الأحد، 3 نوفمبر 2024

من لورنس العرب إلى خامنئي

هذه الرسالة إلى كل مؤيد لإيران أو مصفق لمحور الممانعة الفاشل، اقرأ للنهاية، ودعني أسمع صوتك.  

يقول ابن خلدون في مقدمته: "إن التاريخ في ظاهره لا يزيد على الأخبار عن الأيام والدول، ولكن في باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسسها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يُعَدَّ في علومها خليق".  

لهذا يجب أن ننظر إلى تاريخنا ونستمد منه طريقنا في الحاضر والمستقبل. 

 

منذ سيطرة العثمانيين والصفويين على رقاب هذه الأمة ونحن نعاني الأمرين. العرب الذين أعانوا العثمانيين ويسروا لهم بناء إمبراطورية كبيرة، ما كان من العثمانيين إلا احتقار العرب، بل ووقف التعليم باللغة العربية واستبدلوها بالتركية. وعانت منهم الأمة ما عانت.  

ثم لاحت الفرصة للحسين حاكم الحجاز للتعاون مع البريطانيين للتخلص من حكم الأتراك، وكان العرب مخلصين في مواثيقهم معهم. ولكن لم تكن النتيجة إلا كما يقول لورنس العرب في مذكراته عن العرب الذين ساندوه: "كانوا همجاً رعاعاً".  

ويقول لورنس في كتابه "أعمدة الحكمة السبعة": "لقد كنت أعلم أننا إذا كسبنا الحرب فإن عهودنا للعرب ستصبح أوراقاً ميتة، ولو كنت ناصحاً للعرب لنصحتهم بالعودة إلى بيوتهم. لقد كان قادة الحركة العربية يفهمون السياسة الخارجية فهماً عشائرياً بدوياً، وكان البريطانيون والفرنسيون يقومون بمناورات جريئة اعتماداً على سذاجة العرب وضعفهم وبساطة قلوبهم وتفكيرهم ولهم ثقة بالعدو. إنني أكثر فخراً أن الدم الإنجليزي لم يُسفك في المعارك الثلاثين التي خضتُها، إن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد".  

وحدث ما حدث، وذهبت فلسطين وأصبحت أحلام الحسين هباءً تذروه الرياح.  

واليوم يمر بعض العرب بنفس ما مر به سلفهم الذين أعانوا الأتراك، والذين أعانوا الإنجليز، ها هم اليوم يعينون الصفويين الإيرانيين، الذين يكرهون العرب وكتبهم مليئة بذلك، بل قالوا عن الحوثيين "شيعة الشوارع". يقاتلون على أرضنا وبدماء أبنائنا.  

هل كُتب علينا أن نخرج من سيطرة محتقر لنا إلى سيطرة من هو أكثر احتقاراً لنا لنخرج إلى من هو كاره لنا ومحتقر في نفس الوقت؟  

أما لهذا الليل من آخر؟

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام