الخميس، 6 أكتوبر 2011

"حاكموهم ولكن دعوا نسائهم"


 على صفحات الفيسبوك أقرأ بصورة شبه يومية ما تيسر من أخبار الثورات العربية , ولي هواية وهي قراءة  جميع الردود والتعليقات على الأخبار ,  بعضها قد يقارب الثلاثمائة والآخر بالآحاد . وبعض الأحيان أجد في الردود معلومات جيدة تفسر لي ما غاب عن ذهني من خلفيات للخبر ,  كموقع الحدث وتحديده اكثر أو ربطه بحوادث أخرى أو  ذكر خلفيات الشخصيات التي ذكرت بالخبر .

وطبعا أشكر من كتب مثل هذه التعليقات  لأنه شارك بالخبر مشاركة فعالة وبناءة ,  وأتمنى أن أرسل لمن كتب مثل هذا التعليق لأشكره ,
ولكن كم يسيئني أن اقرأ تعليقات لا تخرج عن الأدب فقط , بل وحتى تخرج عن الإسلام وخلقه , وقد تعرض كاتبها للوقوف أمام رب العالمين للحساب وهو يحمل وزر قذف امرأة أو رجل بالزنا ,
لن أتكلم عن القذف وحدّه وكيف يسقط عدالة الرجل فلا تقبل منه شهادة في محكمة , فالقذف كبيرة من الكبائر .
نشاهد مثل هذا النوع من التعليقات السيئة في إدخال زوجات وبنات وأسرة المخالف لنا في العقيدة السياسية في مجال التجريح  , فبدل أن نعرض  المسئول في نظام سابق إلى محاكمة عادلة , والمحكمة هي من تحاسبه  على ما اقترفت يداه من جرم وتبرئة إذا كان لم يقترف جرما , كالقتل أو المساهمة فيه , أو  سرقة المال العام  , نجد أن البعض يبدأ بنشر إشاعات مثل أن زوجة فلان كانت كذا وكذا , أو بناته كذا وكذا , أو انه كان يعرض أو يهدي أهل بيته للطاغية , ومثل هذا من تعليقات اقل ما يقال عن قائلها انه فاقد للمروءة والرجولة ,
فكيف يسمح لنفسه أن يتعرض لنسوة في بيوتهن ستر الله عليهن بستره فقط بسبب أن أباهن أو زوجهن كانت يعمل مع الطاغية ؟ الم يسمع بقول الله سبحانه وتعالى وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى,
هل يجوز أن نعتبر من كتب مثل هذه التعليقات , وحتى إن فرضنا صحتها ( أقول لو فرضنا صحتها ) من الثوار ؟ هل تعقب حوادث قد تقع في داخل عائلات وأسر واستغلالها سياسيا , أما يكفي من قال هذا القول بأنه يكفي ابن ادم من الكذب أن يحدث بكل ما سمع .
إذا أردنا الخصومة فلنتخاصم مسلمين رجال , بغض النظر عن من يواجهنا , فالثائر الحق , إذا كان ثائر على الظلم فلا يجب أن يظلم ,وإذا كان ثائر على انحطاط مستوى أخلاقي , فلا ينحط هو , أو ثائر على اخذ البريء بجريرة المخطئ , فعليه أن يتجنب هذا السلوك .
يقول الله سبحانه وتعالى كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون  أترضون بمقت الله بعدما نصر أخوانكم على جبهات القتال وجبهات السياسة والدبلوماسية ؟
ليكن أسلوب الخلاف حتى مع ألد خصومنا , خلاف مبني على الأخلاق والقيم التي ثرنا من أجلها , لا أن نتخذ من نساء مخالفينا أهداف وغرضا لتجريحهم.
لتكن الثورات العربية ثورات على قيم فاسدة , ومن اجل قيم إنسانية عالية , لا ثورة على أشخاص , ثورة على الظلم وليس على الظالم فقط , ثورة على الطغيان وليس ثورة شخص الطاغية فقط , ثورة على الفساد وليس على شخص الفاسد فقط .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام