الأحد، 30 نوفمبر 2014

حملات التوعية وأسباب الفشل

لا نعاني أبدا من نقص عدد حملات التوعية في بلادنا, ولكن الملاحظ أن  حملات التوعية لدينا تعاني فشلا , يتراوح بين فشل كامل أو فشل محدود , ولكنها جميعا للأسف لا تنجح ولا تحقق الهدف المنشود.
بل بلغ اليأس بالبعض انه أصبح يرى الحملات التوعوية مضيعة للوقت وخسارة للمال والجهد .
إدارة الحملات التوعوية أصبح علما يدرّس في الجامعات , وتقام له العديد من الورش. ولكن لدينا هو جهد إما فردي أو تطوعي يتميز بداية بالحماسة ثم تتحول الحماسة إلى خيبة أمل ويأس. ولكن لا احد يبحث أو دعني أقول أن من يبحث في أسباب فشل الحملات التطوعية قليل, فلم أرى أي أبحاث ذات شأن في هذا الموضوع

فها هي حملات المرور وحملات تخفيف السرعة أو ربط أحزمة السلامة أو القيادة الآمنة كلها باءت بالفشل

و ها هي حملات التوعية البيئية ويوم الشجرة أيضا باءت بالفشل

وحملات صحية كثيرة , كالعناية بالأسنان وبالعيون وبسرطان الثدي ومخاطر التدخين والرضاعة الطبيعية , سقطت في نفس الحفرة وفشلت

وعندما تتساءل لماذا فشلت تجد عدة عوامل للفشل منها

أولا, لأنها جميعا تجاهد ويسعى منظموها لنجاحهم هم, وليس لنجاح الحملة وتحقيق أهدافها, ومن يعمل منهم مخلصا, يؤسس الحملة بأسلوب عشوائي تطوعي لا يلتزم بالمعايير القياسية لتنظيم وإدارة الحملات,

لإدارة حملة ناجحة يجب تحديد هدف" واقعي " واحد مبنى على إحصائيات حديثة ومعلومات مؤكدة, ولنضرب مثالا, مثلا حملات التوعية بسرطان الثدي.

في مثل هذه الحملات, يجب وضع هدف منطقي واحد , وهو إما الوقاية منه, أو اكتشافه مبكرا, من الممكن أن يكون احدهما هدف ثانوي ولكن لا يمكن أن يصبح كلاهما هدف رئيسي, هذا من ناحية

ومن ناحية اخرى , تحديد المستهدفين بالحملة , ففي حالة الوقاية نتجه إلى مدارس البنات في سن تقبل وتفهم مثل هذا الموضوع وهي المدارس الثانوية والكليات وفي حالة الاكتشاف المبكر فمن الممكن استخدام الأسواق بعربات مجهزة أو محلات مخصصه , اختلف الهدف فاختلف المستهدف بالحملة ,

وبسبب العجز والنقص في خبراتنا المتراكمة, يجب مراعاة كيفية بداية الحملة وكيفية إنهائها, إذ يخطئ كثير من مسئولي ومدراء الحملات التوعوية بالتركيز على المدارس الكبيرة , بظنهم أنهم بهذا يصلون لعدد اكبر من المتلقين, مما سيزيد فرص نجاح الحملة , ويعتبرون هذا شيء بديهيي , ففي ظنهم أنهم إذا تحدثوا أمام عدد اكبر فتكون قد الرسالة وصلت إلى هذا العدد. ولكن  هذا خطأ كبير.

بل على العكس, من الأفضل, في بداية الحملة، على المدارس الصغيرة, ثم تنتقل إلى الأكبر فالأكبر ويكون الختام في المدارس الكبيرة , وهذا لعدة أسباب جوهرية ومنطقية.

السبب الأول:-
في المدارس الصغيرة يكون العدد اقل, فيكون الوصول إلي المتلقين كأشخاص ميسورا, والتواصل معهم سهل  , وهذا التواصل له عدة منافع أولها زيادة الثقة لدى المتطوعين والعاملين في الحملة ,

السبب الثاني:-
في المدارس الصغيرة يكون هناك مجال للاستماع للطلبة أو الطالبات , فتعرف النقاط التي تحتاج إلى شرح اكثر والنقاط التي يجب إضافتها, وتأثير وسائل الإيضاح وزيادتها أو تغييرها. وهذا لن يحدث إلا إذا كان هناك تواصل مباشر بين إدارة الحملة و المتلقين.

السبب الثالث:-
نمو الخبرة لدي المتطوعين في الحملة, وزيادة في حصيلتهم المعرفية  بسبب مرورهم في تجربة مصغرة وبعدد محدود في بداية الحملة, كأنما مروا في دورة تدريبية مصغره.

السبب الرابع:-
طلاب المدارس الكبيرة عادة اقل اهتماما بالحملات التوعوية, لأنهم يرونها باستمرار ولأن العادة جرت على التركيز عليها, وكثرة الحملات تفقد عنصر الاهتمام  لدى الطلبة, بينما هو على العكس في المدارس الصغيرة, فالحملات لا تزورهم عادة فوجود حمله في مدرستهم سيجذب اهتمام اكبر وتفاعل اكبر.

السبب الخامس
اهتمام طلبة المدارس الصغيرة بالحملات وسهولة الوصول الى جميع الطلاب ومناقشتهم يعني ان نسبة النجاح عالية, وإذا جمعنا عدد الطلبة في المدارس الصغيرة التي وصلت لهم وتمت توعيتهم سنجد اننا حققنا نجاحا كبيرا ولو لم تتم زيارة مدرسة كبيرة

السبب السادس
عند ختام الحملة ستتجمع خبرة اكبر لدى القائمين على الحملة وسيكونون اقدر في التعامل مع أعداد كبيرة ويستطيعون بحصيلة الخبرة التي نالوها, وبالكم الكبير من الثقة بالنفس ومعرفة كيف تشرح النقاط ذات الأهمية الوصول إلى عقول المتلقين وشرح المعلومة و النجاح في الوصول إلى طلاب المدارس الكبيرة المتخمين بالحملات. مما يعني نجاح الحملة.

بالطبع هنالك عوامل أخرى أتمنى أن ارجع لها في مقال آخر.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام