الخميس، 22 مارس 2012

أيها المسئول :- أنا أحب وطني


 لا أعلم هل المسئولون اليوم أفضل من الخلفاء الراشدون ؟ وهل هم أفضل من صحابة رسول الله ؟
كلما قرأت عن حجب كلمة لمنتقد , أو منع كاتب أو إيقاف برنامج , أو سجن مدون لأنه قال كلمة نقد , تخطر في بالي سيرة سيدنا عمر بن الخطاب , وتخطر في بالي سيرة الصحابة الكرام الذين تولوا أعمال الولاية في زمنه ,
تخطر علىّ صورة  سيدنا  أبا بكر الصديق واقف على المنبر يخطب بهم :-

"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله .... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
وأي عصيان لله ورسوله أشد من الفساد الإداري , والفساد المالي , وانتشار الفقر والبطالة ؟
وتذكرت قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه  عندما سأل الناس :- " أيها الناس ..ما تفعلون أذا ميلت برأسي إلى الدنيا هكذا ؟ ..
وأمال رأسه على كتفه ( دلاله على أن الدنيا قد زانت في رأسه ) ما تقولون ؟
 فلم ينطق أحد..فأعادها الثالثة  ما تقولون ...؟
فقام له أحدهم و قال:-  إن ملت برأسك للدنيا هكذا قلنا لك بسيوفنا هكذا وأشار كأن يضرب عنقه ..
فقال عمر الحمد لله الذي جعل من أمه محمد من يقوّم عمر "

ألا يتذكر مسئولونا أنهم رعاة ؟ ألا يتذكرون حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :-
: كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالأَمِيرُ الذي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. رواه البخاري ومسلم وغيرهم.

يا الله !! ما اعدل الإسلام , فلقد قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  " :مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللهُ رَعِيَّةً ، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ ، إِلاَّ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ."

ماذا نجد اليوم ؟

- فقر لا ينكر تفاقمه إلا أعمى عين أو أعمى قلب , سمعنا الأخبار عن الرجل المسن وعائلته الذين أقاموا بالمقابر , وقرأت اليوم عن شاب يقيم في سيارته لعدم وجود مسكن يؤويه .
ومن ينكر وجود الفقر في عالمنا وبنسبة مخيفة  فأقول له , إني مستعد أن اريك في يوم واحد العشرات من العائلات الفقيرة , في قرية واحدة فقط , فما بالك في مئات القرى , شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه ؟

- بطالة تجاوزت نسبه العشرون بالمائة , وتتزايد , فالآلاف  الشباب تقذف بهم المدارس والجامعات إلى سوق العمل . وضاق عليهم عنق الزجاجة , حتى صرح  وزير العمل للشركات باستخدام خادمات من بنات الوطن , فما كان من أحد الغيورين إلا أن صرح بوسائل الإعلام يعرض على ابنة وزير العمل أن تعمل خادمة لديه ويمنحها أضعاف ما تحصل عليه الخادمة من أجر . لآن هذا المواطن الغيور أدرك إن هذا النوع من العمل لا يقيم عائلة ولا يؤسس منزلا , بل إن الأمر أكبر وأعمق من أن تطرح على بنات واحدة من أغنى دول العالم وأقلها سكان مثل هذه الأعمال . وإذا لم يرضى وزير العمل لأبنته العمل كخادم , فكيف يرضى لبنات الوطن ؟

-سكن غير متوفر وغير متاح للشباب , فالرواتب لا تسدد إيجارا , ناهيك أن تبني أو تشتري منزلا, فالأراضي أغلى من مجموع رواتب الشاب حديث التخرج سنوات طويلة , وضريبة الأراضي البيضاء التي كنا نأمل بمساهمتها  في تخفيض أسعار الأراضي في بلد سكانه 18 مليون ومساحته تزيد على 2 مليون وربع كلم مربع , ويحتل المرتبة الثانية عشر عالميا في المساحة , أصبحت حلم من أحلام اليقظة , فملاك الأراضي البيضاء  يستحيل أن يفرضوا على أنفسهم ضريبة أراضي بيضاء .

لا نريد حلول تعمل كمسكنات , مثل زيادات طفيفة في الرواتب , يأكلها التجار برفع الأسعار . وتأكلها فاتورة الكهرباء وغيرها من الخدمات .

- نريد حلولا جذرية , تواجه المشكلة الأساسية وتحلها من أساسها ,
- نريد محاسبة المفسدين الذين يأكلون الميزانية العامة للدولة وميزانية المشاريع المعلنة ,
- نريد تنحي الوزراء غير الفعالون أو إزالتهم , فالوزير الذي لا يستطيع حل المشاكل المزمنة في وزارته , وتحقيق رفاهية المواطن في ما يخصه من عمل يجب عليه التنحي وإفساح المجال لغيرة للعمل على ذلك
- نريد توظيف الشباب من الجنسين في وظائف تليق بهم , برواتب تمكنهم من تأسيس وإعالة أسرة , وتدريبهم على وظائف محترمة , فالقيادة العليا وكذلك المتوسطة في بلدنا تكاد تكون حكر على غير المواطن .
- نريد تحسين مستوى المعيشة , عبر مراقبة الأسعار التي تتسابق الشركات على زيادتها , فنرى الأسعار تقفز يوميا إلى الأمام , ولم نرها أبدا تعود إلى الخلف . والمضحك المبكي , أننا نعاني من الغلاء إذا ما ارتفع سعر برميل النفط , ثم نعود لنعاني من سعر انخفاضة , نعاني من الغلاء إذا ارتفع سعر الدولار ونعاني  كذلك إذا أنخفض . لا بد أن تستقر الأسعار ,
- نريد تخفيض أسعار الخدمات الحكومية و تكلفة فاتورة الكهرباء , وهذه الخطة الحمقاء في تقسيم الاستهلاك إلى فئات , فأي بيت اليوم يحتاج إلى تشغيل  ما لا يقل عن ثلاث وحدات تكييف , واحدة للرجل وزوجه وواحدة للبنات وواحدة للأولاد , وهذا اقل ما يمكن , وحينها سيتجاوز الاستهلاك إلى الفئة الثانية أو الثالثة , يعاقب المواطن المسكين , ويطالب بتخفيض استهلاكه , كأنهم يريدون أن تنام العائلة كلها في غرفة واحدة .
والله , اشك أن يكون من وضع هذا النظام ليس من أهل البلد ليعرف تقاليده . ويعلم استحالة تحقيق مثل هذا التخفيض الذي يطالب به .

أفسحوا صدروكم ,  افتحوا عيونكم , وأصغوا إلينا أيها المسئولون . فوالله إننا نحب وطننا .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك 3 تعليقات:

  1. من وضع نظام تسقيم الاستهلاك الي فئات بالتاكيد كان من اهل البلاد وكان غرضه مساعدة الناس في انقاص زيادة الاوزان ولكي يضلوا طول اليوم وكأنهم في الساونات.
    هل المسئولون مسلمين ام لا هذا هو السؤال.
    لا حول ولاقوة الا بالله

    ردحذف
    الردود
    1. اخي الكاتب صالح بن عبد الله السليمان لقد قرأت رايك عن الاراضي البيضاء في اكثر من مقال . "فملاك الأراضي البيضاء يستحيل أن يفرضوا على أنفسهم ضريبة أراضي بيضاء ."
      اليس من الظلم فرض ضريبة على الاراضي البيضاء فبعض منها يمتكلها ناس قد يكونون توارثوها ومازالت لم تقسم بينهم فمن بالله يتحمل من الورثة دفع الضريبة التي على الارض ام انها ستكون متراكمة لعدة سنوات !! وهل السعودية محتاجة لفرض الضريبة على الاراضي لرفع المستوي المعيشي للسعوديين وهي الدولة الغنية بالترول .
      قد يمتلك شخص عدة اراضي متوسطة المساحة ولكن اجمالي مساحاتها اكبر من ارض بيضاء واحدة فهل من العدل ان يعفى من الضريبة وفي حين ان شخص اخر يملك ارض بيضاء تفرض عليه الضريبة . اخوتنا في مصر يعانون من ظلم هذه القوانين فلماذا تنادي يااستاذ صالح بتطبيقها في السعودية ؟
      اتمنى ان لا اكون مخطئة في فهم معنى الارض البيضاء والذي هو عبارة عن مساحة شاسعة لم يتم استغلالها وقد يمتكلها افراد من ......وحاشيتهم وقد يمتلكها حتى الناس الذين اشتروها بمالهم الخاص او ثوارتوها.

      حذف
    2. أختي الكريمة بنت مصراته

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأراضي البيضاء هي الأراضي التي تكون مخططة للسكن , وتصلها جميع الخدمات ولكن لآن مالكها أحد كبار رجالات الدولة أو الحاشية , فهو يمسكها حتى يرفع الأسعار , حوالي 50 من المدن تعتبر أراضي بيضاء , مملكوه لهؤلاء الناس , وتكلمت عنها سابقا بمقال , ضريبة الأراضي وساهر .
      أرحب بأي مشاركه منك . ولن يضيق بها صدري

      جزأك الله خيرا

      حذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام