الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

شجاع الأنترنت مفلس الآخرة

 

على وسائل التواصل ظهرت ظاهرة غريبة.

بعض من يظن نفسه يدافع عن الإسلام او عن الوطن او عن المقاومة الفلسطينية، يتداخل معك لمنشور أو رد لك على منشور يختلف مع ما يظنه صوابا، ويحسب أنك مخطئ.

يتداخل معك بالسب والشتم بكلمات نابية مثل (منبطح – صهيوني – يهودي – ديوث – منافق – كافر وغيرها كثير)

قال رسول صلى الله عليه وسلم (أَيُّما رَجُلٍ قالَ لأخِيهِ: يا كافِرُ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما).

هنا صار الخيار بين كفري وانا اشهد ان لا إله الا الله محمد رسوله وعبده. وادخل نفسه مدخلا ضيقا.

واستعماله للسباب والشتم مخالف لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ)

كما انه خالف نصا صريحا وامر إلهي إذ يقول ربنا جل وعلا ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾.
فاين هو من الحكمة؟ وأين هو من الموعظة الحسنة؟ وأين الجدال بالتي هي أحسن؟

كلها ذهبت ادراج الرياح من اجل دفاعه عن خطأ وباطل حسب ما اراه، ودفاعه عن حق كما يراه هو.
هنا نأتي الى اخطر نقطة يجب ان ينتبه لها كل من يفعل فعلة هذا الأخ, وهو انه قد يكون هو " المفلس" الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور, إذ قال فداه ابي وامي

 أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟

إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ

أعوذ بالله من النار وما يقربنا منها من قول او عمل، واستغفر الله

صالح بن عبدالله السليمان

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام