الأحد، 28 سبتمبر 2014

متى ؟ ,,,, متى ؟

آه من هذه المتى !!!
أحس أحيانا أنها بعيدة بطول الزمان وبعد كواكب الكون.
وأحس أحيانا أخرى أنها تكاد أن تكون في قبضتي وفي حوزتي .
متى يكون لدينا للإنسان كرامة الإنسان في أوطاننا , من المغرب إلى المشرق ؟
كرامة الإنسان وليست كرامة الحيوان .
كرامة الحيوان في أن يأكل ويشرب ويسكن ويتناسل وأن يحس بالأمان فقط ولا حقوق أخرى غير ذلك .
كرامة الإنسان التي وهبها الله له في الفكر والعقل وحق الاختيار فهو يتساوى مع الحيوان في غير ذلك .
لماذا نقول عن الإنسان الغربي انه يتمتع بالحرية ؟هل لأنه يأكل ويشرب ويتناسل ويعيش بأمان فقط ؟
نعم ... هي حقوق أساسية ولا يعيش بدونها , ولكنها ليست " كل"  حقوقه كإنسان .


متى نعلم أن حرية الفكر والكلمة هي الحرية الأكبر والأعظم لأنها هي ما ميزنا الله بها عن كل ما عدانا من خلقه ؟
وهذه الحرية ليست حصرا على فرد دون غيره أو على فئة دون أخرى , أو مجموعة دون أخرى. بل هي حرية واجبه ويجب أن تكون لكل فرد في الوطن , سواء كان منا أو لم يكن منا.
متى ندافع عن حق مخالفينا مثل بل قبل أن ندافع عن حقوقنا ؟
يقول نلسن مانديلا أنه عندما يهان شخص فهي إهانة للإنسانية , أسمعها فاضحك وبعض الضحك اقرب للبكاء ... آه كم أهينت الإنسانية لدينا.
لم نعلم كيف نتفق , ولم نعرف كيف نختلف
و علم الاختلاف أهم بكثير من علم الاتفاق. وأخلاق الخلاف أهم بكثير من أخلاق الاتفاق.
لم نتعلم كيف نتعايش مع الآخر  المخالف لنا في الرأي. لم اقل كيف نتفق على الرأي فذلك مستحيل , المطلوب هو التعايش . أن نقبل العيش مع الأخر دون أن نعرضه لأذى نفسي أو جسدي أو مادي
كما أن الثقة بين عناصر المجتمع مفقودة , فلا نثق في الآخر المخالف , فهو أما "خائن" أو "كافر" أو "ظلامي" أو "إرهابي" ونحن الوطنيون المسلمون المتنورون وكل ما عدانا, وكل من خالفنا يستحق القتل أو السجن أو الترهيب. كأننا حصلنا من الله سبحانه وتعالى على تفويض بأن نكون القضاة بين خلقه.
قلت مرة بعد انتصار الثورة الليبية " لن أحس بالراحة حتى أرى من يؤيد القذافي يتكلم برأيه في ساحة الشهداء في طرابلس الحبيبة  بحرية دون خوف أو وجل ودون أن يتعرض لإهانة أو أذى " .
 ووجهت حينها بسيل من الانتقادات والهجوم , فتساءلت  هل ستنجح الثورة الليبية في ساحات الحياة كما نجحت في ساحات القتال؟ كتبت مقال " نجحت الثورة الليبية فهل ستنجح حكومتها ", بالطبع هذا السؤال ينطبق على الثورات في تونس ومصر واليمن .
هل ستنجو الثورات العربية من المؤامرات التي تحاك ضدها من كل مكان ؟
هل ستتحول الثورات العربية إلى حركة عابرة في تاريخنا كما مر غيرها من حركات ولم تغير الواقع بل كانت عامل تثبيت له ؟
مرت في تاريخنا ثورات كثيرة مثل ثورة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه في مكة وثورة الحسين بن علي رضي الله عنه  في العراق وثورة الزنج في البصرة , فكانت عامل تثبيت للواقع بدل أن تكون عامل تغيير.
وهكذا أصبحت , أو ستصبح ثوراتنا اليوم , والسبب هو عدم قبول الآخر والشك في المخالف والطمع في المناصب أو المال أو الشهرة أو غيرها من المصالح الوقتية والفئوية .
وكان الحل هو القوة الغاشمة أو الوقوع  في الفوضى , القوة الغاشمة بكل معانيها من قوة للسلاح أو من يملك السلاح , وسقط الشعب رهينة الخوف وانعدام الأمن والأمان , فأصبحت الكثرة منهم يتمنون رجوع الطواغيت السابقون على ما كان فيهم . وأصبحت الشعوب العربية تقول " أنج سعد فقد هلك سعيد"
أن أردنا لأي ثورة النجاح في العبور إلى بر الأمان فيجب على الجميع القبول بالرأي الآخر , واللجوء إلى الحوار والنقاش , وأن تكون صناديق الاقتراع هي الحكم والفيصل الذي يقبل به الجميع . ومن فاز بنتيجة الصندوق يجب أن توفر له كل عوامل النجاح وبعد نهاية فترته الدستورية , ستحاسبه صناديق الاقتراع . وأٍن يكون دور مخالفيه في محاربته بالرأي والنقد والمحاسبة . لا بالسلاح والتدمير والقتل .
أظن أني أخطأت في عنوان مقالي السابق . فالعنوان كان يجب أن يكون " نجحت الثورة الليبية فهل سينجح شعبها ؟ "
فالحكومة هي جزء من الشعب , والجيش جزء من الشعب, والثوار المقاتلون هم جزء من الشعب , وحملة السلاح هم جزء من الشعب ومؤيدو القذافي هم جزء من الشعب . فالشعب بكل أطيافه داخل في هذا الاختبار الحقيقي.
هل سينجح الشعب في النجاة بسفينة الوطن إلى بر الأمان والتطور والازدهار حيث يصبح الجميع ,أقولها مرة أخرى " الجميع " أحرارا في الفكر و القول , أحرارا آمنون على أنفسهم وأموالهم ؟
وسيبقى السؤال مطروحا  حتى نرى النتيجة على نشرات الأخبار
   وعلى دروب الحرية نلتقي .........
صالح  بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام