الأحد، 6 سبتمبر 2020

صراع لا يستحق بثمن ضخم


 تسلل ثعبان كبير قوي الى ورشة نجاره بعد أن غادرها صاحبها في المساء، وبينما كان الثعبان يتنقل في الورشة هنا وهناك؛ احتك جسمه بمنشار تركه النجار ملقى مما أدى إلى جرحه جرحاً بسيطاً.

غضب الثعبان الكبير الضخم وعض المنشار عضة قوية، كما يفعل عادة مع اعداءه

 ولم يتوقع الثعبان النتيجة، فقد كسر ناباه وجرح فمه، مما جعله يستشيط غضبا وهو يحس بطعم دمه يسيل من فمه

استبد به الغضب على هذا العدو الصغير الحجم الذي يرد الصاع له صاعين، وظن أن المنشار يهاجمه،

قرر أن يقوم بردة فعل قوية ورادعة لكي يثبت لهذا الصغير انه كبير وقوي

التف بكامل جسمه حول المنشار واخذ في عصره ومحاولا خنقه وكلما أحس بالألم زاد في قوه العصر لعل عدوه الصغير يستسلم ويموت.

حضر النجار في الصباح ورأى المنشار وبجانبه ثعبان كبير ميت والجروح في فمه وجسمه

وهذا ينطبق على بعض البشر، فهم في لحظه غضب وطيش يحاولون جرح غيرهم، ولكن وبعد فوات الأوان نعلم اننا لم نجرح إلا أنفسنا.

التجاهل أحيانا رحمة وقوة

تجاهل احداث، تجاهل اشخاص، تجاهل افعال، تجاهل اقوال.

عود نفسك على التجاهل الذكي فليس كل امر يستحق وقوفك وحربك وصراعك

يجب ان نعرف ان الكراهية الانتقامية والأفكار المشوهة والسلبية، مهما كانت، هي في الواقع مثل ثعبان ملفوف حول منشار.

وقد تخطر ببالنا آلاف المرات ان ننتقم من البعض ونضرهم ولكن افكارنا هذه اسنان منشار تخترق قلوبنا وتحرقها.

فكم مرة نتفاعل مع أولئك الذين يؤذوننا - ولكن ينتهي بنا الأمر فقط إلى إيذاء أنفسنا؟

فلنتدرب على كل لحظة لتسامح، ويكون تسامح بصدق، لنكون قادرًين على التخلص بسرعة من شوائب افكارنا وعقولنا.

أحيانًا يكون من المفيد في العمل والحياة تجاهل الأشخاص والمواقف التي تجرحنا ولننظر اليها انها فقط مجرد عوائق لا طائل من ورائها.

وهكذا تصبح العوائق والتحديات دروسًا في بناء الشخصية بدلاً من تدمير الذات الناجم عن وضع جهدنا فيما لا نفع به بل وقد يسبب لنا ضررا لا يمكن تعويضه

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام