الثلاثاء، 3 أبريل 2012

لست مع القذافي أو كلينتون أو بوتين



 تتطاير هذه الأيام اتهامات من هنا وهناك للإسلاميين , بالعمالة للغرب , وبالتخطيط للسيطرة على الآمة  , وبالتآمر مع القوى الخارجية , والكثير الكثير,
حاولت تتبع مصادر هذه الاتهامات , فلم يتبين لي مصدر واضح نستطيع أن نشير إليه , وكل ما قرأته يدخل في باب الظنون والشكوك والحكم على النوايا , بدون أي دليل .

 فبعد جورج بوش الابن وديك تشيني وكلينتون  وغيرهم من الذين حاربوا الإسلاميين , ظهر علينا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحذر من سيطرة " السنة " على سوريا .
وهاهو الفريق ضاحي خلفان يشكل جبهة لمحاربة الإسلاميين , فيصرح تصريحات غريبة , فمرة يهدد بإلقاء القبض على الشيخ يوسف القرضاوي , وأخرى يحذر من مخطط الحركات الإسلامية لقلب أنظمة الحكم في دول الخليج وستبدأ من الكويت عام 2013 .
وسؤالي  للفريق ضاحي خلفان , مع شديد احترامي وتقديري له , لماذا لم تظهر لنا أي دليل على تآمر الحركات الإسلامية ؟
قد يقول البعض إن الأدلة قد تكون سرية , وهنا أسأل , إذا كانت الأدلة سرية لماذا لم يبق على الخبر سرا , حتى يأتي الوقت الذي يستطيع إظهار أدلته ؟  وكم في دولنا من الأمور السرية , والتي لا يمكن أن تظهر ؟ أما وقد أعلن اتهامه فمن حقنا أن نطالبه بالدليل .

قد أختلف مع الكثير من التيارات الإسلامية في بعض التفاصيل , ولكن أبدا لا يمكن أن اتهم أحد بدون دليل , ولم أري " أي "  دليل إلى الآن , بل قد يكون الدليل لصالحهم .  
لا أعلم كيف اتفق الشرق والغرب وبعض العرب وقنوات إعلام الشرق والغرب و العرب على أن الإسلام خطر ,  وأن الإسلاميون يتآمرون على أمتهم ؟

هذه التهم  التي تتناول الحركات الإسلامية ما هي إلا دليل على خوف الغرب والشرق وبعض العرب وبعض ألأنظمة العربية منها .

هذا الخوف الذي برز جليا بعد فوز الحركات الإسلامية في كل انتخابات حرة دخلتها سواء في الجزائر أو غزة أو تونس أو مصر أو الكويت أو الأردن , وهذا التكتل الإسلامي يخيف كل هؤلاء .

وكلنا يعلم ما حدث عندما فازت جبهة الإنقاذ في الجزائر , وعندما فازت حركة حماس في فلسطين , فقبل الربيع العربي عندما يفوز الإسلاميون يحاربون ويحاصرون وتتفق الأنظمة مع الغرب ومع الشرق ضدهم , فكيف يكونون متآمرين والتاريخ معهم ؟ والله لنا عقول نفكر بها ....



نعم قد نختلف مع تلك الحركات , وقد نخالفها في بعض الأمور , ولكن لا يمكن أبدا تخوينها واتهامها بالتآمر على أمتنا , أليست هي  أمتهم أيضا ؟
لن نسلك مسلك بن علي أو حسني مبارك أو معمر القذافي أو علي صالح أو كلينتون أو بوتين , ونصبح مع هؤلاء في خندق واحد , نختلف مع أخواننا  , ولكنهم اقرب ألينا من جميع هؤلاء ,
وعلى أي منافس للحركات الإسلامية , أن ينافسها بشرف , وليس بمبدأ التخوين .
ينافسها على كسب أصوات الشعب , وكسب تأييد الجماهير ,
كل من يتهم الحركات الإسلامية ويحاول تخويف الآمة منها , هو يحاول فقط أن يجعل نفسه المخلّص للأمة منهم , ويجعل من التخلص من الحركات الإسلامية هدف للأمة , لكي يحصل هو على الكرسي , الذي يعلم انه سيكون صعبا لو تنافس معهم منافسة شريفة كما حدث في الكثير من دولنا .

أقول لهؤلاء الذين يطلقون الاتهامات , لا تتكلموا عن نوايا , لا تتكلموا عن شكوك , لا تتكلموا عن خوف , بل نريد أدله على الخيانة والتآمر , فالله علمنا أن نقول , قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام