الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

أعطني المعلومة ... ودعني أختار


ثار العرب , فسقطت أنظمة وأنظمة تنتظر , ولكن السؤال الذي أسمعة دائما , كيف يحمي الثوار  ثورتهم من السرقة  ؟ هنالك خوف من أن تسرق الثورة . وبين الحاجة اليومية وبين الخوف على الثورة , احتار الثوار ,
وبالطبع نحن في كل ناحية من نواحي حياتنا هنالك الكثير مما نحتاجه ومما نفكر به ,هنالك أشياء نحتاج إليها في حياتنا اليومية , وأشياء نحتاج إليها للوصول إلى مستقبل أفضل وحياة كريمة مستقرة ,

تثور اليوم زوابع وتدور سجالات بين السياسيين والنخب , بعضهم يخوّن البعض , وبعضهم يشكّك في البعض , الكل يدعى انه مثال للوطنية والنزاهة , يدعى على الآخر بالخيانة والتسلق والتربح من الثورة ,
وأخوتي في ليبيا لا يعلمون من الصادق ومن الكذاب . من يقول الحقيقة ومن يقول غيرها ,

وهذه مرحلة مفصلية في تاريخ امتنا العربية , مرحلة لها ما بعدها , ولم يصل إليها الليبيون إلا بعد أن دفعوا ضريبة الدم والعرق والدمع , شهداء وجرحي وأرامل وثكلى , ثمنا لحريتهم وحريتنا وكرامتهم وكرامتنا .
أهمية هذه المرحلة تكمن في أنها تحدد المسار النهائي للدولة الليبية , والأكثر من ذلك أهمية هو كيفية مراقبة هذا المسار , فالمسار قد يكون في البداية جميلا ومفروشا بالورد , ولكنه بعد حين يتغير , وينحرف ويعود سلطويا , وقد يعود الفساد من النافذة . وهذا ما يجب أن يمنع ,
يجب أن توضع حواجز على النوافذ لكي لا يدخل الفاسدون ولا المفسدون ويتسلل  الفساد الإداري والمالي إلى النظام الجديد , والسؤال هو كيف ؟
كيف نضع حواجز تمنع ظهور فاسدون مفسدون ؟
يقول المثل العربي " المال السايب يعلم السرقة " نعم وليس المال السائب بل والنظام السائب , الدستور السائب  , كلها تعلم السرقة .
أهم نقطتان أرى أن يهتم بها الليبيون هما

  • أن يكون هناك إعلام حر غير مسيس وغير موجه ومحايد . يطرح الحقائق .
  •  أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة ,
نعم أعطني هاتان النقطتان وسأعطيك بلدا حرا يتمتع فيه الشعب بكرامته .

نعم هذا ما كان ينقصنا حقيقة . لقد كان الأعلام وما زال بيد طغمة حاكمة تسبّح لهم آناء الليل وأطراف النهار , أخطائهم منجزات , ومنجزاتهم مكرمات , إعلام مشترى بالمال , إعلام مدفوع الثمن , ومتى ما كان الإعلام سلعة للبيع , فسوف تفسد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
وحتى لا ألام على نقد بدون وضع حلول واضحة , كما يحدث كثيرا , فاني اقترح حلا , وأعلم انه سيرضي الجميع , اقصد بالجميع هنا , هو كل من يؤمن بأهداف الثورة , وبمبادئها , ويؤمن انه بات من حق الليبيون ان يذوقوا طعم التحرر هم وأبنائهم . وأحفادهم ,

الحل الذي اقترحه , أن تضع الحكومة ومن أموال ليبيا , فهي ليست أموال الحكومة مبلغا , ولنقل مليار دينار يدفع على 3 سنوات , وبهذا المبلغ تؤسس مؤسسة إعلامية , صحيفة ومجلات وقنوات تلفزيونية , وتعتبر المؤسسة الإعلامية , هيئة غير ربحية ,  ويدفع لها مبلغ 12دينار من كل مواطن ليبي سنويا , تخصم مباشرة من أول راتب في بداية السنة ,
إدارة هذه المؤسسة تتم بالانتخابات العامة , 60% إعلاميون وينتخبهم الإعلاميين , و 40% من الجامعات الليبية  .
تمنع الحكومة من أن تراقب هذه المؤسسة أي نوع من الرقابة حتى المالية , وتنشر قوائمها المالية , ومن لديه اعتراض يتقدم بشكوى عليها إلى القضاء , ويمكن الاستفادة من تجربة "BBC"  البريطانية , و "NHK" اليابانية .

أما النقطة الأخرى التي نحتاجها لحماية الثورة فهي إقرار نظام انتخابات قوي يحكم  كل أنواع المخالفات الانتخابية ويراقب تمويل الأحزاب والأفراد بحيث  يمنع ويجرم المال السياسي القذر من الدخول في لعبة الانتخابات , ثم تجرى انتخابات شفافة ونزيهة , اكرر " شفافة ونزيهة"  تحت رقابة مؤسسات المجتمع المدني الليبي والعالمي .
إذا ضمنتم هاتان النقطتان , فبأذن الله  ستضمنون حرية ليبيا ورقيها واستقرارها , وستكون ثورة فرسان ليبيا ثورة 17 فبراير قد حققت أهدافها , وهكذا لن تضيع دماء الشهداء هباء
بالطبع فان هذا ينطبق على أي دولة في الأرض  حيث ستكون المعلومة متوفرة للشعب وللشعب حق الاختيار , هكذا وبكل بساطة , أعطني المعلومة ودعني اختار
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك 5 تعليقات:

  1. عبدالرحمن الكيلاني20 سبتمبر 2011 في 11:30 م

    لا فض فوك

    ردحذف
  2. جزاك الله كل خير سيدي الكريم ..

    ردحذف
  3. بارك الله فيك هناك امر اخر طاغية يظهر تحت حمل وديع

    ردحذف
  4. حلول قيّمة نإمل من المهتمين الاطلاع عليها....

    ردحذف
  5. بارك الله فيك يا سيدي الفاضل اوجزت وانجزت.

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام