إن الحج هو مناسك دينية عظيمة يقوم بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، حيث يتوجهون إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء العبادات وأداء مناسك الحج. ومن المعروف أن الحج يعتبر ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وهو مناسبة ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر لتجديد إيمانهم وتقربهم إلى الله.
ولكن، للأسف، تعرضت الرحلة الروحانية والدينية للحج للعديد من التحولات السلبية في السنوات الأخيرة، وأصبحت الرحلة تحت تأثير الأسس السياسية والاقتصادية، وهو ما يعرف بظاهرة "تسييس الحج".
تسييس الحج هو استغلال مناسك الحج لأغراض سياسية أو اقتصادية، حيث تتحول تلك الرحلة الدينية إلى وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية أو جماعية. يتضح ذلك من خلال ما يحدث في الحج، حيث يقوم النظام الإيراني باستغلال الحجاج وتوجيههم نحو تحقيق أهداف سياسية معينة، سواء كان ذلك من خلال توجيه الخطب والمحاضرات باتجاه معين، أو من خلال استخدام الحجاج في مظاهرات تخل بأمن الحجيج.
تسييس الحج له تأثيرات سلبية كبيرة على الأمة الإسلامية وعلى ركن الحج في الإسلام، حيث يفقد الحج من قدسيته وروحانيته، ويتحول إلى وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية أو اقتصادية. يعرض ذلك سمعة الحج والمسلمين للتشويه والانتقاد، ويؤدي إلى تشتيت المجتمع الإسلامي وتقسيمه عن المبادئ والقيم الحقيقية التي يجب أن تكون هدفًا للحج.
لذلك، يجب على الحكومات والمؤسسات الرسمية والدينية أن تعمل على حماية الحج من التسييس والتحولات السلبية، وأن تضع آليات رقابية وتنظيمية لحماية أداء المناسك الدينية بما يتناسب مع قيم الإسلام وروحانيته.
من خلال منع والحيلولة دون تسييس الحج والمحافظة على قدسيته وروحانيته، ستتمكن الأمة الإسلامية من تحقيق فائدة كبيرة من ركن الحج، وستكون لهذه الرحلة تأثيرًا إيجابيًا وعميقًا على الفرد والمجتمع. إنها فرصة للتقرب إلى الله وتجديد الإيمان، ويجب على الجميع أن يعملوا معًا لحماية هذه الرحلة الروحانية وحفظها من التحولات السلبية.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام