الاثنين، 10 سبتمبر 2018

اهي طرابلس ام فاتن اللامي؟

نقلت على صفحتي في الفيسبوك شريط فيديو لمذيعة في إحدى القنوات الليبية، اعجبت بما تقول. كان كلامها صحيحا ولم اسمع منها الا مطالبة لكل المليشيات بوضع أسلحتهم وترك طرابلس آمنة، وعبرت عن حبها لطرابلس العاصمة ووصفتها بأوصاف جميلة، تستغرب من تناحر الميليشيات في العاصمة وقصفها بالرصاص والقنابل والمدافع وما إلى هناك.
أصدقكم القول إني لا اعرف المذيعة في الشريط ولم انقله الا لطيب الكلام الذي قيل وكأنه يقال على لسان من يحب ليبيا ويحب لها الأمن والاستقرار والامان
الكلام الذي قالته لا يختصم فيه اثنان ولا يتناطح فيه عنزان، كلام سليم متفق عليه من كل شرفاء ليبيا، فلا يوجد ليبي يتمنى الحرب والدمار لبلده

ولكن ما ان وضعته إلا وانهالت الردود والتعليقات، تركت الكلام الذي قيل وانبرت شتما وذما وقدحا في المذيعة.
بلغت درجة الهجوم بإخراجها من الإسلام بل وإخراج من يدافع عنها، ووصفت كحمالة الحطب. وآخرون يذمونها لماذا كانت تؤيد الهجوم على مدينة درنة التي كان يسيطر عليها الدواعش ثم أنصار الشريعة وآخرين يهاجمونها لماذا سكتت عما حدث من قتال وسفك للدماء في بنغازي.
تركز الهجوم على المذيعة كانسان، وكقيمه.
بلغ ببعضهم ان تهجم عليّ انا.
لا يهم الهجوم عليّ، فهذا اعتدت عليه وكل صاحب رأي وقلم تعامل مع وسائل التواصل من فيسبوك او تويتر اعتاد على التهجم والوصف السيء، ولا حول ولا قوة الا بالله
ولكن الذي حز فيّ ليس الهجوم على الفيديو الذي وضعته ولم يحدث ابدا، بل الهجوم الشخصي على المذيعة.
هي في هذا الشريط لم تخطئ، بل قالت صوابا. قالت ما يقوله او يجب ان يقوله أي مواطن ليبي، تقول للميلشيات ارحلوا عن مدننا، دعونا نعيش كما يعيش باقي البشر، حلوا خلافاتكم بعيدا عن المدنيين. تقاتلوا بعيد عن المدن وأهلها الآمنين.
هي والله لم تخطئ في هذا. ومن يقول خلاف ما قالت فهو كاره لليبيا، كاره لأهلها. يحب رأيه او قائده أكثر مما يحب وطنه.
فلماذا لم يحدث أي نقاش حول ما قيل؟ بل كان حول من قال, تركوا القول وشغلهم القائل.
هل كانوا يؤيدون القتال في طرابلس؟
هل كانوا يودون ان يُقتل بعض سكان طرابلس؟
هل سرهم ترويع سكان طرابلس من أطفال ونساء وشيوخ؟
هل هم يعتبرون القتال في طرابلس ثأر يستخلصونه لأنهم سكتوا عن القتال في بنغازي ودرنه ويكون ذلك على نظرية "مفيش حد أحسن من حد"؟
لم أضع الشريط لأجل الحديث عن المذيعة بل عن المذاع، ليس عمن قال بل عما قيل.
هكذا فقدنا المعنى الكبير، وصدق المثل الذي قال "اشير الى القمر والاحمق يرى أصبعي".
لم نلتفت الى القمر ولكن التفتنا الى الأصبع الذي يشير للقمر.
متى نتعلم مناقشة الأفكار والآراء وليس الأشخاص؟
متى نتعلم ان الرأي اهم من قائله، والمعنى اهم من الكلمات؟
هل سنبقي نتناقش حول فلان وفلان من الناس، ولا نناقش آراء وأفكار ومعاني؟
والله لن نتقدم ولا قيد شعره من مكاننا إذا كان اهتمامنا منصبّ على الأشخاص لا على الأفكار. سنبقى مكاننا نتحارب ونتقاتل ويكره بعضنا بعضا.
كم هو راقي الأنسان الأوربي، نسي أكثر من 120 مليون قتيل وحروب طاحنة وانتظم سوق مشتركة ثم اتحاد اوربي وعملة واحده رغم ما كان ورغم اختلافات اللغة والثقافة.
لم نسمع فلان كذا وفلان كذا وهذه الدولة فعلت كذا. بل نسوا الماضي واتجهوا للمستقبل
متى نتجه للمستقبل؟
فالأمم تتقدم بالفكر وليس الأشخاص، تتقدم بالسلام لا بالحرب.
صالح بن عبدالله السليمان


الفيديو المشار إليه في هذا المقال





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام