الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

نحن نصنع القتلة صنعا


 أنا اكره  السلاح , وأرى أن حتى من يحبه ويعشقه , هو في الحقيقة يعشق خيال القوة فيه , يعشق فيه خيال السيطرة والقوة , ولكنه يكرهه كوسيلة للتفاهم , يكرهه كوسيلة لحل المشاكل .
ولكن لماذا ندع أبنائنا وفلذات أكبادنا يتعودون عليه ؟
لماذا نمزج عذوبة طفولتهم ببشاعة السلاح ؟ 
لماذا نكدر براءتهم بجعلهم يحملونه ؟

كم رأينا من فواجع للحروب , قد يكون بعضها عبثيا وللبعض الآخر سببا منطقيا , فالحرب الأهلية في لبنان كانت حربا عبثية , وحرب التحرر في ليبيا كانت حرب مفروضة , وسواء كانت هذه الحروب عبثية أو مفروضة , أفلا يجب علينا أن نحاول تقليل عدد ضحاياها ؟
ألا نرى خطر عرض صور أطفالنا وهم يحملون  السلاح ويتباهون  به ؟ ألا نرى أنهم اخطر هؤلاء الضحايا , ففي سنهم هذا , وبينما هم يتلقون أوائل قيّمهم المجتمعية , ويبدءون في تعلم كيف يتفاعلون مع مجتمعهم , نضع السلاح بين أيديهم , وقد لا نكتفي بهذا . بل ونفتخر  بصورهم وهم يحملونه ويلوحون به .مما يرسخ في أذهانهم أن السلاح شي محبب ,
السلاح مفروض علينا , حتى ربنا جل وعلا  أقر بأنه زرع  بنا صفة كره القتال , فيقول في محكم كتابه , { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }, ويقول في آية أخرى يبين منّه وكرمه بأنه جل وعلا لم يجعلهم يقاتلون في بعض المواضع بقوله  { وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ }

لا أقول بأن التدرب على القتال وعلى السلاح شي سيئ كما قد يخطر في ذهن البعض , ولكن أقول , وأقولها صارخا , لا تجعلوا أطفالنا يحبون السلاح ويحبون حمله ونقله والتباهي به , لندربهم على السلاح في سن يفهمون بها خطره وأثره وشره ,
لنجعلهم في طفولتهم أبرياء , كما خلقهم ربهم , ولا ندنسهم بسلاح اجبر بعض إخواننا على حمله إجبارا ,
هؤلاء الأطفال هم رجال الغد , ألا يجب أن ندربهم على التواصل , ألا ندربهم على تقبل الرأي الآخر , ألا ندربهم على  الديمقراطية , ألا ندربهم على أن للحياة قيمة عليا وكبيرة , وان قتل شخص واحد هو كقتل الناس جميعا .
هنالك الكثير من القيم التي يجب علينا أن ندرب أطفالنا عليها , قيم حاول ألاستبداد والطغيان الذي لحق بأمتنا أن يزيلها , وان يعلمنا أن للتفاهم لغتان فقط , لغة الخنوع له أو  لغة القتال بين مكونات الأمة , ولا بديل للأمة عن حكمهم وطغيانهم إلا لغة السلاح .

اللامبارك في مصر هدد بان زوال نظامه سيسبب حرب أهلية في مصر , ونرى الآن نتائجها , ومدمر ليبيا العقيد المفقود هدد بان البديل عنه هي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر , وها نحن في بعضها ,  وبشار سوريا سار على نفس نهجهما , فهدد بالفتنة الطائفية وبالحرب الأهلية , وفاسد اليمن علي صالح كم من مرة خرج علينا ليقول بان بديله هو حرب لا تبقي ولا تذر في يمننا الذي يجب أن يكون سعيدا . ألا نرى في ذلك تساوي في الأسلوب , وتشابه في الطريقة ؟؟
ألا نرى بان زرع قيم التفاهم والحوار التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالي أن نتبعها في الحوار حتى مع الكفار و المخالفين لنا في العقيدة  حين قال }ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ , هي التي يجب أن نغرسها في أطفالنا وليس ثقافة حب السلاح والتباهي به ؟ ,
أتمنى أن تزال جميع صور الأطفال الذين يحملون السلاح من على الإنترنت ومن البومات صورنا , فوالله إنها لنقيصة في حقنا , والله انه ليس بفخر لنا أن  ندنس براءة أطفالنا لنرضي غرور لدينا , ولنفتخر بأننا نعلم أطفالنا أن السلاح لعبة , وغدا يعلم الله كيف سيكون عندما يكبر هؤلاء فسنجدهم يفتخرون أنهم حملوه وهم أطفال , ويصبح هو لغة الحوار , وحتى إن أصبح احد لغات الحوار , فهذا خطر كبير على الأمة , وعلى مستقبلها,
انظروا إلى هذه الصور , هل ترون خطرها ؟ هل ترون إلى أين ندفع أبناءنا ؟
إننا نصنع القتلة صنعا
اللهم هل بلغت ؟ , اللهم فاشهد
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي


هناك 5 تعليقات:

  1. ياخو السلاح عز وشكلك من يوم تسمع الرمي تدقها نحشة . الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (علمو اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)
    يا اخي اذا بنات اليهود في اسرائيل يتعلمون على السلاح الحقيقي وليس اللعبة. واخيرا اعدو العدة لأن الحرب مع الاعداء (الايرانيين واليهود قربت )والسلام ختام.
    ملاحظة: اسمع كلامك والا كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وهنا حكمة عند العرب وهي (ذل من لا سلا ح له)وشكرا . محمد البلوي

    ردحذف
  2. السيد محمد البلوي
    الظاهر لم تقرأ المقال بوعي يعني مريت عليه مرور الكران بدون تدبر ,
    الكاتب يقول
    (((لا أقول بأن التدرب على القتال وعلى السلاح شي سيئ كما قد يخطر في ذهن البعض , ولكن أقول , وأقولها صارخا , لا تجعلوا أطفالنا يحبون السلاح ويحبون حمله ونقله والتباهي به , لندربهم على السلاح في سن يفهمون بها خطره وأثره وشره ,
    لنجعلهم في طفولتهم أبرياء , كما خلقهم ربهم , ولا ندنسهم بسلاح اجبر بعض إخواننا على حمله إجبارا ,))

    يعني اختيار سن التدريب , حتى الصلاة لها سن

    افهموا يا ناس , السلاح أهم الصلاة ؟ الله يهداكم

    ردحذف
  3. صدقت والله استاذنا الكريم ..الآن لا تجد طفل الا يريد بدلة عسكرية ويريد مسدس أو بندقية ويشترط عليك نوعه لكن الذى أعجبنى فيهم عندما تسأله لماذا أحدهم يجيبك سأخرج به بوشفشوفة من الحفرة لأن الثوار لم بتمكنوا من أخراجه الأخر يرد ويقول لمساعدة الثوار على أولاد مدمر وهذاك يقول للدفاع عن ليبيا لكننى لم اسمعهم يقولون لقتال أو قتل أخى أو أهلى أو ابن الجيران أى بمعنى أن أكثرهم لديهم حس وطنى وهمهم الدفاع عن البلد ...سأرسل لك تسجيلا لطفل فى الرابعة من عمره ولك الحكم عليه.الذى لم يعجبنى السلاح الحقيقى الذى بين يدى الأطفال سواء مسدس أو بندقية أ, م.ط أو أر.بى.جى ...

    ردحذف
  4. اجدادنا من يوم وعوا على الدنيا وهم يحملون السلاح والحمد لله حفظوا دينهم بنصر الله تعالى وبفضله وعزمهم على حمل السلاح لنصرة الدين وحفظ ارواحهم واعراضهم من الاستعمار ويجب غرس الجهاد وحب المواجهه في نفوس الاطفال ولا ننسى القائد الصغير الذي قاد جيوش المسلمين وهو فتى صغير بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    انظر الى الذين تخلوا عن اسلحتهم وفضلوا مواكبة التغريب والسلام الكاذب ما ذا حصل لهم اذلوا كالعبيد
    وانا اصف بجانب ابن ديرتي محمد البلوي
    والحرب وشيكة وكما قال عز وجل واعدوا لهم ماستطعتم.
    أخوكم
    وجه الحجاز

    ردحذف
  5. والله كلامك صحيح يااستاذ صالح ومهم جدا بارك الله فيك فهى ظاهرة قد لانلتفت لها ولاندرك مخاطرها وعاقبتها وفعلا اصبح الاطفال عندنا نفسهم يتصوروا بجانب السلاح ولااخفيك انانفسي طلب مني ابني وعمره 9سنوات يتصور فوق مضاد للطائرات يوم رحنا على ساحة الشهداء بطرابلس وكان فيها سيارات تحمل مضاد للطائرات وكان يتجمع حولها الاطفال مع اولياء امورهم وصاحبها يركب بالواحد يجلس عليها ويلتقط له اهله صورة وبرغم اني شعرت بضيق لما ابني طلب مني يتصور مثل باقي الاطفال بس مافكرت بالعاقبة كان مجرد ضيق انو هذا مش شئ طبيعي ولا ترفيهي او لعبة حتى يسمحوا للأطفال بالتصوير فوقها بصراحة بعد ان قرأت كلامك ادركت ان الضيق كان لسبب ربما لم افهمه وقتها ولكن فعلا الله يفتح عليك موضوع في غاية الخطورة لو لم ننتبه له ونربي في اطفالنا القيم الأخلاقية والبعد عن العنف والدموية ونفهمهم ان حمل السلاح هو للضرورة فالدفاع عن الارض والعرض والجهاد في سبيل الله .. سلمت يمينك استاذ صالح ولاحرمنا الله من نصائحك القيمة ونور بصيرتك
    اختك فالله أمينة - طرابلس - ليبيا
    Ame Younes

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام