الأحد، 26 فبراير 2012

اللقاء الوطني والتوصيات الفضفاضة


بالطبع يسعد أي مواطن حينما يسمع أن هناك حوار وطني يدور بين مكونات المجتمع , ويسعد اكثر حينما يسمع  بخروج هذا الحوار بنتائج حقيقة وواضحة , وتوصيات قابلة للتطبيق . هذه قواعد لا نتخلف فيها ولا عليها .

 فكم نتمنى أن تتعدد اللقاءات على مستوى الوطن وعلى مستوى المناطق بين كافة المكونات وأن يكون لها صوتا , وأن يكون لصوتها صدى في الوطن على كافة الأصعدة . 
ولكن أن يخرج اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري بتوصية بإعداد " رؤية وطنية للإعلام السعودي تتضمن القوانين والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة و المسؤولة تراعى فيها الثوابت الشرعية والوطنية "

 فهنا أتوقف طويلا , فهذا الكلام فضفاض وفضفاض جدا , واسع يحتمل الكثير والكثير من التأويلات , ويحتاج للكثير من التوضيح وسد الفراغات .

وحتى نستطيع الاستفادة من هذه التوصية كان يجب أعطاء كل كلمة حقها من التعريف والتوضيح  وسد الفراغات .
نود أن نعرف المعنى الحقيقي والواضح لكلمة "رؤية وطنية "  ما المقصود فيها بالضبط , ورؤية مَن  مِن مكونات المجتمع , هل هي رؤية المسئول أم الإعلامي أو السلطة المشرفة على الإعلام أم غيرهم ؟ هذا لا يوضحه المشتركون في اللقاء الوطني , وأظن انه كان عليهم هم أن يخرجوا برؤية وطنية للإعلام السعودي , فهم كانوا في اللقاء الوطني للحوار , فإذا كان اللقاء الوطني للحوار يطالب الآخرين بأعداد رؤية وطنية , فأظن أن هذا نقص كان يجب تلافيه , فالمؤتمر الوطني هو من كان يجب عليه أن يخرج برؤية وطنية للإعلام لا أن يطلب من غيره الخروج به .

تقول التوصية  " الحريات المنضبطة "  وهذا تكريس للرقابة , حيث أن التوصية لم تحدد ما هو الانضباط , وما هي الحرية المنضبطة , وكل قد يرى الانضباط بصورة مختلفة , فالمسئول الفاسد يرى الانضباط في عدم تعريته في العلن , والمسئول المقصر يرى الانضباط في عدم فضحه إعلاميا , والمسئول المخطئ يكره أن يرى خطأه في الإعلام .  بل البعض يرى الحرية المنضبطة في منع النساء من الخروج من المنازل , وهكذا تركنا المجال مفتوحا للجميع أن يفسر معنى " الحرية المنضبطة " . وأظن انه كان على المحاورين توضيح معنى الانضباط وتحديد القواعد والأسس التي تبين معنى الخروج على الانضباط وما هي الحرية الغير منضبطة .
ولم أرى معنى للحرية المسئولة والحرية الغير مسئولة , وخصوصا أننا لم نحدد معنى الانضباط . ومن الذي سيحدد أنها حرية منضبطة ومسئولة  , إذ قد يعتبر البعض ان مقالي هذا حرية غير مسؤولة وغير منضبطة  !!!

ثم ذكرت التوصية  الثوابت الشرعية , والسؤال هنا , ما هي الثوابت الشرعية التي نتكلم عنها ؟ هل هي في الثوابت التي نتفق عليها جميعا , الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم , أم تشمل كل فروع العلم الشرعي وعلماء الأمة الأحياء منهم والأموات , وفتاواهم , هل هذه جميعا تدخل في الثوابت الشرعية , فأن دخلت في الثوابت الشرعية , فهل يدخل فيها اختلافهم ؟
إن عدم تحديد هذا يدخل الأمة في خلافات كبيرة . وبصراحة لقد أصبحت كلمة ثوابت شرعية كلمة لها العديد من المعاني , وكل يفهمها حسب هواه .

وأضافت التوصية  كلمة الثوابت الوطنية , ولكنها لم تحدد الثوابت الوطنية , وما هي ؟ المؤتمر الوطني للحوار لم يحدد لنا ما هي الثوابت الوطنية !! فمن سيحددها ؟  كنت آمل أن أجد تحديد جامعا مانعا للثوابت الوطنية من اللقاء الوطني , فهو الوحيد الذي يفترض أن يكون مؤهلا لتحديد هذه الثوابت لأنه لقاء وطني , يعني أن كل مكونات الوطن تلتقي فيه , أو يفترض ذلك .


أقول وبصراحة , أن مثل هذه التوصيات بدون معنى أطلاقا , لأنها توصية بدون أي تحديد لمدخلاتها , ولذا لا نعلم ما ستكون مخرجاتها ولا نتائجها بالطبع إذا كان هنالك مخرجات , أو ستكون فقط لقاءات من نوع رفع العتب .

ولكن نشكرهم على الجهد الذي بذلوه لإخراج هذه التوصية  , ونأمل أن تكون التوصيات القادمة محددة واضحة ليس فيه كلمات لا نفهمها ولا نستطيع تحديد معانيها .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. هذا حوارماخوذخيره سلفا والحوارالمطلوب الذي ينبغي ان يكون هوالحوارالموجودفي ساحات الحرية في بلدان الربيع العربي اما غيره من الحوارات التافهة فلن يسمعهااحدوان سُمعت فهي اتفه من يقتنع بها طلاب الإبتدائي افهمت ياصالح ؟

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام