الجمعة، 17 نوفمبر 2023

ماذا يعتبون على السعودية؟

 منذ ان قامت عملية طوفان الأقصى الى اليوم، تعرضت المملكة العربية السعودية لحملات تشويه لم أر شبيها لها خلال التاريخ المعاصر، بل زادت عمليات التشوية المنصبة على السعودية على ما تتعرض له دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) التي تقوم بحرق غزة وقتل أهلها. حملة شرسة يكاد يظن الشخص ان الطائرات السعودية هي من تقصف غزة وان القنابل السعودية هي من تقتل اهل غزة

واهم النقاط التي حاول البعض النيل من السعودية هي:

1- السعودية تسقط الصواريخ المتجهة الى اسرائيل

2- السعودية تمنع المظاهرات لغزة

3- السعودية لم تقطع النفط عن امريكا واوروبا

4- السعودية تقيم موسم الرياض والحرب في غزة

5- السعودية تمنع الدعاء لغزة

6- السعودية تمنع الدول العربية من قطع العلاقات مع اسرائيل

7- السعودية ترسل اكفان لغزة

8- السعودية مع ثلاث دول عربية أخرى رفضت قرار يضغط على إسرائيل لإنهاء الخرب على غزة

وسأرد على هذه النقاط نقطة بنقطة، لكي يتضح لصاحب الفكر السليم والرأي الحر تفاهة هذه الادعاءات.

 1- السعودية تسقط الصواريخ المتجهة الى اسرائيل

ارسل الحوثي صواريخ الى إسرائيل وهذه الصواريخ تمر بالأراضي السعودية, والسعودية سبق وتعرضت لكثير من الهجمات الصاروخية, بل وتعرضت منطقة مكة المكرمة لقصف صارخي, فكان لابد لها من حماية ارضها وشعبها والمقيم على ارضها من أي اخطار, ولا تستطيع تحديد وجهة الصاروخ المار في سمائها, ولم يحدث أي تنسيق مسبق بين السعودية والحوثي حول هذه الصواريخ, بل ويرفض الحوثي أي مصالحة تنهي الوضع القتالي بين السعودية والحوثي, فهي على هدنة في هذه الحرب, بل وحدث خرق واستشهد عدد من الجنود السعوديين على الحد الجنوبي بفعل هجمات مباغتة للحوثي على الحدود الجنوبية, فهل يعقل ان تأمن السعودية لصاروخ قادم من اليمن, فوق سماء السعودية, هذا من المستحيل. لذا كان يجب على السعودية حماية نفسها واسقاط تلك الصواريخ ليس حماية لإسرائيل بل حماية لنفسها من صواريخ عانت منها لفترة طويلة.

 2- السعودية تمنع المظاهرات لغزة

منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى انطلقت مظاهرات في الكثير من المدن والعواصم العربية والأجنبية، ولننظر، هل حققت المظاهرات أي شيء بعد مرور شهر من بدايتها؟

ثم الم يتساءل هؤلاء هل في تاريخ السعودية ظهرت او أقيمت أي مظاهرة؟

هذا لأن ثقافة التظاهر غير موجودة في المجتمع العربي السعودي، ولا يعرف السعوديين التظاهر والصراخ في الشوارع بل ويعتبرها نقص في العقل وضرر على الحياة العامة.

فمن الغريب ان يحاسب بعض المؤدلجين العرب السعوديين على بعض من مفاهيمهم المجتمعية. نحن لا نتظاهر بل ونحن ضد فكرة التظاهر ولأي سبب ولأي غرض

بل واثبتت المظاهرات عدم جدواها, فها هو أحمد منصور, احد مذيعي قناة الجزيرة والإخواني المعروف يقول في تغريدة على منصة  X (تويتر سابقا) في تغريدة له:

التظاهرات التي تملأ الشوارع في الغرب يبدوا تأثيرها ضعيف في تغيير سلوك الحكومات الغربية والبرلمانات المنحازة لإسرائيل،والدليل هو أن أكبر التظاهرات ضد إسرائيل خرجت في بريطانيا لكن معظم أعضاء البرلمان البريطاني صهاينة مؤيدين لإسرائيل،وأمس احتشد الناس أمام البرلمان لحث الأعضاء على التصويت لوقف الحرب،ومع ذلك ورغم جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل منذ 40 يوما في غزة لكن 293 من أعضاء البرلمان البريطاني صوتوا لصالح إسرائيل ضد وقف الحرب،وطالبوا باستمرار الإبادة للفلسطينيين بينما طالب 125 عضوا فقط بوقف الحرب،باختصار برلمان بريطانيا صهيوني والتظاهرات في الشارع لا قيمة لها ولا تأثير إلا حينما تنجح الشعوب الغربية في انتخاب بشر لديهم انسانيه وتجبر الحكومات والبرلمانات على اتخاذ القرارات الصائبة التي تنحاز للإنسان وليس للصهيونية.



 3- السعودية لم تقطع النفط عن امريكا وأوروبا

الغريب ان من يتساءل هذا التساؤل فيهم المتعلم والمثقف والعامّي, وهم يتصورون العالم مازال في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي, والسعودية عامل كبير في سوق النفط وليست الهامل الوحيد, وخروجها من السوق سيعوض النقص خلال أيام قليلة ولن يتأثر السوق تأثرا كبيرا, ثم ان أمريكا لا تستورد من السعودية سوى 7% وهذا لا يؤثر, بينما استيرادها الأكبر من العراق بينما استيراد اوروبا من الغاز الجزائري والنفط الليبي اكبر بكثير من السعودية التي يذهب اكثر من 85% من انتاجها الى الصين ودول  اسيا وأفريقيا, وان المتأثر الأول لغلاء أسعار الوقود هو المواطن العربي في السودان ومصر والمغرب. فسلاح البترول لم يعد السلاح الفعال في الحرب، ولهذا نجد ان من أوائل الحظر الذي فرض على إيران وروسيا وفنزويلا هو حظر تصدير البترول وهما من كبار المنتجين

 4- السعودية تقيم موسم الرياض والحرب في غزة

هذه النقطة التي استشرف فيها الكثير من المؤدلجين العرب على الشعب السعودي، وأصبحوا يعيرون الشعب السعودي بإقامة موسم الرياض بينما الحرب قائمة في غزة، ونسوا ان السعودية كانت في حرب مع مليشيات الحوثي وإيران من ورائها طوال سنوات وحتى ان اطهر البقاع مكة المكرمة تعرضت للقصف، واستشهد الكثير من خيرة شباب السعودية، ولم يتوقف موسم الرياض، إذ هو موسم ثقافي تجاري فني يقام سنويا. وفي نفس الموعد عددت أكثر من 30 مهرجان كان يقام في نفس الفترة في معظم الدول العربية ولم يتوقف أي منها. ولكن بالطبع القصد هو شيطنة السعودية وليس غيرها.

 5- السعودية تمنع الدعاء لغزة

ظهرت بعض حسابات ما نسميهم المعارضة السعودية ويتبعهم بعض المؤدلجين وذباب الكتروني يتبع بعض الأحزام يصرخ بأعلى صوت، ان السعودية تمنع الدعاء لأهل غزة، ويزعمون أنها تعتقل من يفعل ذلك، نشروا فيديو لأخد المتصوفة يدعي انه سجن لمدة 6 ساعات لأنه دعا لأهل غزة، واتضح لاحقا انه تم التحقيق معه لأنه استعمل طائرة درون للتصوير فوق الحرم بدون ترخيص وفي منطقة منع الطيران.

الحقيقة تنفي ذلك، ففي كل صلاة جمعة يصدح إماميّ الحرمين وأئمة المساجد في جميع مدن المملكة بالدعاء لأهلنا في غزة. وتوجد الاف الفيديوهات التي تكفي للرد على هذه الفرية والجام من يقولها حجر. وبالطبع المملكة تمنع الصراخ والعويل في الحرم الشريف والتجمعات والتجمهر فهذا لا يصلح في الحرم الأمن المطمئن وفيه الخاشعين الله والمصلين

 6- السعودية تمنع الدول العربية من قطع العلاقات مع اسرائيل

اولا: الدول العربية التي لديها تبادل سفراء هم المغرب، مصر، السودان، الأردن، البحرين والإمارات العربية المتحدة، وهذه دول مستقلة وذات سيادة وليس للسعودية سيطرة عليها بحيث تامرها وتنهاها، ومثل هذا الادعاء يهين هذه الدول قبل ان يهين السعودية. وليت من يقول بهذا الادعاء يبين لنا ما هي وسيلة الضغط على هذه الدول لكي تامرها وتنهاها.

  7- السعودية ترسل اكفان لغزة

نعم ظهرت في المساعدات التي ارسلتها الدول العربية اكفان، وهذا اظنه من المهم وجودها، وخصوصا بعد ان بلغ الشهداء أكثر من 12 ألف شهيد. ولا اظن ان اكرام الميت يكون بأقل من توفر كفن مناسب يعين من ينقله ويدفنه. ومن المعلوم للجميع ان المساعدات كانت تحوي أيضا ادوية ومواد وأدوات لمساعدة الجرحى واغذية وماء لمساعدة الناجين، اذن المساعدات كانت تمس جميع اهل غزة، الشهيد والجريح والمريض والناجي، فهل هذا شيء يمكن ان تلوم المتبرع؟ انه العقل المريض الذي لا يعطي للميت الأهمية والإكرام الذي يجب أن يناله واخر حظ له في الدنيا

 8- السعودية مع ثلاث دول عربية أخرى رفضت قرار يضغط على إسرائيل لإنهاء الخرب على غزة

لم يصدر أي تصريح رسمي او مطلع من أي دولة عربية او إسلامية يقول بهذا الادعاء، بل صدر عن حساب إسرائيلي في منصة X (تويتر سابقا) بهذا المعنى وهذا يتبع للموساد ويدعى 8200 وهذه المجموعة هدفها نشر الشائعات حول الدول العربية المؤثرة وعلى رأسها السعودية والإمارات، وتحاول فصل العرب وتفريقهم أكثر مما هم متفرقين. وبالطبع تناول هذا الادعاء الزائف الكثير من خرفان الأحزاب والمؤدلجين وأصبحوا يتغنون به دون دليل ودول تثبت من المصادر الصحيحة، لأن هدف المتطرفين الصهاينة هو اضعاف موقف المملكة العربية السعودية لأنها هي الوحيدة التي تملك القوة لفرض حل الدولتين مع تحقيق الهدف بوجود دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

هكذا اتينا على جميع النقاط التي يظهر على بعض الحسابات ويحاولون اللمز والغمز والنيل من السعودية قيادة وشعبا.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام