الأحد، 12 مارس 2023

بين الصين وإيران والسعودية

 بعد مفاجئة توقيع الصين وايران والسعودية لاتفاقية إعادة العلاقات بين ايران والسعودية كثرت الأسئلة حول هذه الاتفاقية، وما اثارها, وما الذي استفادت السعودية منها

يجب اولا ان نعرف ديناميكية العلاقة بين هذه الدول وحيث إن ديناميكية القوة بين الصين وإيران والمملكة العربية السعودية معقدة ومتعددة الأوجه. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها:

الصين وإيران:

تتمتع الصين وإيران بعلاقة اقتصادية وسياسية طويلة الأمد، حيث تعد الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين لإيران. استثمرت الصين بكثافة في صناعة النفط والغاز الإيرانية وسعت إلى تعميق العلاقات الاقتصادية مع إيران من خلال مبادرة الحزام والطريق. في الوقت نفسه، حاولت الصين موازنة علاقتها مع إيران بمصالحها في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط وتجنب الصراع مع الولايات المتحدة.

والصين تعتبر الحليف الرئيس لإيران على الساحة الدولية فأوروبا واليابان وكوريا كلها في المعسكر المعادي لإيران

الصين والمملكة العربية السعودية:

الصين مستورد رئيسي للنفط السعودي وقد سعت إلى تعميق العلاقات الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية من خلال مبادرة الحزام والطريق. تشترك الصين والمملكة العربية السعودية أيضًا في مخاوفهما بشأن الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب، على الرغم من حرص الصين على عدم الانحياز لأي طرف في النزاعات المختلفة في المنطقة.

بشكل عام، تتشكل ديناميكية القوة بين الصين وهذه الدول من خلال مزيج معقد من المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية. بينما سعت الصين إلى تعميق العلاقات مع جميع هذه الدول، فقد حرصت أيضًا على عدم الانحياز إلى جانب في نزاعات المنطقة المختلفة والحفاظ على نهج متوازن لعلاقاتها في الشرق الأوسط.

وبعد هذا الشرح المجمل نأتي الى بعض التفاصيل المهمة

فالذي وقع هذا الاتفاق في مارس 2023 هو علي شامخاني الذي وقّع اتفاق 2001 مع الامير نايف بن عبد العزيز كبادرة حسن نيّة لتحسين العلاقات وحل قضية الجزر الاماراتية الثلاث، لكن إيران نقضت الاتفاق.

إذن ما الذي تغير وجعل السعودية توافق على توقيع هذا الاتفاق؟

الفرق الرئيس هو وجود الصين التي تطمح للوصول الى مركز متقدم وفاعل على الصعيد الدولي. وبوجود الصين كضامن ستكون السعودية في موقف ممتاز ان طبقت ايران هذه الاتفاقية، وفي موقف ممتاز حين تخالف ايران (كالعادة) حينها ستتدخل الصين حفاظا على مركزها وسمعتها, ولن تساند ايران التي تسبب في احراجها عالميا.

ومن المعلوم ان السعودية وكما ورد في الاتفاقية لن تعيد العلاقات الا بعد تأكيدات الصين وعدم الالتزام يجعل السعودية في حل منها والسعودية لن تعيد العلاقات الا إذا كانت في صالحها وصالح العرب والا ما فأئده المقاطعة التي قامت بها طوال السنين الماضية؟

وهكذا لن تضحي الصين بسمعتها في الشرق الاوسط كقوة تبحث عن الدعم لتسيد العالم بهذه السهولة.. الصين تعي جيداً بأن ضمانتها محل انظار الجميع. إما ان تكون او لا تكون 

الصين هي الضامن الرئيس والوحيد في هذا الاتفاق. وتعلم الصين ان إيران ليس لها منفذ غير الصين وفي حال عدم التزام إيران سيجعلها دوله لا تلتزم بالعهود والاتفاقيات كما هو معروف عنها لدى الغرب وامريكا وستنكشف خصوصا إقليميًا أكثر خصوصا امام حليفها الأكبر وهو الصين.

كما ان الاتفاقات التي عقدت مع إيران سابقا كانت اتفاقيات من غير تحديد زمن لتنفيذ ما اتفق عليه. بينما هذه الاتفاقية أعطت مهلة شهرين لإيران لتنفيذ ما اتفق عليه.

السعودية هنا كسبت مهما تكن نتائج هذه الاتفاقية

فان نفذت إيران هذه الاتفاقية فتكون كسبت جارا مسالم وهو ايران وحليفا قويا وهو الصين

ولن ترضى الصين ان تخسر مكانتها في الشرق الاوسط ومركزها كـ قوه تبحث عن الدعم لتسيد العالم بهذه السهولة . الصين تعي جيداً بأن ضمانتها محل انظار الجميع. إما ان تكون او لا تكون

هذه الاتفاقية هي مكسب للسعودية. وبهذا ظهر عمق وقوة الدبلوماسية والسياسة السعودية. فهي اقامت اتفاقية سيستفيد منها العراق، سوريا، لبنان واليمن. وهذا يزيد من زعامة السعودية للعالم العربي ويرسخها

 صالح بن عبدالله السليمان

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام