السبت، 1 يونيو 2024

الغرور أخطر من الجهل: مسرحية العقل البشري

في مسرح الحياة العجيب، يلعب الغرور دور البطولة، متربعاً على عرش الأخطاء البشرية، متوجاً بإكليل من الزهور الذابلة، ومحاطاً بجمهور من المعجبين الوهميين. 

يُصفق له الجهل بحرارة، معتقداً أنه يُصفق لنفسه، في حين أن الغرور يبتسم ابتسامة عريضة، متجاهلاً حقيقة أنه لولا الجهل لما كان له وجود.

يُقال إن الجهل نعمة، ولكن هل يمكن أن يكون الغرور نقمة؟ 

أوه، لا تسألوا الغرور نفسه، فهو لن يُجيب إلا بما يُرضي غروره. 

يُعلي الغرور من شأنه، مُعتبراً نفسه فوق الجميع، مُتناسياً أنه في الحقيقة يقف على برج من الرمال، مُعرضاً للانهيار بأي لحظة.

الغرور يُعمي البصيرة، ويُصم الآذان، ويُغلق العقول، ويُحول الإنسان إلى تمثال من الجليد، بارد القلب، جامد الفكر. يُحاول الغرور أن يُظهر الجهل بمظهر الصديق الوفي، ولكن في الواقع، هو العدو اللدود الذي يُغري الإنسان بالسقوط في حفرة النرجسية.

في عالم الغرور، لا مكان للتعلم أو النمو، فالغرور يُقنع صاحبه بأنه قد وصل إلى قمة الكمال، وأنه لا يحتاج إلى المزيد. 

يُحول الغرور الإنسان إلى جزيرة مُنعزلة، يُحيط بها بحر من الوهم، ويُغرق كل من يُحاول الاقتراب.

والآن، دعونا نُصفق جميعاً للغرور، فهو يستحق التصفيق..التصفيق على الوجه وربما الرقبة ايضا. فقد يصحو من الغيبوبة التي يعيش فيها.

صالح بن عبدالله السليمان

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام