الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

السعوديون والمظاهرات

 
بعض الأخوة العرب يعيبون على الخليجيون في السعودية او الامارات عدم الخروج في مظاهرات تأييد لحماس وردا على المجازر التي تحدث في غزة. يظنون ان الخليجيون مثل بقية المواطنين في بقية دول العالم.

بل بلغ بالبعض ان نشر منشورا في احد مواقع التواصل يدعوا على شعوب الخليج, واسمحوا لي ان انقل منشوره كما هو بأخطائه, يقول  هذا المنشور:

((شعوب الغرب تتحرك وشعوب الخليج نائمون لا دخل لهم اللهم ازل عن شعوب الخليج الأمن والأمان اللهم شردهم وأنزل عليهم الرعب والخوف وحاسبهم بدنيا قبل الآخرة إنك قادر على كل شيء))

وهنا وجب ان نقول لهم، ان السعوديون مختلفون عن بقية الشعوب، فشعوبنا لا تعرف ثقافة التظاهر، وحشد جموع المواطنين للصراخ والزعيق، ويسقط فلان ويعيش فلان، ورفع شعار: بالروح..... بالدم... نفديك يا غزة.

اولا، بسبب معرفة ان مثل هذه التصرفات لا تؤثر في مجرى الأحداث، فها هي المظاهرات خرجت في مشارق الاض الأرض ومغاربها، فماذا اثرت؟ لاشي.. بمنتهى الدقة والثقة أقول انه لا شيء. إذن المظاهرات أعاقت حركة المواطنين وسببت تأخير في أعمالهم وحياتهم دون أي ناتج حقيقي.

أتحدى أي مؤيد للخروج في مظاهرات ان يخبرني ما هي فوائد المظاهرات في حالة غزة؟

الخليجيون يثقون بولي الأمر، وبحكوماتهم بانها تبذل الجهد وكل المستطاع لكي توقف المجازر وتقلل من الآلام الغزيين وتحل مشكلة فلسطين، ولا يجب ان نشغل اجهزة الأمن بما لا يحقق أي مصلحة لأي طرف.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فلقد افتى علماء ثقات أمثال الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله بعدم جواز المظاهرات، وننقل على الشيح ابن عثيمين قوله:

"عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر، لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء، إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان، لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن، وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف".

لذا أقول لمن ينكر على اهل الخليج عدم الخروج في تظاهرات، اننا نتبع شرع ربنا وعادات مجتمعنا، ولكن هذا لا يقلل من اهتمامنا بما يحدث حولنا، والتفاعل معه بطريقة لا تخالف ديننا وتتماشى مع عاداتنا.

لكم دينكم ولي دين

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام