السبت، 22 أكتوبر 2011

انقلب السحر على الساحر


يستغرب الكثيرون ,  كيف أمكن الإمساك بالقذافي والكثير من كبار أعوانه بهذه السهولة ؟ بعد ان كان اكثر المحللين تفاؤلا يظن انه لن يمكن القبض عليه الا بمعونات دولية وعلاقات خارجية ,  و لم أرى أي محاولة لتحليل سبب تواجده وهو وجميع أركان حمكمة في مدينة سرت . كأنما وضع البيض كله في سلة واحدة .

كما احترنا  في تفسير سر عناد القذافي الدائم والمتواصل وإصراره على الاستمرار في قتل شعبه  , وكمتابع للثورة الليبية , ومحلل لها لم استطع فهم هذا العناد الذي تجلي في القبول بقتل الآلاف  من الليبيين  من ثلاث جهات , سواء من مؤيديه أو من معارضيه أو من المدنيين , وإصراره على مقاتلة الثوار على نفس طريقته التي بدأ بها وهي طريقة " زنقة , زنقة , ودار دار"  والتي لم تتغير , كان يهاجم بكل أنواع الأسلحة ويدافع بكل أنواع الأسلحة لا يأبه من يقتل ومن يجرح , حتى استعمل الألغام وزرعها بصورة عشوائية , بل وحتى فخخ جثث أعوانه .
عناد تجلى في انه خسر المنطقة الشرقية من ليبيا ثم خسر مصراته ثم جبل نفوسة وتلتها الزاوية ثم طرابلس , وبقى يقاتل في مدينتين فقط ثم بقيت مدينة واحدة , كل هذا ولم يبحث عن حل , كأنما هو آله موجهة للقتل والقتال ,
زد على ذلك أنني علمت من مصادري الخاصة , انه كان يبعث السيد عبد العاطي ألعبيدي وزير خارجيته إلى دول العالم لكي يبلغهم انه يرغب بالتنحي , وعندما يرجع عبد العاطي من سفرته وقد وضعت خطة متكاملة لخروجه وحمايته , يعود عن رأيه , ويخلف وعوده ,
كانت سلطته وحكومته تتهاوي ودولته تتهاوي وشعبة يقتل ومع هذا كان معاندا , لا يتنازل , كأنه سينتصر , بل أقول انه كان مؤمنا أنها مسألة وقت وسينتصر .
العناد الذي تجلى في تجمع كل القيادات في سرت , وهذا تصرف عجيب , لا يقوم به مبتدى في العلوم العسكرية أو السياسية ,
ولم أجد تفسيرا لهذا التصرف إلا إن استخدامه  للسحر قد اثر في الإدراك والمفاهيم لديه  ,
وتحول من استخدام للسحر إلى أيمان مطلق بتأثيره ثم احتل هذا الإيمان مكان أي تفكير منطقي ,
 لقد آمن أنه بالسحر يكون غير قابل للقتل أو للتعرض للأذى  أو كما يقال ضد الرصاص أو محصن ضد الرصاص , أو كما يقال بالانجليزية (bulletproof)
أظن أن السحر الذي حاول قتل الآخرين به كان هو السبب في أنه قتل وبهذه الطريقة وهذه السهولة  . لقد قتله  السحر الذي كان  يرجوا أن يحميه وينقذه  ويعيد سلطانه  .
إلا انه نسى قول الله سبحانه وتعالى  ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)  ولكن إذا تذكرنا انه لم يكن له إيمان يعصمه من الوقوع في مثل هذا الفخ ,
فهل نقول أن عدم إيمانه بالله قد قتله , أو أن يكون إيمانه بالسحر هو الذي قتله . و ليما كان الجواب فلقد ا صدقت عليه مقولة " انقلب السحر على الساحر"
فنحمد الله أن الشعب الليبي قد تخلص من هذا الطاغية ويستطيع الآن أن يتفرغ لبناء نفسه ووطنه .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي


هناك 3 تعليقات:

  1. عبد الملك __ نشكرك اخى على هذا الكلام الرائ وجزاك الله عنا كل خيرع

    ردحذف
  2. بارك الله فيك اية الكاتب الجليل لقدكنت استمتع فى قرائة مقالاتك و انت قلبن و قالبن مع الشعب الليبي جزاك الله خيرا و اعتقد بتخلص من الطاغي سوف ترتبط ليبيا بالشعوب العربية و خاصة السعودية م/احمد الفرجاني ليبي حر

    ردحذف
  3. الليبية
    علي دروب الحرية وفي زمن الحرية نلتقي ...
    الله اكبر كبير والحمد لله كثيرا
    لاتفسير للحالة القذافية اخ صالح الاان الله سبحانه وتعالي (يمدهم في طغيانهم يعمهون..)و(ومهل الكافرين وامهلهم رويدا)صدق الله العظيم

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام