السبت، 15 نوفمبر 2014

ليبيا ماذا تحتاج لآن ؟


أرجوكم أقرئوا ما كتبت بسعة بال وروية , وبقلب منفتح وعقل يبحث عن الحق. اعلم أن
ما سأقول سيغضب الكثير منكم وسيضيق به الكثير الكثير منكم , ولكني احمل رسالة الفكر والقلم فلا بد أن أقول ما سأقابل به ربي ,أولا أتساءل, أي منطق يقول سأدمر " الوطن" واقتل أبناءه وأهدم البنية التحتية واقضي على اقتصاده وأهجر ناسه من اجل ماذا؟ يا للسخرية يقول من أجل" الوطن "
والله ليس من اجل الوطن بل لأطماع سياسية واقتصاديه وسلطوية وحزبية
والله ليس من اجل الدين , فالدين براء من القتل والنهب والهدم وترويع الآمنين , فالقاعدة الشرعية واضحة تقول إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح, وهل اشد من القتل والتشريد والهدم والتدمير مفسده؟

اخطأ من يظن أن لا حق للجيش والشرطة بملاحقة من قاموا بقتل أفراده في الشوارع , فهذا حقهم, ورأيت صورا و أشرطة فيديو يندى لها الجبين, جعلني أتساءل, من أين أتى هذا الكم من الشر والحقد؟ من أين أتت هذه الوحشية و اللا إنسانية؟
أخطأ من يظن أن الجيش لا يحق له جمع السلاح من الجماعات , فلا يمكن أن تقوم ديمقراطية أو نهضة والطرقات تقطع والمصالح الحكومية العامة تحاصر.
أخطأ من ظن ان الحصول على الحقوق هو برفع السلاح ومحاصرة الموانئ وحقول النفط وقطع طريق العمال .
أخطأ من عمل على تحويل ليبيا إلى مركز لجمع المتشددين والإرهابيين من مختلف الدول وإدخالهم إلى وطنه ليعيثوا به بحجة رفع راية الإسلام , ورفع راية الإسلام  بالدعوة وبالحكمة  والموعظة الحسنه.
رفع راية الإسلام بصنع السلاح لا بشرائه من روسيا والصين والغرب,  رفع راية الإسلام بالتخلص من التبعية للغرب وليس بشن حروب على أهلنا بأسلحة صنعت بالغرب والشرق, رفع راية الإسلام بتطوير التعليم وبناء المستشفيات . ولن يكون بغير ذلك .
خطأ من ظن أن التشدد الديني سيجلب له الخير , بل سيجلب الشر لنفسه ولأهله ولمجتمعة ويصبح لقمة سائغة لآلة الحرب الغربية, وسيتحول وطنه إلى أفغانستان أو سوريا أو عراق  أو صومال آخر.
خطأ من ظن أن عزل جزء كبير من المجتمع هو الحل, ولم يكتفي فقط بالرؤوس الكبيرة التي سرقت وقتلت بل وتجاوزتها إلى الصحفيين والإعلاميين والموظفين, بل يكفي العمل في ليبيا قبل الثورة لتوصم أنك من أزلام النظام السابق.
أخطأ من ظن أن الجيش من الأزلام , وما زلت أتذكر انشقاقاتهم في أول الثورة ووقوفهم مع الشعب , فكانوا قواد المعارك ومخططي المواقع , ثم يوصمون بالتبعية للنظام السابق وبأنهم أزلام . فوالله هزلت ثم هزلت.
ثم
أيضا اخطأ من تستر على ما يدعى " أولياء الدم " ومن تستر تحتها من مهربي المخدرات ومتعاطيها لكي تعيث في البلاد ترويعا, وكان الوطن أصبح (حارة كل من ايدو إلو ) في مسلسل غوار الطوشة , يقولون أنهم يأخذون بثأرهم , فهل حاكموا وجمعوا أدلة بل قتلوا وهدموا.
أيضا أخطأ من هدم المنازل بحجة أنها كانت أوكارا لمخالفيه, كان يمكن استخدام النظام ومصادرة هذه الأملاك واستخدامها في المصلحة العامة بدل ان تكون نقطة سوداء في تاريخه.
أخطأ أيضا من ادخل الصحوات إلى المعادلة , فوقع فيما هرب  منه , كان يمكن أن يستخدمهم كمرشدين وجواسيس ولكن أن يسمح لهم بحمل السلاح , والقتال , هنا أصبحت مليشيا مسلحة , وكان الهدف التخلص من المليشيات المسلحة , ولا تقل أنهم يحمون مناطقهم , فمن يضمن أنهم لن يتعدوها , وإن كان ولا بد فكان يجب إدخالهم ضمن منظومة رسمية تحت أي مسمى كـ ( الحرس الوطني )
اخطأ أيضا من حول الجيش إلى مليشيا مسلحة دون تفويض رسمي من الحكومة, فأصبح الجيش يسمى بجيش فلان أو قوات فلان أو مليشيا فلان.
ولن أتطرق للدعم الخارجي فكلا الطرفين يحصل على دعم إما مصري إمارتي سعودي أو دعم قطري.
ليبيا تحتاج لمن يحب شعبها قبل أن يحب ترابها, يسعى لراحة وامن شعبها قبل أي شيء , وهذه الشخصية أراها مفقودة. وسبب فقدها وجود السلاح وعلو الصوت وفساد إداري ومالي طال الكثير الكثير ممن عمل في الحكومة بعد تحرير طرابلس.
لا تحتاج ليبيا لعبقري في الإدارة أو في الصناعة أو في المالية , بل تحتاج لمن يحب شعبها , فالتراب موجود قبل ليبيا وسيبقى موجود إلى أن يرث الله الأرض وما عليها . ويقول الشاعر
وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديار
تحتاج ليبيا لمن يقول والله لو عثرت بغلة في درنة لسألني الله عنها لماذا لم أمهد لها الطريق.
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. البركة فيك انت من ايدت ثورة الناتو في ليبيا وانت كنت تجهل التركيبة القبلية و الفكرية في ليبيا انت كان همك فقط القضاء على القذافي لانه كان شوكة في حلق ملكك السعودي ثم لا يهمك ما يحدث في ليبيا بعد ذلك

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام