الأحد، 24 يوليو 2022

الغرفة الآن أصبحت مريحة

 يتسائل البعض ويستغرب لماذا تقول بعض الشعوب عندما تخلع شخصًا ظالمًا وقاتلًا وفاسدًا ، لو أنه سيعود وكان وقته أفضل من الوقت الحالي؟

فكم شخص يترحم على معمر القذافي والكثير يترحمون على ايام صدام حسين وكثير يتمنون رجوع ايام على عبدالله صالخ. لماذا؟

السر  تحكيه لنا روايات التراث , , 

فيروى  ان رجل شكى لشيخ يثق بحكمته أنه يسكن في غرفة ضيقة هو واهله، وقال له إنه يكاد يجن من ضيق المكان، فالناس تتراكم فوق بعضها فلا يستطيع أن يهنأ بالنوم أو خلوات المنزل. 

فنصحه شيخه أن يدخل كلبه معه في الغرفة ويجرب. 

وبما أن الرجل يثق بحكمة شيخة فقد قرر تجربة نصيحته وأدخل الكلب. 

وعندما قابله شيخه سأله عن حاله فأجاب بأن الكلب نفسه ضج من كثرة الموجودين ومن ضيق المكان بالنباح المتواصل، 

فرد عليه شيخه ناصحاً: حسناً، أدخل إذاً حمارك معه في الغرفة وجرب! 

فأدخل الرجل الحمار للغرفة مع الكلب وجرب،

رجع الرجل  لشيخه ليروي له بأن الحمار ركل الكلب وأن الحمار اخذ مساحى كبيرة من الغرفة، 

فأجابه الشيخ حسناً: جرب للمرة الأخيرة إدخال ديك معك في الغرفة، 

فأدخل الرجل الديك للغرفة فاصبح الرجل بين نهيق حمار، وعواء كلب، وصياح ديك، روائح الروث وفضلات الدواب التي تراكمت في العرفة فراح يبكي من  الروائح والضيق والزحام.

وعندما قابل الرجل شيخه بادره بغضب: رأيتك تريد أن تقضي علينا بنصيحتك هذه بالنوم مع هذه الحيوانات؟! فالوضع في الغرفة لا يطاق أبداً، 

فأجابه شيخه: حسناً أخرج الكلب إذاً. 

فأخرج الرجل الكلب، 

تقابل الرجل بشيخه فسأله: كيف الوضع الآن؟ 

فأجاب أفضل من البارحة،

 فأردف الشيخ: حسناً إذاً أخرج الحمار! 

فأخرج الرجل الحمار، 

وأتي لشيخه وهو في حال أفضل من ذي قبل، فقال له لقد تحسن الوضع قليلاً، 

فرد عليه شيخه: حسناً أخرج الديك! 

فأخرج الرجل الديك 

وإذا به يعود لشيخه والابتسامة تعلو محياه.

غيأله الشبخ: كيف الوضع الآن يا بني؟ 

قال: أحمد الله على واسع نعمه، فالغرفة الآن أصبحت مريحة.

صالخ بن عبدالله اللسليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام