الاثنين، 18 أكتوبر 2021

حكايا ابي - بين صديق وصديق

 


كان ابي رحمه الله يعلمنا القيم والأخلاق عن طريق القصص والحكايات ومما حكاه لي في احد المرات حكاية تذكرتها عندما انشر احدهم تغريدة في تويتر حول الصداقة وقيمها، والحكاية التي حكاها لي والدي رحمه الله:

يقال ان رجل غني كلما دخل مجلسه وجد ابنه وحوله اناس كثر. يسأله عنهم

فيرد: هم اصدقائي.

قال له: سنجرب تجربة، سأدخل عليك وانت معهم اغضب عليك واطردك، بعدها قل انا سأخرج وقل لهم أنك ستذهب الى مكان معين في الخلاء، وسترى ماذا سيحدث.

فعلوا ما خطط الاب، وخرج الولد مدعيا الوعل والغضب.

قضى ليله في ذاك المكان في الخلاء ولم يحضر اليه أحد ممن كان يدعي صداقته؟

رجع لأبيه، وقال له ما حدث.

رد الاب: هؤلاء اصدقاء دنياك، ان طابت الدنيا طابوا وان ساءت انكروك

وانا لي صديق، فلان التاجر.

قال له الابن: ولكن لم ار بينكم كثير تواصل واتصال؟

فرد الاب: الاصدقاء ليس بكثرة اللقاء

اخذ الاب ورقة مرماة وكتب الى صديقة انه محتاج لمبلغ 1500 دينار.

اخذ الولد الورقة وذهب لصديق اباه، فلما راءها الصديق احمر وجهه واصفر.

فتح صندوقه واعطى الابن 3000 دينار.

وقال له: خذ هذا، اعلم ان اباك طلب اقل مما يحتاج، وقل له ان هذا من عسره الى يسره, وإن احتاج اكثر فانا تحت الامر والطلب.

رجع الولد لأبيه واعطاه المبلغ.

فقال الاب: هذا الصديق ليس حميما، لو ارسلتك للحميم لخرج من ماله كله.

هؤلاء هم الاصدقاء يا بني. فتخير اصدقائك من ذوي المروءة والكرامة والندى

 رحم الله والدي وكلمة حق، تخير اصدقائك من ذوي الكرامة والخلق .

صالح بن عبدالله السليمان

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام