نكاد نذوب خجلا مما
يحدث , خجلا من عروبتنا , خجلا من إسلامنا , خجلا من إنسانيتنا , خجلا مما
تعلمنا في طفولتنا, نكره الظلم والظلمة.
مر اكثر من ثمانية
عشر شهر ودم أخواننا يسفك , وبيوتهم تهدم و أطفالهم تقتل ورجالهم ونسائهم تذبح
بالسكاكين , ونحن نقف نتفرج,نكتفي بالحزن , ولا تشفي قلوبنا الدموع . لا نسمع من
قادتنا إلا كلمات متخاذلة مترددة وتتكلم فقط عن البحث عن حلول سياسية , ولا أعلم
ما هي السياسية إن لم يكن حفظ البشر من أولوياتها ؟
هل نتكلم عن سياسية
عندما تحدث كارثة في أي بقعة من بقاع الأرض؟
هل السياسة هي في البحث عن أعذار وحجج واهية ونحن نرى ونسمع كل هذا القتل
والتدمير , ونكتفي بإطلاق تصريحات سخيفة بين الفينة والأخرى ؟
هل فقدنا البوصلة
كبشر ؟ أطفال تذبح وتقتل ونساء وشيوخ تدفن في منازلها , ونحن نرسل المندوب تلو المندوب
للتباحث مع النظام السوري , أرسلنا المندوب الأول الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى ,
والمطلوب من الجنائية الدولية لدوره في دارفور , ثم بعد حين أرسلنا كوفي عنان . وأخذ
دوره كاملا في اللعب بأعصابنا ودماء أخواننا في سوريا وبعد احتراق أوراقه كاملة وإعلانه التخلي عن
اللعبة لينقذ ما تبقى له من سمعة , أرسلنا
الأخضر الإبراهيمي , ودور هذه البعثات يقتصر على إعطاء النظام القاتل السند السياسي والدولي ,
ومنع عمليات الانشقاق التي قد تحدث في قوات النظام لو كانت طريقة التعامل الدولية
والعربية والإسلامية مختلفة .
فدور هؤلاء المندوبين
من الداني إلى الإبراهيمي لا تزيد عن مد نظام بشار الأسد بشريان الحياة , وإعطاءه
الفرصة تلو الفرصة للبقاء. وهذا يذكرني بما حدث في الثورة الليبية.
ففي النصف الأول من
تاريخ الثورة الليبية , ترك للعقيد معمر القذافي الفرصة كاملة لتحقيق رغبته في
تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب , وتكون أجدابيا منطقة منزوعة السلاح بين القسمين ,
وأعلن عن رغبته , بل وكان الغرب مؤيد لهذه الخطة , وأطلقت يده في مصراته ولم تتعرض
لقواته في سرت أو ألبريقه ومصراته ,وأطلقت يد كتائبه في منطقة مصراته , كان قصف
الناتو خلال تلك الفترة نوع من العرض العسكري , والكثير من الليبيين يذكر أن القصف
في تلك الفترة كان على مستودعات فارغة بل وبعضها كان يقصف المرة بعد المرة , ولم
تتعرض تلك الكتائب في منطقة مصراته لأي نوع من القصف المؤثر , ولكن بصمود الليبيون
, وتماسك جبهة مصراته وجبهات الجبل الغربي أسقطت ذلك المخطط . وهذا كان بالرغم من
أن التدخل ألأممي في ليبيا يحظى بالدعم السياسي والشرعية الدولية الذي لا يوجد في
الحالة السورية .
نسمع كثيرا عن حلول سياسية مطلوبة في سوريا , وكأن العالم
لم يمل من دماء السوريين , ولا أعلم ما هو نوع الحل السياسي ؟
هل من يستعمل الطيران
العسكري في قصف عاصمة بلده دمشق وريفها , وأكبر مدنه , بل وكل مدنه سواء حلب
واللاذقية وحماه ودوما و درعا وإدلب ودير الزور وحمص و والرقة يمكنه الانخراط بحل سياسي
يحفظ الدم السوري ؟ هل العالم بهذه السذاجة ؟ ويغفل هذه النتيجة التي لا تخفى على ربات البيوت وعامة الناس.
- هل من لا يدخر نوع
من الأسلحة بدأ من السلاح الأبيض انتهاء بالقنابل العنقودية أو تلك المسماة ب
" براميل التي أن تي " يمكن أن
يكون له مصداقية في البحث عن حل سياسي ؟
- هل من يقتل شعبه
سواء الطفل والشيخ والمرأة والرجل دون تفريق يمكن أن يشارك في عملية سياسية لتخليص
شعبه الذي يقتله ذبحا وتفجيرا .
عن أي حل سياسي يتحدث
هؤلاء ؟ وليس في قاموس النظام ومسانديه ومؤيديه أي مفهوم للسياسة سوى سياسة القتل
والتدمير , ولسان حاله يقول " أما إن أحكمك أو أقتلكم " .
قال رسولنا الكريم ,
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , ولكن قيادات العالم بما فيها قيادات أوطاننا سواء
عربية أو إسلاميه لدغت من نفس جحر نظام الأسد المرة تلو المرة , كأنما هي ليست
مؤمنة , أو هي تقف مع النظام السوري , أو لها مخططات أخرى في الحالة السورية ولا
يهمهما كم شهيد سيسقط أو كم سيذبح من إخواننا هناك , وهذا يجعلني اكرر ما قلته
أولا أني أذوب خجلا مما يحدث , خجلا من عروبتنا , خجلا من إسلامنا , خجلا من
إنسانيتنا .
من يقف مع القاتل
أعلن رسميا ودون مواربة انه يقف معه , وأنه يشارك عسكريا في حربه على شعبه , روسيا
ترسل الأسلحة وتقول إنها عقود قديمه , وإيران تعترف على لسان قائد الحرس الثوري أن
أفراده يساهمون مع النظام , وكذلك حزب الله .
ومن يدّعي الوقوف مع
الشعب السوري يكتفي بإرسال بعض الطعام والقليل من الطعام للاجئين السوريين في دول
اللجوء وبعض التصريحات البائسة بل والمتناقضة حول ما يحدث في الداخل السوري .
بينما يتعرض شعب سوريا لحصار , حصار سلاح وحصار
دواء وحصار طعام وحصار ماء , تأتيهم القذائف الروسية والإيرانية من الأرض حولهم ,
وتصب الطائرات الروسية حمم الموت من فوقهم , و شبّيحة النظام يصولون ويجولون
بسكاكينهم وسواطيرهم في المدن والقرى المحاصرة , ويسقط يوميا عشرات القتلى دون
بواكي لهم في العالم . وما زال قادة العالم يبحثون عن حل سياسي .
بئست السياسية وبئس
السياسيون , وسينصر الله أبطال سوريا , سواء رضيّ العالم أم أبْى , فلقد انتهت
الحلول السياسية في سوريا في أول لحظة سقط فيها
أول طفل شهيد وفي اللحظة التي أريق فيها أول قطرة دم سوري .
صالح بن عبدالله
السليمان
موضوع ممتاز
ردحذفryobi
اتمنى ان تتحرر سوريا
ردحذفيا مغفل ... توقف عن الكتابة مقابل المال او الكتابة مقابل رضا حكامك ... اتق الله فإنك محاسب .
ردحذفانظر الى حال ليبيا .. انظر الى حال مصر .. وانظر الى حال السوريين ...
يا مغفل الدور قادم على السعودية ...