الخميس، 29 سبتمبر 2011

أيها العالم ..... استعد للمارد الجديد !


 هل خدعنا لأكثر من مئة سنة ؟ هذا السؤال أسئلة لنفسي دائما وأتذكر عندما كنا  نسمع الخطب العصماء التي تنادى بالوحدة العربية , نسمعها ونصفق , ونخرج مظاهرات تأييدا لخطبة عصماء للزعيم الراحل جمال عبدالناصر أو لخلفائه , ولا نقول ألا وبئس الخلفاء . كنا نخرج نصرخ عاش فلان وسقط فلان , عاشت الدولة الفلانية وسقطت الدولة الفلانية . كأن الدول تسمع لنا .

 ولم تسقط الدول التي كنا ننادي بسقوطها  ولم تعش الدول التي كنا ننادي ببقائها . و سقط الزعماء أو من كنا ندعوهم بالزعماء وننادي ببقائهم  وبقى من كنا نهتف لسقوطهم .
كأن هتافاتنا تأتي بنتائج معكوسة , فأين كان العيب ؟

العيب كما أرى , كان فينا نحن !! , في عقلياتنا التي كانت تنادي بشعارات ولا تبحث عن وسيلة حقيقية لتحقيق هذه الشعارات , وحتى لا نبتعد كثير , وكالعادة , دعوني اضرب لكم مثلا ,

جميع الحكومات العربية , جميعها سابقها ولاحقها , كانت ولا زالت تنادي بالوحدة العربية , وبالتضامن العربي , وقامت جامعة يقال أنها "جامعة الدول العربية" ولكننا دائما وأبدا نرى الخلافات تزيد ولا تنقص , تكبير ولا تصغر , خلاف بين سوريا والعراق , خلاف بين مصر والجزائر , خلاف بين الجزائر والمغرب , خلاف بين السعودية وليبيا , خلاف إثر خلاف إثر خلاف ’ والخلاف يولد خلافات , فخرجت علينا مقولة " اتفق العرب على أن لا يتفقوا "
ولكن هل كانت هذه الخلافات خلافات عربية ؟ أم كانت خلافات سلطات وأنظمة حكم عربية ؟
هل كانت جامعة الدول العربية جامعة للشعوب العربية أم نادي للحكومات والأنظمة العربية ؟

الآن , وبعد أن قامت ثورات الربيع العربي , زالت الغشاوة , وتجلت الحقيقة , وبزغت الشمس . وإذا بجميع تلك الخلافات كذب , ودجل , وإذا بالحكومات التي تنادي بالوحدة العربية وبالتضامن العربي , تقول بلسانها ما لا تخطط له , بل ليس ما لا تخطط له فقط , بل وما تعمل على عكسه , فهي تنادي بالوحدة وتعمل على التفرقة , تنادي بالتضامن وهي تعمل على التفكيك ,

كم من مشاريع وقرارات اتخذها قادة الأنظمة العربية ؟ لم يتحقق منها شي أبدا ,

ولكن الحقيقة تجلت , ورأينا تضامن العربي التونسي مع أخيه العربي الليبي , تضامن العربي السعودي مع أخيه العربي السوري رأينا الوحدة العربية والتضامن العربي بين الشعوب , بين أفراد الشعب العادي , رأينا التونسي يقطع من رغيف عيشة ليشارك أخاه الليبي , رأينا ورأينا و رأينا  ,رأينا عربا , نعم عربا , يقفون مع إخوانهم , ويساندون إخوانهم , بالرغم من حكوماتهم ,

رأينا كيف تحرك العرب في يوم الأرض , وكيف ولأول  مره منذ عقود تعلن إسرائيل حالة الطوارئ على حدودها .

كيف تحرك الجولان بعد أن باعه الأسد ليبقى حكمه قائما , كيف تحرك المصري ينزل علم إسرائيل بعد أن باع مبارك غاز مصر لينال رضا إسرائيل , كيف بدأ العرب يبحثون عن أموالهم المنهوبة والمسروقة بعد صرفت أموال الشعوب  إرضاء للغرب والشرق ,

أشرقت شمس الشعوب , شمس حرية الشعوب , تجسدت الوحدة بيننا , لأنها وحدة قائمة على قواعد أساسية , راسخة قوية , وليست تجمعات دورية شكلية , وحدة قائمة على الدم الواحد والحب الواحد وليس قمم لا تسمن ولا تغني من جوع .

الآن الوحدة العربية أصبحت كالقاطرة التي كانت خارج سكتها , لقد عادت إلى سكتها , قد يكون الطريق طويل , قد تكون مخلفات السنين كثيرة , ولكنني على ثقة إن يومها آت بعون الله

أيها العالم شرقية أو غربية , من الآن احسبوا حساب المارد العربي , لقد استفاق ,
هذا ليس شعارا أو حلما , ففي يوم الأرض رأيته , وفي محنة ليبيا رأيته , وفي دموعنا أثناء الثورة المصرية رأيته وفي لهفتنا أثناء ثورة تونس رأيته , وفي حرة قلوبنا لليمن رأيته . وهيهات أن يعود المارد إلى قمقمه , فلقد تحطم القمقم .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي

هناك 3 تعليقات:

  1. أخي صالح
    من حسن حضنا نحن الليبيين أن الأقدار سخرت لنا إخوتنا في قطر والإمارات وهم الذين تداركوا أنه بدون مساعدة المجتمع الدولي كان القذافي مستعدا لذبح الشعب الليبي عن بكرة أبيه من أجل الحفاظ على الكرسي.
    قطر والإمارات كانتا وراء قراري مجلس الأمن 1730 و1773 والذين سخرا المجتمع الدولي للوقوف مع الشعب الليبي.
    وشاءت الأقدار أن يتحرر إخوتنا في تونس وفي مصر قبل أن تنطلق الثورة في ليبيا.
    وإذا استثنينا بعض عملاء القذافي في تونس ومصر أستطيع القول أن محنة الشعب الليبي جعلته يعرف قيمة إخوته وجيرانه وفوق هذا كله وحدته عربه وأمازيغه.

    ردحذف
  2. نعم لقد خرج المارد من القمقم وزمجر وفجر .. أنه الطوفان الذي لايوقفه شيء .. أنه البحر الهادر الذي يحطم الصخر .. إنه نتاج عثرات السنين .. إنه نتاج الظلم القمع الطغيان .. الآن آن لظلام الليل أن ينقشع ..أن يذوي بين جنبات الحرية .. الأمل .. النصر ..
    بقدر ماكان الألم كان الأمل ..
    أيا وطني العربي أنه يومك فهذه انتصاراتك في كل مكان فهنيئا لك ..

    شكرا أستاذ صالح السليمان فكلماتك لاتهاب الظلام

    ... هدى الباشا

    ردحذف
  3. حميدة المنقوش11 أكتوبر 2011 في 5:18 م

    سؤال دائما يدور في خاطري ارجو من حضرتك الاجابة عليه هل من الممكن ان تشمل ثورات الربيع العربي ثورة في المملكة السعودية؟ واذا كانت الاجابة لا فلماذا ؟
    شكرا على اهتمامك بالثورة الليبية

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام