ذات يوم، لاحظ كسرى كيف كان العرب يتقاتلون فيما بينهم بدون أي سبب وجيه. فشرع في التفكير في غزو بلاد العرب، معتقدًا أنه سيتمكن من القضاء عليهم بسهولة. ولكن قبل أن يتخذ أي قرار، أسرَّ هذا الفكر إلى وزيره الحكيم.
قال الوزير: "أحتاج إلى يوم واحد لأفكر في جوابك، يا سيدي."
وفي اليوم التالي، أحضر الوزير قطتين وبدأ في تنظيم قتال بينهما.
كانت القطتان تتصارعان بشراسة،
كل منهما تسعى للتغلب على الأخرى في معركة عنيفة.
وبينما هما يتقالان اطلق الوزير فارا كان يخبئه في جيبه. أنطلقت القطتان فجأة نحو الفأر، تاركتين معركتهما خلفهما، وبدأتا في مطاردته. وبعد فترة قصيرة، استطاعتا اصطياد الفأر وبدؤوا في نهشه.
التفت الوزير إلى كسرى وقال: "هذان هما العرب سيدي. إذا تركتهم يقاتلون بعضهم البعض، فإنهم سيهلكون ويفنون. ولكن إذا حاولت أن تغزوهم، فسيتحدون كيد واحدة ويقاتلونك بشجاعة."
تعمق كسرى في تفكيره، وأدرك العبرة العميقة من حكمة وزيره.
فالعرب، رغم تفرقهم، إذا ما اجتمعوا لدفع خطر خارجي، سيكونون قوة لا يُستهان بها. أدرك أن غزوهم لن يجلب له سوى الخسارة، وأن الذكاء يكمن في استغلال انقساماتهم، بدلاً من مواجهة وحدتهم.
مرت السنين، وتجددت التساؤلات حول تلك القصة القديمة.
هل ستظل هذه القصة مجرد ذكرى في دفاتر الزمن.
صالح بن عبدالله السليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام