الاثنين، 13 أغسطس 2012

أنتبه , أنت تري للآخرين عقلك


يجد البعض من الأخوة صعوبة في التفاهم مع من يخالفونهم في الرأي , مما يجعل النقاش يتجه وجهات أخرى مثل , التخوين والتجريح والتشكيك والسب والقذف واستعمال ألفاظ بذيئة .

السبب الرئيسي هو الضحالة , ضحالة الفكر . فلو كان المحاور عميق الفكر واسع الإطلاع وله رغبة حقيقية في العثور على الحقيقة والاطمئنان لها لما  وصل الحوار إلى ما نسميه خوار .

يجب أن نعلم أن للحوار أصول وله أهداف ,
أصوله أو أخلاقه نستطيع أن نستسقيها من القرآن الكريم والسنة النبوية . وخصوصا في قوله تعالى "  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "  وقولة تعالى "  ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء "
فلا نجعل من أنفسنا قضاء نصب هذا ونخطئ ذاك , بل نناقش الآخرين , نبين لهم رأينا يبنوا لنا رأيهم , فإن اقتنعوا بصواب رأينا فيها ونعمت , وإن أعطونا على أدلة على صواب رأيهم فنرضخ للدليل الصحيح .
أما الهدف من النقاش  فهو الوصول إلى الحقيقة أو الصواب , أو إشغال العقل بما يوصله للحقيقة والصواب .
ما ناقشت احد إلا واستفدت منه , إن كنت مخطئا فلقد أراني خطئي , وان كانت أدلتي ضعيفة فيبين لي ضعف حجتي , وإن كان رأيه خطأ فهو يعطيني أدلته فابحث فيها  وأعلم ضعفها وأستطيع الرد عليها .

إذا وضعنا أصول النقاش وأهدافه أمام أعيننا  فلن يتحول أبدا إلى حلبة صراع ووصلة من الشتم والقذف.
لتتسع صدورنا لمخالفينا , ولنسمع منهم , فبهذا نحن نستفيد . وأذكر هنا حادثة حدثت حينما كنت ادرس في اليابان , فعندما صدر القرار العربي بأن تكون كافة أدلة استخدام الأجهزة الكهربائية باللغة العربية , ولم تكن في اليابان كلها أي شركة للطباعة باللغة العربية , وحينها كانت الطباعة برص الحروف , وراسلت الكثير من المطابع ومزودي المطابع في العالم العربي للحصول على قوالب الحروب العربية , ولم نتلقى أي رد , فطلب مني احد أصحاب المطابع أن أعطيه الحروف العربية المطبوعة بقصها من الصحف والمجلات والكتب , وهكذا فعلت , فقام هذا الشخص بحفر قوالب بيده , واستمر في تطويرها حوالي ثلاث أشهر , يعمل بها ليل نهار , ونجح في ذلك .
وحدث أن طلب منه احد مندوبي شركه كبيره طباعة دليل لجهاز , والتقينا بالمندوب , واخذ المندوب يكلمنا عن اللغة العربية والحروف العربية , ومعلوماته خاطئة تماما , ويكلم من  شخص عربي وشخص قضى أشهر يحفر الحروف العربية بالنانومتر , حاولت الرد عليه , فامسك يدي من تحت الطاولة , فهمت وسكت على مضض .
بعد الخروج من عند المندوب , سألت صاحب المطبعة لماذا لم يرد عليه , فقال:- عندما ترى شخص لا يستفيد من رأيك فلا تقول له , فهو يحاول ان يرينا حجم معلوماته , وعرفنا ذلك , ولو سأل لكنت أجبته .
هو أرانا عقله , وترك لنا الحكم عليه .
ارجوا أن يعي هذه الجملة الكثير من الأخوة , فأنت حينما تكتب أو ترد فأنت تري للآخرين عقلك , وتترك لهم الحكم عليك , فانتبه فقد يكون حكمهم لا يعجبك , بل وبعض الأحيان نرى ردودا تجعلنا نحتقر عقل من كتبها والعياذ بالله
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام