الأحد، 29 يوليو 2018

الموت لأمريكا, الموت لإسرائيل

عندما تسأل أي عربي يقف الى صف إيران عن أسباب تأييده لها وعن سبب عدائه لمن يقف بوجهها تجده يذكر عدة أسباب. أُجْمل ما يذكره هؤلاء وهم الذين لا ينتمون للطائفة الشيعية ولي عودة لأوضح بعض ما يتداول
أركز هنا على من يؤيدها من السنة او غيرها من الطوائف العربية.
يقولون: -
* إسرائيل هي العدو الأساس لإيران، وشعار إيران هو (الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل) تسميه " الصرخة"
* تحرير القدس اهم ما يشغل حكام إيران فبنت جيشا دعته " لواء القدس".
* إسرائيل تعادي إيران عداء كبيرا وتجتهد لكي تجعل أمريكا تضرب إيران بل وتضرب إيران في مواقع في سوريا
* إسرائيل تحاول ابعاد إيران عن حدودها ورفضت عرضا روسيا ب ابعادها 40 كيلو ثم 80 كيلو ثم 100 كيلو وذلك خوفا من إيران
* العرب المنبطحين هم من يعوق إيران من العمل على تحرير فلسطين
* إيران دولة إسلامية يجب الوقوف معها والعداء معها خطأ شرعي.
* أمريكا تعادي إيران عداء كبيرا ولهذا تضرب عليها حصار اقتصادي وسياسي نشاهده ونسمع عنه
* إيران هي أكبر ممول لحماس المقاومة وهي جزء أساس في محور المقاومة والممانعة

هذه اهم الادعاءات وسنأتي على شرحها وبيان صدقها من عدمه، وهل هي صحيحة ام ادعاء فارغ لا يصمد امام البحث والتدقيق والتمحيص
القول " إسرائيل هي العدو الأساس لإيران، وشعار إيران هو (الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل) تسميه " الصرخة""
أتساءل. قامت الجمهورية الإسلامية في إيران في عام 1979 أي في الربع الأخير من القرن الماضي. فماذا عملت للقضية الفلسطينية؟  وشعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل نجده اختفي بعد توقيع المعاهدة النووية مع أوباما وعاد بعد الغاءها.
أي انها أداة من أدوات النظام في نزاعها مع الغرب وليس هدفا استراتيجيا، هو تكتيك للحصول على منافع في الشرق المتعطش للشعارات البراقة والغرب المتخوف على مصالحه، يرفع حينا ويختفي حينا، وكم تعبنا من الشعارات وانسقنا كالأنعام وراء شعارات رفعها حكامنا وثبت انها للاستهلاك المحلي كورق الحمام يرمى بعد أداء دوره.
عداوة إيران لإسرائيل لم نرى أي اثر لها. اسمع جعجعة لا أرى طحينا. أما عداوتها لأمريكا فلنراها على ارض الواقع.
احتلال العراق تم بمساعدة إيرانية بعد رفض السعودية وتركيا استخدام أراضيها لضرب العراق، وهذا الرفض اختفى من وسائل الإعلام وتحول الإعلام لاحقا ان ارض السعودية استخدمت لاحتلال العراق.
ثم. صدور الفتوى من المراجع الشيعية ابان الغزو بمنع مقاتلة الأمريكيين وعدم مقاومتهم. ونرى جميع من اتى على ظهر الدبابة الأمريكية هم المعارضين العراقيين الموالون لإيران مثل المالكي والجعفري، كلهم كانوا من حزب الدعوة الذي احتضنته إيران.
الاحتلال الأمريكي لأفغانستان جاء على ايدي الأمريكيين والشيعة الأفغان الذين كانوا ولا زالوا تحت رعاية إيران بل وحارب بعضهم الى جانب الأسد مؤخرا في حربه ضد شعبه.
اذن هي مقايضة أمريكية إيرانية, العراق مقابل أفغانستان، وستظهر تفاصيلها بعد ازاله السرية عن الوثائق الأمريكية.
ولا ننسى أيضا انه اثناء الحرب العراقية الإيرانية كانت أمريكا وإسرائيل تمد ايران بالأسلحة فيما سمي لاحقا " ايران كونترا" أو "ايران جيت"
في وسائل الإعلام حرب شعواء بين ايران وامريكا وملاسنات وتصريحات، اما على ارض الواقع فهي مصالح متبادلة، وخذ وهات. هي حرب مصالح وهو اتفاق مصالح. وما تربطهما وتفرقهما هي المصالح وليس عداء استراتيجي.
نأتي الي الصراع بين إسرائيل وإيران. هل هو صراع عقائدي ام هو صراح مصالح؟
اقولها وبكل قوة ويقين، هو صراع مصالح
صراعنا نحن مع إسرائيل صراع عقائدي مرتبط بكوننا عرب ومسلمون، وإسرائيل تحتل جزء من وطننا، بالطبع انا أتكلم عن الشعوب وليس الحكام. اما الصراع الإيراني الإسرائيلي فهو صراع مصالح. الاثنتان تتنازعان السيطرة على منطقتنا العربية، لذا تتضارب المصالح الإيرانية الإسرائيلية. وتأكيد ذلك تزويد إسرائيل لإيران بالأسلحة عندما احتاجت الأخيرة للسلاح، ووجود اتصالات وثيقة بين الاثنتان عبر الجالية اليهودية الكبيرة التي تعيش متنعمة في إيران بعكس الشيعة العرب. والدليل الثالث سكوت إيران على الاختراقات الكردية على حدودها حيث ان بعض المجموعات الكردية في كردستان العراق لها علاقات قوية مع إيران.
ولو رجعنا للتاريخ القريب ورأينا منظر الخميني وهو يصل لأول مره الى طهران سنجد خلفه الطيران الفرنسي. فهو عاش في وقاد الثورة من فرنسا. فلو كان عداءه للغرب لما بقي معهم وخطط وقاد ثورته وهو بينهم وتحت رعايتهم
اما القول بان إيران دولة إسلامية فلا نقف ضدها، فهو خلط بين الشعب الإيراني ونظام الحكم. فنظام الحكم يؤمن بولاية الفقيه الاثني عشري وبمبدأ تصدير الثورة الى الخارج، أي كما صرح امين عام حزب الله اللبناني ان الحزب يؤمن بولاية الفقيه وان مخططه وهدفه ان يكون لبنان ولاية إيرانية تتبع الولي الفقيه في طهران.
لذا نحن نعادي النظام الإيراني وليس الشعب الإيراني.
أما مساعدتها لحماس في غزة، فهذه لأن حماس او الانقسام والصراع الفلسطيني /الفلسطيني يخدم مصالح إسرائيل وهذا من باب تبادل المصالح مع العدو الصهيوني.
هكذا نعرف وبالأدلة من التاريخ والحوادث التي لا نرى لها وقعا في الإعلام الغربي او الإعلام المؤيد لإيران ان بين إيران وامريكا وإسرائيل صراع مصالح، ان اختلفوا فنحن سيسحق وان اتفقوا فنحن من سيسحق.
من واجنا القضاء على المخطط الإيراني والأطماع الإيرانية في اوطاننا، فهو الخطر الأقرب، وهي النار التي تشتعل الآن داخل منازلنا، واطفاء النار في المنزل بسبق إطفاء النار في الغابة القريبة.
إسرائيل عدو لنا، النظام في إيران عدو لنا، وعلينا مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومقاومة الاحتلال الإيراني للعراق وسوريا ولبنان واليمن
ومن يستجير بإيران ضد إسرائيل فهو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، وهذه اثار نظام الحكم الإيراني في ايران نفسها وفي العراق وسوريا ولبنان واليمن
والله ولي التوفيق لكل من يخلص لهذه الأمة التي هي في أسوأ حالاتها ويصدق فيها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)
صالح بن عبدالله السليمان
كاتب مسلم عربي سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام