكل خير في الاستغفار ,
وعلى دروب العزة والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي
ربــــي يكثــر من أمثالك ,, فخوريــن فيــك
ردحذفوالله لقد عبرت أخي صالح عما يجول في خاطري أحسن تعبير وهو رأي أغلب الليبيين ، وأنا أؤكد لك ذلك وللجميع ، دعك من يقول أن الشعب الليبي كله مع فلان أو ضد فلان ، فالليبيون كلهم مع مصلحة ليبيا وليبيا فقط ، نحترم جميع الآراء ولا نقصي أحدا ولا نشكك في أحد ولكن مصلحة البلاد وخاصة في هذه المرحلة الحرجة فوق كل اعتبار وفوق كل شخص فليبيا أولا .......
ردحذفلافض فوك .. في الوقت المناسب وكما عودتنا دائما .. رفيق الثورات العربية والشاهد على احداثها عن كثب الناصح الصادق الاخ الصدوق .. اتمنى ان يكون دائما وابدا القرآن الكريم هو قائدنا ودليلنا .. الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قدوتنا.. والله لن نذل ولن تذل الثورات العربية طالما سرنا على نهج الحبيب ..
ردحذفبسلم فمك و ينصر دينك
ردحذفكم هو رائع ان تجد من يكتب بهذه الجودة وسعة الافق...حفظك الله سيد صالح
ردحذفجزاك الله خيرا يا أخانا صالح فإنك تعبر عما في نفوسنا
ردحذفأسأل الله أن يبارك فيك وفي قلمك
محمد بن عقيل
سم الله الرحمن الرحيم
ردحذفيدعي الكاتب أنه ليس هناك حكم إسلامي! نعم ليس هناك دولة دينية يحكمها رجال الدين لكن يجب أن تكوم المرجعية في حكم البلاد الإسلام. هل نسي أو تناسى قول الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلائك هم الكافرون" وفي آية أخرى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلائك هم الظالمون" وفي آية ثالثة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلائك هم الفاسقون". ومسألة "أمرهم شورى بينهم" إنما تكون في أمور الدنيا وفي الأمور التي لم يحكم فيها الله ورسوله. أما ما حكم فيه الله ورسوله وورد فيه نص فلا خيار فيه لأحد وتجب الطاعة فيه لله ولرسوله.
دولة مدنية مرجعيتها الإسلام .. شبهات وردود
د. يوسف القرضاوي
http://www.onislam.net/arabic/fiqh-a-tazkia/fiqh-papers/129438-2011-03-08-07-23-49.html
السيد بهجت الشارف
ردحذفانت لم تقرأ المقال او تفهمه أبدا , يقول لك نظام حكم , وأنظمة الحكم جمهورية او ملكية او أمارة , او سلطنة , وانت تتكلم عن قانون الدولة , انتبه لما تقرأ وحاول ان تفهم الفرق بين نظام الحكم وقانون الدولة , أما مقالك عن الدتور القرضاوي فيقول "دولة مدنية مرجعيتها الإسلام .. شبهات وردود
" فلم يقل الدولة الإسلامية , قال الدولة المدنية
يتنا نقرأ لنفهم , حشمتونا