الأحد، 22 يوليو 2012

روسيا والصين تنقذان الثورة السورية


غضب الكثير ممن يقفون مع ثوار الكرامة في سوريا بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض ( الفيتو) ضد إصدار قرار تحب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة , كما أسعد هذا الفيتو الروسي الصيني الكثير من مؤيدي نظام بشار الأسد . 

ولكن إذا ابتعدنا خطوة إلى الوراء , ودرسنا الموقف على ارض الواقع , نجد هذا الفيتو جاء إنقاذا لثورة أحرار سوريا . وأحرج كل المؤيدين لنظام الأسد بما فيهم إيران أو نظام المالكي في العراق أو حزب الله وحتى روسيا والصين . وقد يستغرب البعض لما أقول . وسأبين الأسباب .


أول سبب هو الحالة على الأرض في سوريا , فالجيش الحر يتزايد أعداده , والانشقاقات تحدث كل ساعة وبرتب عليا , وحتى ضمن الطائفة العلوية , وبعض القيادات في منطقة الساحل . حيث أن التدخل الغربي كان هو الحجة التي يتغنى بها النظام, ولم تعد قائمه .


ثانيا , الحجة التي يدعيها النظام هو التدخل الخارجي , بينما نجد الدليل ليس إلى صالحه , وأصبح واضحا أن التدخل الأكبر والأقوى هو التدخل الخارجي إلى جانب النظام الحاكم وليس إلى جانب الثورة , فسقطت حجة التدخل الخارجي . وبقيت كلمات جوفاء يرددها الإعلام السوري حول مؤامرة خارجية ويذبح الشعب السوري بناء على مؤامرة لم تظهر على ارض الواقع , و النظام يحصل على السلاح والدعم المالي والسياسي من روسيا وإيران.


ثالثا , بهذا الفيتو اعتقد النظام أن العالم أعطاه الضوء الأخضر لفعل ما يريد في سوريا , فاستعمل الدبابات والصواريخ والطيران في قصف جميع المدن بما فيها العاصمة دمشق , وهذه أول مرة في التاريخ يقوم حاكم بقصف عاصمة دولته , مما أثر على الكثير من الكتلة الصامتة في سوريا فأصبحت مؤيدة للثورة , وتحولت إلى حاضنة للثوار , وخصوصا الطبقة ما فوق المتوسطة والتي عادة ترغب في الاستقرار لأنها تحصل على الكثير من الميزات . وهذه خسارة كبيرة للنظام وكسب كبير للثوار


رابعا , الغرب يحاول اختراق الثورة السورية , وان يحملها جميلا بالإدعاء بأنه ساعدها ويساعدها , ولكن هذا القرار وتصريحات بوتين , وتصريحات المسئولين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا , تبين وبوضوح عدم استعدادهم لمساعدة الثورة السورية . هذا يجعل من انتصار الثوار في سوريا عملية سوريه شعبية داخلية , وليس بمساعدة لا شرقية ولا غربية .


خامسا , رد الثوار على هذا الفيتو كان سريعا وفعالا بتحرير المنافذ الحدودية بين تركيا وسوريا , والعراق وسوريا . ورد العراق وتركيا بقفل المعابر المحررة ومنع استخدامها تجعل الصورة واضحة بان النظام هو من يحصل على الدعم وليس الثوار , وهذا أيضا يحرر الثورة من عبئ تحمل فضل لغير الله سبحانه وتعالى عليهم .


سادسا , إعلان إسرائيل أنها ستتدخل إذا أرسل النظام السوري أسلحة كيماوية إلى حزب الله , بينما يعلم الجميع أن السلاح الكيماوي تم نقل الكثير منه إلى اللاذقية حيث يكون قريبا من العراق , ويرسل إلى حكومة المالكي ولا يسقط في أيدي الحكومة التي سيؤسسها الثوار , وهذا التهديد إذا في حقيقته هو استعداد إسرائيل للتدخل إلى صالح النظام ومحاولة إسقاط الثورة إذا ما تعقدت الأمور اكثر. وهذا التصريح لا يمكن أن يصدر لولا الفيتو الروسي الصيني . 


وهكذا فضح الفيتو الروسي الصيني النظام السوري , وحرر الثوار السوريين من تهمة التبعية للغرب , وجعل القرار بيد الثوار , بل وسرّع الفيتو في حدوث انشقاقات كبيرة وكثيرة في صفوف الجيش السوري , بعدما تبين حقيقة الدعم الخارجي هو للنظام وليس للثوار . وستظهر أثار هذه الانشقاقات قريبا , وعندما تعلن ساعة الصفر لإسقاط النظام والمتوقعة خلال أيام .


لذا حقا علينا شكر الفيتو الروسي الصيني , لأنه حفز ثوار سوريا , وأزال تهمة التبعية للخارج , وبيّن للكثير من أحرار الجيش السوري أنهم على الجانب الخطأ . واتضحت صورة الثورة السورية , فهي ثورة شعبية خالصة , لا فضل لأي قوى خارجية عليها بل بالعكس , ثورة حوربت من الداخل والخارج .


نصر الله أحرار سوريا , ونصر سوريا الحرة .
صالح بن عبدالله السليمان
http://salehalsulaiman.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام