الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

السياسة وغرفة النوم


  سنترك هذه المرة الأبواب الصعبة  للقضايا المزمنة في مجتمعاتنا، وسنحاول دخول نفس هذه القضايا من باب آخر..
 فثورات الربيع العربي أثرت عميقا في المجتمعات العربية، وبدأت تظهر مصطلحات لم تكن معروفة في عالمنا قبلها ، وخير طريقة لرصد هذه المصطلحات هي مراقبة النكتة العربية وخصوصا في مجال الرسائل النصية والتي أصبحت هي الوسيلة الأمثل لتبادل النكت.

لهذا قامت الكثير من مراكز رصد الرأي العام في أمريكا وأوربا , وكذلك في مراكز التجسس سواء العالمية أو العربية بعمل أقسام خاصة لجمع وتحليل رسائل الجوال والنكت . لعلمهم إنها هي المعيار الحقيقي للرأي العام العربي , وذلك لانعدام وسائل التعبير الأخرى .
 وقد أثار انتباهي رسالة وصلتني وتقول : غدا مظاهرة مليونية شعارها "الزوج يريد تغيير المدام" والزوجات سيعدن بإصلاحات أهمها :
1.     السماح للزوج بتعدد الزوجات.
2.     السماح له بالسفر أين ومتى يشاء.
3.     خروجه من البيت دون سؤاله  "وين رايح وين جاى".
 لكن الأزواج رفضوا هذه الحلول مطالبين بإسقاط المدام لطول مدة حكمها ونكدها المستديم المستبد.

 ضحكت كثيرا لدخول مصطلحات مثل: مظاهرة مليونية، التغيير، إصلاحات، إسقاط، استبداد .. إلى حياتنا اليومية ورفضنا لها، إذ تسلل الرفض إلى خواص حياتنا اليومية، إلى غرف نومنا والعلاقة بين الأزواج.
 فمتى نجد مصطلحات أخرى مثل، الديمقراطية، تعدد الآراء، سماع الرأي الآخر، احترام الرأي الآخر، تدخل إلى حياتنا  وتصبح بديلا عنها .. ؟
 كما جذب انتباهي دخول خطاب معمر القذافي  الشهير " زنقه .. زنقه " حيث حولته المجتمعات العربية إلى نادرة وطرفة، كأنها بهذا ترد على أسلوبه المتعجرف والشاذ في التعامل مع شعبه، فتحول إلى أغاني ودعوات أفراح وأفلام كرتون ونكت وحتى أسماء أكلات ومطاعم ومن أشهر ماكتب عنه الشارع :
"  دقت ساعة الجري دقت ساعة التدوير..  شدو العرسان ما تخافوا منهم..  سوف تندمون يوم لا ينفع الندم.. أنا قاعدة في حوش أبويا.. يا سلام.. عرس، عرس، عرس "
حيث استعمل كعلاج لمشكلة العنوسة في المجتمعات العربية.
 أعمل الآن على تحليل مجموعة كبيرة من الرسائل النصية التي وصلتني على صفحتي على الفيس بوك، وسأقوم إن شاء الله بمشاركتكم إياها.
وفي الختام نقول أن أولى أسس التطور هو الرأي والرأي الآخر وقبول بعضهما للآخر، وهذه القيمة وفرها لنا ديننا ولكن سرقتها منا تقاليد بالية، أتمنى أن تتحول يوما إلى نكتة في رسالة نصية.
 وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي..
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي

هناك تعليقان (2):

  1. استاذى الكريم مقالك هذا من النوع السهل الممتنع وبساطة كلماته تنم على ذوقك الرفيع وحسك الفنى فة اخنيار وقت مشاركته مع الجمهور العريض ...من آخر ما وصلنى على هذه الفترة فى ليبيا ...عزيزى الطحلب إذا كنت بوشفشوفةيرجع يحكم ثانى !ارسل كلمة "حلم " أو "dream" الى الرقم(1969.1.9)واربح رحلة الى سرت أو بنى وليد"مدن الطحالب"...كلما أرسلت أكثرزادت فرصة ربحك ..

    ردحذف
  2. لعل أستاذ صالح أن انجازات العقيد (التاريخية كما يقول)وتحدياته التي يحب أن يلفت النظر إليها في العالم قد اختصرتها (زنقة .. زنقة) والتي أصبحت نكتة العصر .. وسيذكر التاريخ هذا المعتوه بهذه الزنقة

    هناك استاذ صالح اتحداث آخر ومهم في هذه الثورة المباركة أتمنى منك تسليط الضوء عليه وهو مصطلح (بوشفشوفة) وهو وصف للمعتوه القذافي
    هذا المصطلح ظهر بالأيام الاولى من الثورة (يوم 16 او 17) فبراير وتحديدا من المنطقة الشرقية بالجبل الأخضر وحيث كانت انطلاقة الثورة مبكرة قبل موعدها يوم الخميس 17 فبراير وانتشر بالمنطقة الشرقية انتشار النار في الهشيم.. ظهرت شتاوة (يامعمر يابوشفشوفة ... يوم الجمعة معاش اتشوفه) أي لا تراه (والشتّاوة وجمعها الشتاوي وهي مكونة من جملتين محبوكة بالسجع وهي ) لتعبر عن الكبت الذي كان يعانيه الليبين من كره دفين لهذا المعتوه وظهرت هذه الشتاوة ... والشاهد هنا أن (بوشفشوفة)حيث الشفشوفة هي تعبير عامي يطلق على صاحب الشعر الهائج والمتناثر وكذلك الليف عندما تشتعل فيه النار فهو (يشّفشف) وتتناثر ووتطاير اليف نتيجة لذلك ليظهر كالقنفذ
    وقد كان اسقاط هذا الوصف على المعتوه القذافي من اقاط بليغ لما يروا من هذه الشفشوقة المقززة التي يمثل فيها ليبيا بالمحافل الدولية والعالمية
    وقد لاقى هذا الوصف استحسان كبير منقطع النظير وأصبح من ابلغ الالقاب لهذا الزعيم بعد ان صدع روؤسنا نحن الليبين قبل العالم بـ(بالاخ القائد والمعلم والثائر والعقيد والمهندس والصقر الوحيد ووو ... ، وبعد طول مدة حكمه استساغ هذا المعتوه لنفسه لقب عميد الحكام العرب عندما ظن المسكين انها ممدحة له وكأني به قد رقى نفسه من رتبة عقيد الى عميد (وليست غريبة عنه فهو بعد انقلابه قفز من رتبة ملازم الى عقيد خلال فترة بسيطة بقدرة قادر متجاوزا تدرجات الرتب العسكرية) ، ولينتهي به الجنون والتأله إلى أن يتوح نفسه ملك الملوك )... ولكن لقب بوشفشوفة هذا قد اختصر هذه الألقاب كلها وكان بواقعيته وطرافة تعبيره صدى واسع في كامل ليبيا وقد كان بذكر هذا الاسم أشبه بالبلسم الشافي في صدور الليبين ويروي غليلهم من هذا المعتوه ، وهم يدركون أيضا حساسية العقيد المفرطة لمثل هذه الالقاب ..فقد أوشك المعتوه على تصفية ملك السعودية بعد فشل عملية اغتيال دبرها له بسبب كلمتيين رد بهما الملك عبدالله بمؤتمر قمة لم يكن يتوقع سيادة العقيد وقعها ومسها بذاته العلية ..
    ومن خبرة الشعب الليبي الطويلة في هذا المعتوه يدركون أن مكامن ضعف فيه هي المساس بذاته الواطية .. ويدركون تماما ان (بوشفشوفة) هذه وقعها عليه أشد من وقع السهام
    وانتشرت هذه الكلمة في باقي ارجاء ليبيا كلها رغم غرابة هذه الكلمة عند بعض المناطق الغربية واستحسنها الجميع من كل الفئات من الكبير والصغير والمرأة والمثقف والسياسي وغيرهم

    وأذكر بأحد تقارير قناة الـ سي ان ان سلطت الضوء على هذا القب وذكر المراسل كلمة ان (بوشفشوفة) هو الوصف الذي يطلقونه على هذا المعتوه

    وعادة فان الجماهير بساحة الحرية عندما يحقق المجلس انتصارات دبلوماسية كاعتراف دول العالم تعج ساحة الحرية بهذاف الهتاف ..

    معليشي....(تصفيق).. شفشوفة ..(تصفيق)

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام