الجمعة، 14 سبتمبر 2012

بين النقد والكذب والإثم

لا أعلم لماذا نخوّن كل من يخالفنا الرأي ؟ فكل سياسي أو كاتب يحمل فكرا لا نتفق معه , أو نختلف معه في جزئية  تنطلق بعض  الألسنة لتتهمه بالخيانة والتبعية لدولة ما , ولا أقصد فصيلا بعينه ولا جماعة أو فرقة ما , بكل تجد هذا هو الاتهام المتبادل.
هل كل كتابنا وسياسيونا خونة متآمرون وأذناب لأنظمة خارجية أجنبية  أو عربية ؟
ما هذا الجهل في البعض ؟
والله إن مثل هذا  يهدم ولا يبني , يدمر ولا يعمر .
ويزيد الطين بله البعض , فيحولوا كل مشاكل يعاني منها الوطن جزءا من مؤامرة دولية.
مثل هذا يغلق الطريق أمام الحلول لمشاكل الوطن.

النقد  يجب أن يتركز على أفعال وأقوال السياسي أو الكاتب وليس على هواجس أو ظنون نهانا الله عن إتباعها أو العمل بموجبها ,

يجب أن نبحث عن  الحلول لمشاكلنا من داخلنا وداخل مجتمعاتنا وان لا نجعل من المؤامرات الخارجية شماعة لنعلق عليها مشاكلنا وعدم قدرتنا على العمل .

يجب أن لا نكون معولا ونحطم وندمر كل من يعمل في الآمر العام باتهامه بدون أدلة ونشر الشائعات حوله واتهامه بالعمالة للخارج فنسد الطريق أمام من يعمل على حل مشاكل الوطن .

يجب أن نتقي الله في أنفسنا وأقوالنا ونعلم أننا مسئولون أمام ربنا عن كل كلمة نقولها أو نكتبها والعقوبة أشد إن نشرناها  بوسائل النشر العامة.  هذا إذا كنا نخاف الله ونطلب رضاه جل في علاه .

يجب أن نفهم قول الله سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }

يجب أن نعلم معنى قوله تعالى {  إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.}

وكلنا بالطبع قرأ قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع ) , ونعلم معنى " كفى " هنا ,  ألا يكفي هؤلاء أثما أنهم ينقلون وينشرون الشكوك والطعون بدون دليل قاطع حاسم . ألم يقرءوا الحديث الصحيح ( إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار) ،

كما قال عليه الصلاة والسلام  في حديث البرزخ ((فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيَشُقُّ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى. قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا هَذَانِ؟ قَالا: هذا الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) رواه البخاري

هذه هي آيات كريمة من القرآن الكريم , وهذه أحاديث وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم , وكلنا يرى ما يحدث اليوم من هبّة شعبية للدفاع عن رسولنا الكريم , ولكن محبة نبينا صلى الله عليه وسلم تلزمنا إتباع دينه وأتباع سنته والالتزام بما أمرنا به . هذا إذا كنا نحبه حقا ,

فهل تحبون رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ إذن توقفوا عن نشر الكذب و التشكيك في الناس وابتعدوا عن نشر الإشاعات حول الناس , ابتعدوا عن الكذب .
صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام