
وهكذا أصبح النظام يتهاوى سياسيا وعسكريا .
وبالنسبة للثوار لا توجد حكومة , حيث أن المناطق التي يسيطرون عليها تتعرض للقصف العشوائي بالطيران والمدافع والدبابات والصواريخ , ويعجزون عن حمايتها من هذا القصف , كذلك توفير الاحتياجات أليوميه للمواطن من طعام وقود وغيرها من الضروريات الحياتية . التي لا يستطيع القيام بها . وظهور بعض حالات العصابات المسلحة هدفها سرقة المنازل والسيارات وترويع المواطنين
عندما تحدث حروب أو كوارث في العالم نرى إحصائيات بعدد القتلى ولكننا في سوريا خرجنا من هذه المرحلة وأصبحنا نحسب عدد المجازر , ففي كل مدينة وقرية نسمع عن مجزرة يذهب ضحيتها عشرات وأحيانا مئات الأطفال والنساء .
هنا نرى إطالة أمد هذه الحرب سيكون تكلفته كبيرة على الشعب السوري , وقريبا سندخل في أزمة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث ,
هي لعبة عض أصابع بين الثوار وعصابات الأسد , ومن يسقط أولا . عصابات الأسد تعتمد على الحل بالصدمة , الذي يتمثل في القصف العشوائي المستمر على المدن والقرى بدأ من العاصمة دمشق , مرورا بحلب وحمص وحماة و دير الزور و أدلب واللاذقيه وغيرها , يقتل قصفا ويقتل ذبحا . يحاول فك ارتباط الثوار والشعب , بينما الثوار يعتمدون على ما يشبه حرب العصابات في العديد من المناطق . وحرب المواجهة في الشوارع في حلب , وحرب تحرير في جبل الزاوية , أي انه يتخذ عدة أشكال للحرب ولكنها وفي طريقتها الحالية لا تؤدي إلى التحرير والتخلص من نظام الأسد إلا بعمليات تسليح نوعي . وبالخصوص مضادات الدروع والطائرات , وحتى ما وصل لهم لا يكفي إلا لحماية منطقة ولوقت محدود .
ويتساءل الكثيرون لماذا لا يتم تسليح المقاتلين السوريون بأسلحة نوعية من مضادات الدروع ومضادات الطيران. ويتهمون العالم على التهاون في هذا .
ولكن يجب أن نرى الصورة الكبرى ومن الجانب الآخر , المعارضة السورية في الخارج والتي يقع ضمن مسئوليتها الملف السياسي للثورة السورية , نجدهم متفرقون , ومشتتون , يصارع احدهم الآخر ,
في الداخل وبارغم من عميق تقديرنا وحبنا لهم وهم يضعون ارواحهم على اكفهم في سبيل التخلص من الطاغية ’ إلا أننا نرى العديد من الكتائب والألوية التي لم تتحد في كيان واحد وتحت راية واحده , فهم مشتتون ومفرقون ,
هنا نرى أن مشهد الثورة السورية ليس مريحا ومطمئنا لأي دولة قد تتولى عملية التسليح المطلوب. اختلافات سياسية وتفرق على الأرض . بل وهنالك شبه انقطاع بين الداخل والخارج .
ففي سوريا اليوم نرى المشهد واضحا , نظام بشار المدعوم بصورة واضحة من الخارج , يقابله مجموعات من المعارضين ومجموعات من المقاتلين لا يربطها رابط سوى رغبتها في إسقاط الآسد . ولكن رغبتها في سقوط الآسد لا يجعلها تتفق على الحد الأدنى , الحد الذي يجعل حكومات العالم تطمئن لوجهة السلاح , وتطمئن لمرحلة ما بعد الآسد .
حتى أننا لم نرى للمعارضة السورية مندوبا الجامعة العربية أو مؤتمر التعاون الإسلامي أي تواجد. ولا اعلم كيف يمكن أن تختفي المعارضة في وقت كان يجب التواجد فيه .
وحتى تتوحد المعارضة السورية في الخارج , وحتى تتوحد كتائب الثوار في الداخل , وحتى نرى الحد الأدنى من التوافق بين السوريين لا أظن أن الشعب السوري سوف يتلقى أي مساعدة غير ألمساعدات الإغاثة . وسوف نستمر في حساب عدد المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري من نظام أصبح يعتمد على سياسة الأرض المحروقة ,
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام