
"غريب أمر "بعض " مثقفينا , يظنون الحرية في التطاول على ثوابت الدين . هل نلومهم فقط , أم نلوم أيضا من حرمهم الحرية فلم يتعلموا كيف يتعاملون معها ؟ أليس كلاهما خاطئ ؟ ولكن التطاول على الثوابت خطأ قاتل , نعوذ بالله منه . "
"ممكن أسأل عن ما هي البيئة الحاضنة لهذه الزندقات في مجتمع محافظ كالسعودية ؟؟"
من الممكن أن أجيب عليه كما يحب البعض بنفي وجود هذه الأفكار , أو معتنقيها , ويمكن أن أكون من جماعة النفي والتنديد والاستنكار .
ولكن وجود ولو شخصا واحدا يجعل من حجتي ضعيفة , فما بالك بهذا الواحد وهو كاتب في احد اكثر الصحف انتشارا .
أولا , وبكل صراحة وبصوت عال , نقول لا , ثم لا , ثم لا , لأي تطاول على ثوابت ديننا الحنيف من أي شخص , نرفضه وندينه , ونتعبد الله بتوحيد إلوهيته وربوبيته وبحب نبيه صلى الله عليه وسلم ونقول " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ".
ثم لنبحث لماذا ؟
شبابنا يعاني , يعاني بسبب نوع من الانفصام الغريب والجديد على المجتمعات الإنسانية, هو انفصام بين الواقع والواقع , لا تستغربوا حين أقول انفصام بين "الواقع والواقع ". فهذه هي الحقيقة .
تخرج علينا قناة بصور نساء شبه عارية , ومقابلات مع نسوة نسأل الله أن يعفو عنهن ويهديهن , وتكون مخرجة بأجمل حلة وأبهى صورة , ثم بعدها يخرج علينا احد الدعاة يطالب بغض البصر , وحرمة النظر للمرآة , على نفس القناة . فلا يعلم الشاب من يصدق وماذا يصدق ؟
تخرج علينا قناة بصور الدماء تسيل من إخواننا في ليبيا وسوريا , ووجوب أن نقف معهم ونناصرهم , واجبا شرعيا , وتذكر الأحاديث والآيات التي توجب ذلك , وتثير حماس الشاب , وتفاعله مع أمته , ثم لا يجد وسيلة للوقوف مع إخوانه , لا اجتماعات شبابية ولا فعاليات مدنية , ولا حملات تبرع , فلا يعلم الشاب هل هذا الواقع هو السليم أم الآخر هو الصحيح ؟
تخرج علينا فتاوى تحرم أشياء , وتنهى عن أشياء , تخرج هذه الفتاوى وهي تحمل صفة رسمية او شبه رسمية , ونجد الأشياء المنهي عنها تنشر على قنوات تلفزيونية وصحف وجرائد رسمية أو شبه رسمية , فلا يعلمون من يصدقون ؟
شبابنا مطالب بصورة دائمة بالمشاركة في بناء الوطن وتنميته , تغرد بهذا كل القنوات ووسائل الإعلام وخطباء الجمع . فيبحث الشباب عن وسيلة لتحقيق هذا المطلب الشرعي , فلا يجد , كل الطرق مقفلة أمامه . ولا يعلم هل الشرع مع المشاركة في البناء أو مع إقفال وسائل المشاركة ؟
يخرج علينا الدعاة "جزآهم الله خيرا" بمطالب شرعية , وينكرون عدم تحقيقها , ثم يسمع أن هذا الداعية سرق كتابا من هذا وكتابا من ذاك , أو أن ذاك الداعية كنز الأموال الطائلة عن طريق الدعوة , فلا يعلم هل الدعوة إلى الله وسيلة للتجارة مع الله كما يذكرون , أم هي تجارة مع البنوك ؟
يقارن الشباب بين سيد دعاة عصرنا الدكتور عبد الرحمن السميط , واحد كأمة , وبين دعاة تمتلئ بهم القنوات والصحف , يلبسون البشوت ( العباءة العربية ) فلا يعلم أيهم يستحق أن يلقب داعية مسلم ؟
شبابنا يرى أن المؤسسة الدينية تعيش بمعزل عن العصر , تجتهد في تحريم هذا وذاك , بينما ما تحرمه اليوم , تحله في الغد , من تلفاز وانترنت وفضائيات وغيرها , فلا يعلم هل قولهم السابق كان حقا , أم ما يفعلونه اليوم هو الحق ؟
لا أطيل عليكم , فالوقائع كثيرة , وذكرت أمثلة فقط , والله لو أردت لحبرت أوراق و أوراق مما يعانيه شبابنا من انفصام بين الواقع والواقع , ولاحتجت إلى الكثير والكثير منها .
نحتاج إلى وقفة جادة من مسئولينا , ومن مشايخنا , أن يعيشوا الواقع كما هو , كما يراه الكل , وأن لا يحاولوا خلق واقعا خياليا . فنحن نعيش يومنا بكل ما يحيط بنا .
والله لست ليبراليا ولا علمانيا , ولكن يحزنني ما أرى , ويحزنني اكثر أن لا أرى حلا في الأفق لما نعانيه .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
عنوان مختصر للمشاركه http://goo.gl/t2Dms4
عنوان مختصر للمشاركه http://goo.gl/t2Dms4
اعتقد ان التشدد في الدين سبب ما يحدث للشباب في السعودية واكتسابهم لسلوكيات من الاجانب المقيمين في المملكة تجعلهم في صراع بين عدة ثقافات في مجتمعهم. في بعض الدول الاسلامية الابتعاد عن الدين هو سبب مشاكل الشباب وكذلك الفراغ له دور كبير .
ردحذفهل يجب ان نبحث على شماعة لكي نعلق عليها اسباب اخطائنا ؟؟هل سيغفر الله لنا اخطائنا لوجود تلك الشماعة ؟؟
قدوتنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا الشيخ فلان ولا الداعية فلان ."الكل يحلف إنه إنسان صادق والصدق يحلف مالقى صدق إنسان."
ختاماالحلال بين والحرام بين.