الأحد، 22 أكتوبر 2023

بين حماس وابن العلقمي

 الذي حدث في السابع من شهر أكتوبر 2023 وهجوم حركة حماس والجهاد الإسلامية على مستوطنات حزام غزة، حركة عسكرية مدروسة بدقة ومجهز لها بكل دقة. وكان كل محب ومتابع لمأساة الشعب الفلسطيني سعيد بما يحدث، وكنت انتظر ماذا سيحدث بعدها.

كل هذا التحضير الدقيق والتجهيز الممتاز لا يمكن ان تكون نهايته رجوع المهاجمين او من نجا منهم الى غزة، فحتى الأحمق يعرف ان رد إسرائيل سيكون شديدا وقويا.

كيف يفوت هذا على من نسق وحقق واحد من أعظم إنجازات المقاومة الفلسطينية؟ 

وهل فات على قادة حماس هذا الرد؟

اشغلني هذا الخطأ التكتيكي الذي وقعت فيه حماس، وكنت حانقا بشدة عليهم، فهم سببوا تدمير غزة وقتل الآلاف من اطفالها وشيبها ونسائها وشبابها، تدمرت غزة وسيستمر التدمير لأني واثق وقلتها مرارا ان إسرائيل لن تتوقف مادام في غزة بناء قائم او جحر على حجر.

ما قامت به حماس أعاد تعاطف العالم الغربي مع الكيان الصهيوني  بعد ان ابتعد عنها كثيرا وبدأ يرى الأخطاء الكارثية التي تقوم بها والمآسي التي تسببها.

فما السبب يا ترى؟

وبدأت الخيوط تتضح كلما مر الزمن وخرجت التصريحات

استغربت من التصريحات الأولية التي صدرت من حزب الله ومن قادة إيران

حزب الله أعلن انه لن يتدخل فيما يحدث في غزة، وإيران أعلنت رسميا وعلى لسان عبداللهيان ومندوب إيران في الأمم المتحدة ان ايران لن تتدخل إذا لم تهاجم ايران نفسها. تركت غزة وحيدة تواجه هذه القوة الغاشمة.

حتى الولايات المتحدة أعلنت انه ليس لديها ادلة على ضلوع او اشتراك ايران في احداث 7/10.

خرج خالد مشعل في تصريحات متضاربة، يطلب من الشعوب العربية التوجه للحدود ثم خرج ينكر طلبه هذا، وخرج في تصريح اخر يشكر حزب الله على مناوشاته على الحدود الشمالية للأرض المحتلة ولكنه اعتبر هذه التحركات غير كافية وخجولة.

بظهر واضحا من تصريحات المسئولين السياسيين انهم محبطون مما يجري، فلماذا؟

كانت هنالك نقاط غير واضحة ومنطقة مظلمة في تسلسل الحوادث ومنطقيتها.

قم نجد أمريكا ترسل حاملتي طارات الأقوى في ترسانتها، وبريطانيا ترسل حاملة طائرات، والكل يتساءل، هل هذا لأجل حماس فقط؟

الى ان قرأت تصريح الممثل (حماس) في لبنان أحمد عبد الهادي لمجلة (نيوزويك) يقول فيه “نسقنا مع حزب الله ومع إيران قبل وأثناء وبعد هذه المعركة على أعلى المستويات؛ لكن تعرضنا على ما يبدو إلى خيانة واضحة ووعود كاذبة من إيران… نعم خيانة واضحة ووعود كاذبة”.

هنا تذكرت ما كان ينشر في الصحف ووكالات الانباء عن محور المقاومة ووحدة الساحات.

وتذكرت الزيارات التي كان يقوم بها قادة حماس واجتماعات عبداللهيان بهم في بيروت.

إذن كان الحمساويون يخططون ان يكون هجومهم هو ساعة الصفر لكي تفتح جبهة الشمال وجبهة الجولان بحيث تحاصر إسرائيل بثلاث جبهات، وتتدخل إيران عبر ميليشياتها الموجودة في سوريا وفي لبنان، وقبل ان يستفيق العالم تكون المدن الإسرائيلية وقت تحت ايدي المليشيات الإيرانية والفلسطينية، ويصعب حينها تدخل القوى العالمية لأنهم سيكونون داخل هذه المدن.

ولكن وكما قال احمد عبد الهادي، تعرضت حماس والجهاد الإسلامي لخيانات ووعود كاذبة، وذهب ضحيتها الشعب الفلسطيني في غزة.

ولان لا ينفع ولا فائدة من ذكر امثلة تاريخية على خيانة الصفويين لأهل السنّة، ولا ان نقول لهم، انهم كانوا بيدقا في لوح شطرنج تلعب به إيران وتضحي به لأهون سبب ولأقل فائدة

لقد انتهى وقت الدروس المواعظ ولم يبق الا دور الدعاء لأهلنا في غزة ان يرحم شهيدهم ويشفي جريحهم يجبر كسرهم ويعوضهم عما فقدوه

إضافة بتاريخ 15/ 11/ 2023

ذكرت وكالة رويترز للانباء : خامنئي حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنا إيران وحليفتها اللبنانية جماعة حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما!

https://www.reuters.com/world/middle-east/irans-axis-resistance-against-israel-faces-trial-by-fire-2023-11-15/

 صالح بن عبدالله السليمان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام