الجمعة، 20 يوليو 2012

روسيا وسوريا – فهم الموقف


يخطئ بعض المحللين بتصورهم أن روسيا تراهن على بقاء نظام الأسد , فهي باتت تعرف أن نظام الأسد اشرف على السقوط ومع ذلك نراها ما زالت تظهر كداعم ومؤيد قوي لنظام الأسد .
لمعرفة سبب وقوف نظام بوتين مع نظام الأسد .يجب معرفه الحقائق السياسية التي تحدد هذا الموقف.

الحقيقة الأولى
وكما ذكرت كثيرا , انه بعد سقوط نظام القذافي , ولتغير الموقف الجزائري لم يبقى لروسيا قاعدة على المياه الدافئة سوى قاعدتها العسكرية في طرطوس , فسقوط نظام الأسد  يعني تلقائيا عودتها محصورة  في المياه المتجمدة على المحيط المتجمد الشمالي او قواعدها في كمشتكا وهي متجمدة أشهر كثيرة في السنة . فالقاعدة الأخيرة تعتبر ذات أهميه خاصة لا يجهلها أحد

الحقيقة الثانية
تزايد وتعاظم الحركة المعارضة لبوتين , ولذا يجب عليه مغازلة الشعب الروسي , والشعب الروسي يتصور حركات التحرر العربي على انها حركات مؤيدة للولايات المتحدة الأمريكية , فوقوف بوتين مع نظام الأسد هو مغازلة لقطاع عريض من الروس الذين ما زالوا متأثرين بحقبة الإتحاد السوفيتي .

الحقيقة الثالثة
ليس لروسيا مصالح حقيقية في العالم العربي , بل مصالحها الآن هي مع إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا , وهذه الدول تنتظر من روسيا عدم التخلي عن حلفائها لصالح الولايات المتحدة والغرب ( حسب ما يتصورون ) .

الحقيقة الرابعة
الخوف من تكرار السابقة الليبية , حيث تم تمرير القرارين 1970 و  1972 تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة , وإسقاط نظام القذافي واستبعاد روسيا من التسوية نهائيا . مما جعل دول مثل الجزائر تحول موقفها وتوقف واردات السلاح من روسيا . وانحسار التأثير الروسي على المشهد العربي والشرق أوسطي .

فهم هذه الحقائق تجعلنا نفهم سبب قيام روسيا ألإتحاديه بالاعتراض على أي عقوبات دوليه تحت مظلة الأمم المتحدة , فهي لا تراهن على نظام الأسد كما يعتقد الكثير , بل هي تتفاعل مع  عوامل داخلية وخارجية , وتنظر إلى مصالحها الطويلة ألمدي . وليس إلى أي مبادئ عقائديه أو حقوق إنسان وما إلى ذلك . بل هي محض مصالح , وهي اللعبة التي يجب على العرب إتقانها .
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام