الاثنين، 3 نوفمبر 2014

مع قهوة الصباح

تفتح عينك الصباح وتحضر فنجان القهوة وتجلس لتستمع للأخبار , فلا تجد إلا  أخبار قصف ومذابح وتدمير في سوريا وسيارات مفخخة في العراق وذبح للسنة في المساجد, تتعوذ من إبليس الرجيم
تفتح تويتر لعلك تجد خبرا يسرك  فيعز ذلك فلا  تجد إلا صورا بشعة لما يحدث لإخواننا السنة في العراق واليمن من قتل وذبح على الهوية , وجثث مقطعة وأوصال مفرقة ,

تغلق تويتر وتذهب إلى الفيسبوك , فتجد نفس الصور لما يحدث في سوريا ويزيد عليه ما يحدث في ليبيا , من قتل وحرق وهدم  وحرب بين من كانوا أخوة قبل حين, اختلفت بهم السبل والرؤى.
كل هذا وأنا لم أنتهي  بعد من فنجان القهوة .
تبتعد عن الصور , وتبدأ في قراءة ما يكتبه النخبة , أو من يطلق عليهم مجازا النخبة ,
تجد احدهم يدافع عن الكرامة ويلعن الفصيل المقابل وينعته بالإرهاب والخوارج والداعشية دون تحفظ أو تحديد للمصطلحات ,
وفي الطرف الآخر تجد الفريق الآخر من مؤيدي فجر ليبيا يصف الفريق المقابل بالخائن والعميل ويعيب عليه الاستقواء بالخارج , نسى انه لولا الله ثم ما قام به النيتو لم يكن لثورة فبراير أن تنجح أو لكانت اقرب إلى سوريا ثانيه . فاحل لنفسه بالأمس ما يحرمه على خصمه اليوم.
كلهم يدعوا للقتال والتضحية بآخر شاب ليبي , كأنه كتب على شباب التسعينات أن يضحي لمصالح جيل الخمسينات .
لي في هذا الفريق أو ذاك أخ وصديق ,تعرج بي الذاكرة إلى زمن كنا نجتمع على سكايب لساعات .يحدد فيها الكل احتياجاته وكنا نعمل على توفيرها من أدوية او مواد طبية وقد نتمكن من إدخال بعض الأغذية .
أتذكر تلك الأيام وتنزل من عيني دمعة حسرة على حلم أصبح قريبا من كابوس
لم انته بعد من فنجان القهوة
افتح عيني على صور مجازر , واقرأ صور مهازل على شكل مقالات , أحاول الصراخ فيهم إلى متى ؟
ولكن صوتي لا يصل .
فالآذان أصابها الصمم بسبب دوي الانفجارات , وصوت الصارخ والعويل. وصياحهم على بعض
أحاول أن ابتعد لأقرأ بعض صفحات الأخوة والأصدقاء , فأجد الصورة أدهى وأمر , فهذا أصابت بيته قذيفة , وتلك تصرح أن دوي الانفجار قريب يهز بيتها , وذاك يعزي بفقد أخ أو ابن عم أو صديق أو جار ,
إلى متى تغطينا هذه السحابة السوداء ؟
سحابة فرضت علينا في العراق وسوريا واليمن وغزة ,وسحابة نفرضها على أنفسنا في ليبيا الحبيبة.
جندي يقتل هنا وشرطي هناك وثائر هنا ومقاتل هناك , كلهم أبناء  عمومه إن لم يكونوا إخوة .
إلى متى ؟ إلى متى
ألوذ بالقلم لأنزل سخطي وحزني على الورق لعله ينفس بعض مما أجد .
لكم الله إخواننا في العراق
لكم الله إخواننا في سوريا
لكم الله إخواننا في غزة ورفح
لكم الله إخواننا في بنغازي ودرنة وككله والزنتان وكل بقاع الحبيبة
أما نحن فلا بواكي لنا .
نموت من غيضنا ألف مرة في اليوم ,
لك الله يا قلوب انفطرت فتوجهت لخالقها أن يجعل لنا من أمرنا رشدا.
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام