الخميس، 26 أبريل 2012

كسر الأرجل في أول السباق


أسمع أصوات تتصاعد في بعض الدول العربية الحديثة العهد بالديمقراطية تطالب بمقاطعة الانتخابات , وهذا أعده خيانة للأمانة , وخيانة لدماء  الشهداء و ألجرحي , وخيانة للوطن . لأن ما حارب من أجله هؤلاء هو أن يجعلوا للجميع الكرامة , ويعطوا للجميع  الحرية في أن يرشح نفسه وأن يختار من يريد , وعدم تفعيل هذه الحرية هي خيانة لهم .

 وهي خيانة للأمانة التي في رقاب الجميع للأمة , لأن اختيار الأصلح في المواقع التي يمكننا فيها الاختيار أمانه , وعدم أدائها خيانة .

قد يقول البعض أن هنالك أمور نكرهها في بعض القرارات أو تقسيمات المناطق أو غيرها , وأقول أن التغيير في النظم الديمقراطية يأتي عن طريق الصناديق , فكيف تريد التغيير وأنت بعيد عن الصندوق ؟

ابتعد إخواننا أهل السنة  عن الانتخابات في العراق وكلنا يعرف ما الذي حصل , وكيف استفردت بعض التوجهات بالعراق وبقرار العراق , وما زال العراق الحبيب يعاني من آثار هذه المقاطعة .

ابتعد إخواننا السلفيون عن انتخابات مجلس الآمة في الكويت , ولكنهم انتبهوا لخطأهم , وعادوا , 

لم أسمع أو اقرأ يوما عن مجموعة أو حزب أو أصحاب رأي ابتعدوا عن انتخابات ثم حصل ما يريدون , بل أراهم سلموا كل قدرة على إحداث التغيير للآخرين الذين ينافسونهم , وأعطوا لمخالفيهم كل المفاتيح , وبقوا هم في منطقة الظل , ومنطقة عدم القدرة على إحداث التغيير ,

من الحنكة السياسية أن لا نقاطع الانتخابات , فمقاطعتها تعني استسلام من أول الطريق , وتعني أيضا إننا نعطي مخالفينا في الرأي كل القوة , وكل الشرعية , وكل القدرة على تسيير الوطن , وبالطبع سيسير الوطن في الاتجاه المعاكس أو المخالف لما نريد ,
أن المطالبة بمقاطعة الانتخابات , أو مقاطعتها وعدم الاشتراك بها يعني الهروب والتخلي عن المسئولية التي يجب أن نتحملها .

المطالبة بمقاطعة الانتخابات , أو مقاطعتها مفيد جدا , ومطلوب جدا , ولكن ليس لنا نحن , وليس لمن يطالب بالمقاطعة , بل بمخالفيهم ,
المطالبة بمقاطعة الانتخابات أو مقاطعتها هو كالمطالبة بكسر رجل العدّاء عندما رأى أن مضمار السباق به بعض العوائق , فكسر رجله , وترك منافسه وحده في الميدان , فسيفوز المنافس , وسيضع ما يريد من الأنظمة والقوانين , ويطبق ما يرد من التشريعات , ولم لا ؟ أليس هو الفائز بالانتخابات ؟  الم تعطه الصناديق الشرعية الداخلية والخارجية ؟
وعندما تعود للمطالبة أيها المقاطع , سيقال لك , بأي شرعية تتكلم ؟ ومن قال أن الناس معك ؟

انتبهوا , انتبهوا , لا تكسروا أرجلكم , وابقوا في ميدان السباق , وخذوا الشرعية التي تستطيعون بها المطالبة والتغيير ,
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
http://salehalsulaiman.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام