الخميس، 19 أبريل 2012

انتقدكم وأحترمكم


 رحلت وشاهدت  أركان المعمورة الأربع , تعلمت خمس لغات , حبا في التواصل مع الناس .
درست وتعمقت في الكثير الديانات من الإسلام إلى الشنتوية , مرورا بالكنفوشسية والبوذية والمسيحية واليهودية .
وجدت كل البشر وكل الديانات ترحب بالذي يعمل بإخلاص , وتساعده وتعاونه وتعينه  .

 إلا لدينا في العالم العربي .


نحن أصحاب الحضارات التي يدرسها البشر في كل مكان , ففي كل بقعة في وطننا نشأت ونمت وازدهرت حضارة ما . والآن نجد فينا من يحاول قتل الإبداع , وتدمير المبدع .

اليوم تجد العالم يستفيد من الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر ما يؤمنون به , سواء إن كانوا يؤمنون بدين ما , او نظرية ما ,بل وحتى من يؤمن بالإباحية ( والعياذ بالله)  .

ولكن لدينا يستعمل البعض وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية في دس السموم , ويحاول وقف أي عمل إصلاحي , والقضاء على من يحاول الإصلاح , بنشر الشائعات , والشكوك .

ينصبون أنفسهم قضاة , ولكن يتبعون قانون أهوائهم هم , فهم أعداء لكل نجاح , ويشككون بكل مخلص .

تجدهم يطالبون بالنجاح ويقتلون الناجح . فهم أعداء لكل نجاح ولكل ناجح ,

يطالبون بالعمل ويقتلون العامل , يطالبون بالإصلاح ويقتلون المصلح .

لا تجدهم ينتقدون , بل يدمرون , لا يذكرون حقائق بل أوهام وشكوك .

لا تجدهم يناقشون فكرا , ولا يطرحون نقدا , بل يتكلمون بصيغة مجملة , وبأحاديث مرسلة , وعندما يطالبهم احد بالدليل , لا تجد لديهم إلا الشكوك والظنون والحكم على النوايا .

كيف نعرف هؤلاء ؟

يكفي أن تطلب منهم دليلا , دليلا حقيقيا , وليس أوهام وشكوك ونوايا .

هؤلاء هم الخطر القادم , هم أعداء النجاح .

فنجاح كل أمة هو مجموع تراكمات نجاحات أفراد ومجموعات ,

كما السيول هي مجموع تراكم حبات مطر صغيرة . وكلما قتلنا نجاح صغير هنا , ودمرنا نجاح صغير هناك , فنحن نحرم امتنا من هذا التراكم .نحرم امتنا من هذا النجاح .

أين هؤلاء من قول الله تعالى " (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) ؟؟ هل تحولت الرؤية هنا إلى رغبة في التدمير ؟ ام هم ليسو مؤمنين ؟

وكما يقول  الدكتور احمد زويل " أن الأوروبيون ليسو اذكي منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل (ويا للأسف )"
فلنحم نجاح امتنا , ولنفتح صدورنا وعقولنا .

وفق الله المخلصين من أمتي , وسدد خطاهم , قد أنتقد بعض أخطائهم , وقد أخالفهم في رأي , ولكن أبدا لن أحاول أن أدمرهم , فهم جزء من الأمة ,

فانا انتقدكم ولكن والله احترمكم , وانتقادي لكم هو محاولة لإصلاح ما أظنه خطأ .

وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام