الاثنين، 20 يونيو 2011

هل هناك من يستطيع أن يؤكد إن حاكم ليبيا الجديد سيكون معصوم من الخطأ؟


 بسم الله الرحمن الرحيم  والصلاة والسلام علي سيد المرسلين 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   
 وردني من أحد الأخوة تعليق على احد مقالتي  يقول فيه  
"هل من يستطيع أن يؤكد إن الحاكم الجديد سيكون معصوم من الخطأ ؟ كفانا تهريجا" .

وهذا التساؤل قد يعرض للكثير من الأخوة .
فبعد أربعون عاما من القيود والأخطاء المتلاحقة والانغلاق والمعاناة . يتساءل البعض . من يضمن لنا إن الحاكم الجديد سيكون بلا أخطاء .
هل الحاكم الجديد سيكون ثالث العمرين؟ عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز . رضي الله عنهم جميعا ؟
هنا يجب أن نقف وقفة ونتفكر .
أن هنالك خطأ في هذا السؤال ...
فمن المؤكد أن لا عصمة لمخلوق حاشا أنبياء الله .
وحكامنا السابقون واللاحقون لم و لن يكونوا معصومين من الخطأ .
لازم القول بهذا المنطق . أن نقول إذا كان كلهم غير معصومون من الخطأ . إذن لماذا التغيير؟ . ولماذا هذه الأرواح تزهق وهذه الأموال تنفق؟ .
فكل الحكام  من مضى منهم ومن هو موجود أو من سيأتي . كلهم خطاءون .

هل أدركتم أين الخطأ في هذا السؤال؟ أو في هذا المنطق ؟
الخطأ ليس في من هو معصوم من الخطأ .
الخطأ الذي نحارب من أجله ليس استبدال إنسان خطّاء بإنسان خطّاء آخر .
بل نحارب ونجاهد من اجل إن لا يبقى من هو معصوم من الحساب .
القذافي ومن على شاكلته (أزالهم الله جميعا) لم يكن فسادهم في أنهم أخطئوا فقط بل خطأهم الأكبر هو أنهم جعلوا من أنفسهم ومن حاشيتهم معصومون من المحاسبة والعقاب .
لو كان القذافي أو غيره حاكما لمدة 100 عام . ولكنه جعل نفسه كأي أنسان آخر . عرضة للمحاسبة ولتحمل مسئولية أخطاءة . اقسم بالله انه لن يقوم عليه الشعب . فمطمع الشعب هو العدل . ومحاسبة الجميع . وهذا مبدأ إسلامي أصيل . فلا أحد فوق الحساب . لقول رسولنا الكريم . " أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد و أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
إذن التساؤل يجب أن يكون . هل سيحكم ليبيا شخص معصوم من المحاسبة . يقول لهم ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد .
أم سيحكمها رئيس منتخب لولاية واحده مدتها معينة تجدد لمدة واحدة أخرى . ويكون مسئولا عن عمله . يحاسبه مجلس حر منتخب  ويسأله سؤال الملكين ؟

إذن  يا أخي الذي أرسل لي التعليق . التهريج الحقيقي وهو أن تقبل بأن يكون أي إنسان فوق الحق وفوق الشرع وفوق القانون . أن تسمح لإنسان أن يستعبد بلد كاملا لنزواته ورغباته هو وحاشيته . ولهذا قالها الشعب لليبي الحر "كفانا تهريجا"

  السؤال الذي يجب أن يسأله الليبيون هل سيحكمنا  حاكم نجعله معصوما  لا نستطيع ان نحاسبه ؟.

كتبه
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليقان (2):

  1. أخي الكريم، لقد تعلمت منك الكثير بارك الله فيك و في أمثالك

    ردحذف
  2. الله ايبارك فيك .....

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام