الاثنين، 10 أبريل 2023

الهدنة اليمنية بعيون يمنية

 منذ توقيع الاتفاقية بين الصين وإيران والسعودية، انطلقت الألسن والأقلام والحسابات الكارهة للسعودية للتغني بانتصار إيران المزعوم على السعودية وإنها اركعت السعودية متناسية ابسط القواعد السياسية الحاكمة لهذا الموضوع وقد كتبت مقال حول هذه الاتفاقية فيها شرح لها (أنظر هنا)، وكتبت مقال آخر حول العلاقات الصينية السعودية الإيرانية، وكيف ان اثرت هذه العلاقات على الاتفاقية (أنظر هنا).

وعندما ذهب الوفد العماني السعودي الى صنعاء لمباحثات تؤدي الى إحلال السلام في اليمن والمنطقة، انطلقت نفس تلك الأقلام المأجورة المأفونة، تتكلم عن هزيمة سعودية، واستمرت في نشر ما يظنون انه هزيمة سعودية وانتصار حوثي.

كنت أفكر بالرد على مثل هذه الحسابات المأجورة التي كانت الى وقت قريب تقف ضد الحرب في اليمن وتتهم السعودية بانها تنتهك حقوق الشعب اليمني، وإذا بها تقف ضد محاولة الوصول الى اتفاقية هدنة مستدامة في اليمن، وتعتبر ان التباحث فيها هزيمة سعودية أخرى.



وكما اسلفت كنت انوي الرد عليهم لإحقاق الحق، وشرح ان الحرب كانت قرار شجاع من المملكة لنصرة الشرعية اليمنية وان الحرب كانت تحت غطاء القرار الدولي 2216 تحت البند السابع، وكذلك قرار التباحث للوصول الى هدنة في اليمن تجعل شعبها يلتقط أنفاسه، وان هذه الهدنة ليست هزيمة للسعودية، ولكن اطلعت على تغريدة مطولة للسيد هاني بن بريك وهوَ نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وأحد الشخصيّات اليمنية المهمّة يتكلم فيها بلغة العارف بالأمر والمعايش له، فانقلها هنا كما وردت وبدن أي تعديل، وها هي التغريدة.

من هنا ((على رسلكم يا قوم:

من السطحية بمكان القول بأن التحالف العربي بقيادة السعودية خسر في اليمن لدخوله في السلام!!!  

التحالف لو لم يتدخل لانتهى الجنوب كله بيد الحوثة، ولما وصلنا لما نحن فيه الآن.

كنا نملك سلاحا شخصيا في كثير منه يتناوب عليه اثنان وأحيانا ثلاثة، وذخيرته في الغالب لا تتعدى مخزنين كل هذا بمجهود شخصي من الأبطال دون دعم من أي دولة، والحوثة تدعمهم إيران والجيش اليمني بكل سلاحه وعتاده وصواريخه وذخيرته حتى طائراته حلقت فوق قصر معاشيق في أول يوم، لا تنسوا قول علي عبدالله صالح: عندي عتاد وذخيرة تكفي للصمود 11 سنة. وكل هذا وقع بيد الحوثة، وزاد مدد إيران.

سينتهي الأمر بنا كمقاومة بين شهيد وجريح وأسير بيد العدو، ولن نرضى بالهروب والاستسلام، وكان عددنا في كل جبهات عدن لا يزيد عن 3000 مقاوم - مقيد لدي - جلهم مدنيين لم يخوضوا حربا من قبل، نصف هذا العدد في خط المواجهة والنصف الآخر كان نقاط تفتيش وأمن داخلي. لو لم يكن قرار عاصفة الحزم لعاد الذل والهوان والتسلط أشد من 94م.

على رسلكم يا قوم السعودية والإمارات انتصرتا بحق وصدق هزمنا الحوثة والقاعدة وداعش، الخاسر فقط هم المتآمرون من شرعية اليمن الإخونجية وكل من سهل لهم، الذين أرادوا استمرار الاستنزاف وإسقاط الجنوب.

إحلال السلام والجنوب قوي بجيش وأمن هو انتصار للحق.

تمنينا الخلاص لأشقائنا في الشمال من سيطرة الحوثي الكهنوتي الرجعي الإرهابي، وخاطبنا وتكلمنا حتى بحت أصواتنا، ولكن الإخونج والنخبة الشمالية المتواطئة وكل متعاون معهم لم يريدوا إسقاط الحوثة، بل كان مخططهم إسقاط الجنوب واستنزاف التحالف ثم الاتفاق مع الحوثة.

السلام هو مبدأ السعودية والإمارات ومبدؤنا نحن الجنوبيين، وما دخل التحالف في عاصفة الحزم إلا للسلام.

الحوثي هذه المرة جاء خانعا للسلام لأن سيده في طهران سبقه.

مرة أخرى على رسلكم.

أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل *** ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبل)) الى هنا

 ولقراءة التغريدة في حساب السيد هاني بن بريك ( من هنا )

وهكذا كفيت عناء الرد على هؤلاء، وهكذا يرى اليمنيون أصحاب الشأن هذه المباحثات. هم الأقرب والأعلم بما يدور سواء في الساحة او في دوائر المباحثات.

فليخرس هؤلاء الذين لا يهمهم اليمن ولا يهمهم السعودية، فجل همهم النيل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي سبب لهم حرقة في القلب، ونار في الصدر، وحموضة في المعدة، وبعثرة في العقل والتفكير، كل هذا وهو يقود بلاده الى الأمام.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام