الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

احد أزهار الربيع العربي



اشكر  الربيع العربي , فرغم المآسي التي شاهدناها ونشاهدها , إلا إن له فوائد كبيرة  وأزهار كثيرة , أحدها أن الوطن تعرف على نفسه , فأصبحنا نعرف مناطق وأحياء في تونس , و أصبحنا لا نعرف مدن ليبيا فقط بل ونعرف حتى شوارعها ومناطقها  أصبحنا نعرف سوق الجمعة وبن غشير وشارع الشط .
وكذلك أحياء القاهرة ومدن اليمن ليس فقط صنعاء بل نعرف إب وتعز ,
والآن أصبحنا نعرف كل مدن سوريا وكل أحيائها تعرفنا على أحياء حمص واللاذقية وحلب , نعرف صلاح الدين وباب الحديد والمريديان  . لم نعرفها سياحة أو قراءة في كتاب , بل أصبح  لنا فيها ذكريات , فهنا سقطت قذيفة وهناك سقط شهيد وهذه المنطقة قطعت إمدادات جيش الطاغية الذاهبة لتدمير تلك المنطقة . عرفنا اخواننا زنقه زنقه ودار دار وحاره حاره وحي حي . عرفنا الصحراء والساحل , والمدن والريف .
هل كنا بحاجة إلى مثل هذا الربيع لنتعرف على بعضنا ؟ لا أظن , ولكنا أجبرنا على ذلك , وهي نتيجة محتمة  لتجبر الطغاة وطغيانهم على أخواننا .
ومهما كان الثمن غاليا , لقد عرفنا بعضنا , وهذا له تأثير كبير على المستقبل , على مستقبل العالم كله وليس مستقبلنا فقط .
كان الاستعمار ومن بعده الطغاة يبذرون  في  ضمائرنا وفي وعينا كره الآخر , فقسمونا إلى دول , والدول إلى أقسام فهذا شرقي وذاك غربي , هذا بدوي وذاك حضري , هذا ساحلي وذاك صحراوي . هذا قروي وذاك  مدني , وكل يذم الآخر .
فجاء الربيع العربي وأزال كثير من هذه التفرقة بين الشعوب , أصبحنا نتفاعل مع الآخرين  , ونحس بمشاكلهم ونعرف محاسنهم , نحبهم وندافع عنهم ولو لم نلتقي بهم .
وهذا يدمر ما عمل الاستعمار  ومن تبعة من الطغاة على زرعه فينا , وكنا كالذهب الذي تصقله وتصفيه النار , ولم نكن كالعشب الذي يتحول إلى رماد إذا ما احترق .
الحمد لله , لقد طبقنا قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وها نحن نتعارف , نتقارب ويحب بعضنا بعضا . ويحترم بعضنا بعضا , ويحس بعضنا بفرح بعض ويشاركه أفراحه وأتراحه .
بالطبع بقى بعض ما خلفته عقود من ثقافة الطغيان في بعضنا , ولكن ولله الحمد أصبح مثل هذا الفكر محاصرا ومكروها   وسيأتي اليوم بإذن الله الذي سنتكامل فيه اقتصاديا وسياسيا , وتكون للأمة كلها كلمة واحده مسموعة في العالم كله , لأنها كلمة أمة , وليست كلمة حكام مفرقون ومشتتون ومتصارعون على كراسي لهم ولأبنائهم ولذويهم لا يهمهم مصالح الآمة والشعب .
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. بالتاكيد للربيع العربي فوائد كبيرة وأزهار كثيرة ولكنها للاسف اقتلعت مني بعض الذكريات الجميلة مع اخوات عربيات من عدة جنسيات(مؤيدات للقذافي والاسد) جمعتني بهن الغربة وكن خير سند لي.لفد انقسمن صديقاتي العربيات واصبحن يكهرن بعضهن البعض بعد ما كنا اكثر من اخوات .
    ربما الشيئ الذي هون علي حزني هو عندما قامت امراة من امريكا الجنوبية بالحديث نيابة عني ومهاجمة امراة افريقية كانت معجبة بالقذافي.
    شكرا استاذ صالح على مقالاتك التي تساندنا وتخفف من حزننا . نتمى ان نتعرف على مدن المملكة قريبا ولكن بدون اي خسائر

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام