الجمعة، 19 يوليو 2024

هل نؤمن بان الله خالقنا ؟

تجربة مررت بها في المرحلة الجامعية, كانت هناك ساعات محددة لكي يقوم أحد الطلبة بالقاء محاضرة عن أي شيء يريد, وبعد المحاضرة يفتح وقت ليتلقى الأسئلة من زملائه الطلبة. 

بالطبع اخترت القاء محاضرة عن الدين الإسلامي, وعن الرحمة والحث على التبصر بخلق الله و… و.. 

انتهت المحاضرة فسألني أحد الطلبة: لماذا الإسلام يحرم أكل لحم الخنزير؟ 

فرددت كما تعلمنا في مدارسنا: إن لحم الخنزير فيه الدودة الشريطية, ومن يأكل منه تصيبه. لذلك أمرنا الله بعدم تناوله. 

فقال لي أحد الطلبة: الصين وكوريا واليابان, وروسيا, وأفريقيا, وأميركا, وأوروبا, كلهم مصابون بالدودة الشريطية؟؟ 

فلم أرد عليه 

وجائتني أسئلة أخرى وكلها تعرضت فيها لنفس الموقف سواء في الخمر أو الزنا وغيرها. 

حز في صدري وأنا درست مادة الدين 12 سنة, واستمعت لعشرات الأشرطة, وقرأت الآف الكتيبات, وتعرضت لهذه الهزيمة المذلة. 

حينها زارنا في اليابان الشيخ الحركان, وكنت مرافقا له في زيارته بحكم أني أتحدث اللغة اليابانية. 

وفي إحدى جلساتنا ذكرت له الحادثة المذلة التي تحير صدري. 

فقال لي: من الخطأ البحث عن حكمة بعض الأحكام, ولكن مثل هذه الأسئلة والاستفسارات يجَابُ عليها بأن الله هو خالق الإنسان, والخالق أعلم بما صنع وما ينفعه وما يضُرَّه, كما أن صانع الأجهزة يبين لك فولت الكهرباء أو نوع الوقود ونوع الزيت الذي يُستحسن استعماله للجهاز أو المركبة, ونحن نتبع توصيات المصنع وإن كنا أحيانا لا نعلم لماذا هذه الأشياء أفضل, أو نبتعد عن أشياء أخرى. 

لأننا نثق في الصانع ومعرفته. 

فالله خلقنا وهو أعلم بما يصلح لنا وما علينا أن نتجنبه, فالمهم أولا, هل نؤمن بأن الله خلقنا؟

 فإذا آمنا سهل علينا اتباع أحكامه, 

أما إذا لم نكن نؤمن, فالخلاف وقع من الأساس. 

القاعدة الأساسية التي يجب أن نتفق عليها أولا, هي هل نؤمن بالله الخالق أم لا؟ 

وأحسست براحة وعرفت الجواب 

وعرفت الأولويات المهمة التي إذا اتفقنا عليها سهل ما بعدها, وإذا اختلفنا فمن المحال أن نقتنع ببقية الأحكام والشرائع. 

تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت منشوراً للأستاذ عبد الله العسكر, يذكر فيه قول  الشيخ على الطنطاوي رحمه الله: من الناس من يسأل دائماً عن حكمة الشرع في كل أمر ونهي ، كأنهم لا يطيعون إلا إذا عرفوا الحكمة ، وللشرع حكمة لا شك فيها ، ولكنها قد تبدو لنا ، بالنص أو بالاستنباط ، وقد تخفى علينا ، أفنعصي ربنا إذا لم تظهر حكمة شرعه لنا ؟.

صالح بن عبدالله السليمان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام