الأحد، 9 أكتوبر 2011

شكرا مستر " فيسبوك "


 لو علم شبابنا كيف كنا نتواصل ؟ لو علموا كم كنا نعرض أنفسنا للخطر ؟ لو علموا كيف تأخذ كلمته الثائر أياما طويلة لتصل إلى عدد لا يتجاوز العشرات ؟ لعرفوا كم هم محظوظون .

دعوني أقص لكم قصة , عندما كنا نسمع في الأخبار أن وزير خارجية أو رئيس احد الدول الاستعمارية سيقوم بزيارة ما لبلد عربي ما , كنا نقوم بطباعة منشور سرى يندد بالزيارة ويطلب عدم استقباله .بالطبع نطبع حسب الإمكانيات المتوافرة ولنفرض أن الثائر لديه أفضل الإمكانيات, نطبعه أولا على ورق كنا نسميه " ورق حرير أو إستانسل " ثم نركب ورقة الستنسل على آلة خاصة ونطبع ما لا يزيد عن 200 ورقة ’

حتى لا يتلف الورق الحرير بسبب رطوبة الحبر الخاص بالآلة , ثم يخرج مجموعة لتوزيع أو لصق الورق على الجدران . وكم من ثائر قبضت علية وسائل قمع الأنظمة وهو يوزع أو ينشر تلك الأوراق , وهكذا يتواصل الثوار مع الجمهور , في كل مرة , مع بضع عشرات كل مرة , وكان المنشور بحد ذاته خطرا على كل يحمله ,

الآن بمجرد الضغط على بضع أزره على لوحة مفاتيح في الكومبيوتر تصدر منشورا قد يصل إلى الملايين خلال ثواني , وتتلقى الردود والتفاعلات خلال ثواني , وترى تفاعل الشعب معك خلال ثواني , هذا هو الفيسبوك , و التوتير وال أيميل
احد مقالاتي قرأه 5 ملايين قارئ خلال اقل من أسبوع , وتفاعل معه الكثير , لم نكن نحلم أن يكون هذا ممكنا , لم نكن حتى في أقصى ,  أقصى أحلامنا أن نتواصل مع الناس إلا في اجتماع سري وكم من مرة فضح وذقنا طعم الأيدي والأرجل , وعرفنا أن للكهرباء فوائد أخرى للأنظمة غير إنارة الشوارع البيوت , فكانت تخدمهم في إطفاء كلمتنا وعقلنا .
قامت ثورات في العالم العربي لأن الثوار تواصوا مع بعضهم تناقشوا تجادلوا اتفقوا نسقوا , رتبوا تناصحوا , تناقلوا المعلومة , كل هذا عبر الفيسبوك , فلا نقول إلا شكرا يا سيد "فيسبوك" .
قصّر علينا زمنا , خفّف علينا خطرا , تواصلنا من خلاله , تقاربنا , تناقشنا , تجادلنا , اختصمنا , اتفقنا , نسقنا , ألغى فوارق الجغرافيا , أزال فوراق الزمن .
لا نستطيع إلا أن نقول , شكرا يا فيسبوك

ولكن أتمنى أن نستخدم هذه الوسيلة الجبارة في ما فيه منفعة امتنا ومنفعتنا , لا فيما يهدم اسسها وثوابتها ونشر الإشاعات والأكاذيب , وتجريح الأحرار وخدش حياء السيدات , وتذكر ان كل كلمة تكتبها . ستبقى في اللوح المحفوظ , فما تقوله في مجالسك الخاصة قد لا يزيد المستمعون عن عشرة ولكن في الفيسبوك , فهناك الملايين والملايين من القراء والمشاهدين , فراقب الله ثم راقب ضميرك , ولا تخط بيدك ما يكون ضدك عند لقائه ,
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام