الأربعاء، 15 فبراير 2023

بين وطني وامي وزوجتي

 في ذكرى ثورة فبراير اسمحوا لي ان احكي قصة ليبي كان مهاجرا للندن, ولكنه دائم الحديث عن ليبيا, ويتغنى بحب ليبيا, فسأله احد اصدقاءه الإنجليز: من تحب أكثر بلدك أم لندن ؟

فقال له: الفرق عندي بين لندن و وطني كالفرق بين الأم والزوجة .. فالزوجة أختارها .. أرغب بجمالها .. أحبها .. أعشقها .. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي .. اما امي فلا اقدر على تغييرها ..  ولا الهروب من كونها امي.

الأم ... لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها .. لا أرتاح الا في أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ قدميها ..

فسأله: نسمعُ عن ضيق العيش فيها... فلماذا تحب بلدك ؟

قال: تقصد أمي؟

فابتسم وقال: لتكن أمك ...

فقال: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب. لكن حنان أحضانها وهي تضمني...ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني ...

قال: صف لي من تدعوه " أمك "..

فقال: هي ليست بالشقراء الجميلة ،لكنك ترتاح  اذا رأيت وجهها ..ليست بذات العيون الزرقاء ...لكنك تشعر بالطمأنينة اذا نظرت اليها ..ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها ....الطيبة . والرحمة ..لا تتزين بالذهب والفضة ،لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح والشعيرتطعم به كل جائع ..سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ..!!وطني باقياً للابد واللصوص لمزبلة التاريخ مهما صمدو ا....

قال: أرى وطنك على التلفاز... ولكن لا أرى ما وصفت لي ..!!

فقال له: أنت رأيت وطني الذي على الخريطة ...أما أنا فأتحدث عن وطني الذي يقع في اعماق قلبي وبين ثناياه.

صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام