الخميس، 3 يناير 2019

السعودية والصحويون الجدد


ما يحدث اليوم يذكرني بما كان يحدث في عصر الانفتاح المادي ودخول الأدوات والتقنيات الحديثة من تلفون وتلفزيون وبرقيات وبث فضائي وانترنت، وكيف أعلن البعض ممن يدعون دفاعهم عن الإسلام الحرب عليها، وآخر أداة أعلن عليها الحرب هي الهاتف النقال المزود بالكاميرا. فكان ممنوع بيعه واستخدامه في السعودية لأن فيه هتك لأستار الناس.
ما يحدث اليوم من حفلات غنائية وحفلات ترفيه أقيمت في الدرعية في المنطقة الوسطى قرب الرياض او في العلا في محافظة تبوك. وحرب الإشاعات التي وجهت سهامها للسعودية ووصفها ووصف حكومتها بل ووصف شعبها بأبشع الاوصاف.  هو نفس ما حدث في الحرب على الانترنت والبث الفضائي بل والتلفزيون الأرضي في بداية ظهوره.
انه حمل السلم بالعرض والاتجاه او السباحة عكس التيار،

عانت البلد كثيرا من فترتين، الأولى فترة الطفرة والثانية وهي الأخطر والاهم وهي ما تعارف عليه ب " فترة الصحوة".
فترة الصحوة التي أغلقت المجتمع وأصبح كل من ينادي ببعض التغييرات وبعض الضروريات في الحياة اليوم منافقا او ليبراليا فاسقا. واتذكر الفتوى التي قرأتها معلقة في أحد المساجد ان من يموت وفي بيته "دش" او طبق فضائي يموت غاشا لأسرته ولن يشم ريح الجنة.
ما يحدث اليوم هو تغير ضروري، بل وواجب لحماية المجتمع من اخطار أكبر.
لنكن صرحاء. كان السعوديون هم رواد الحفلات الفنية التي تقام في دبي او البحرين او القاهرة بل وحتى لندن وباريس. وكانت بعض الصور تتداول حول هذا، وكان أعداء السعودية ينقدون المملكة العربية السعودية لعدم وجود دور عرض سينمائي او حفلات، وكيف ان النظام في السعودية لا يستجيب لتطلعات السعوديين.
ولان وبعد حدوث التغييرات في النظام، واتجاهه لتوفير هذه الحفلات داخل البلد ووقاية الشباب من السفر للخارج والتعرض للمشاكل التي طالما سمعنا عنها ووقوعهم ضحايا للخمور والعلاقات المحرمة وما يصاحب ذلك من نزيف للاقتصاد الوطني وجدنا نفس الأعداء السابقين ونفس الأصوات السابقة تحارب المملكة، وتتهمها بالفسوق والمجون.
البعض ربط الحفلة التي أقيمت بالدرعية بالدين وكيف ان الدين اصبح يحارب في مكان انطلاق دعوة محمد بن عبدالوهاب، وهم من كان يكفّر محمد بن عبدالوهاب ويسمى دعوته بالدعوة التكفيرية، ويذم المملكة لأنها تعلم أبنائها دعوة محمد بن عبدالوهاب، تناقض يثبت اننا امام نقد غير موضوعي
والحفلة الثانية والتي أقيمت في العلا محافظة تبوك، تكلموا انها أقيمت في " المدينة المنورة" والمسافة بين المدينتين مئات الكيلومترات.
ما كانوا يطالبون به سابقا أصبح اليوم كفرا وفسوقا ونفاقا!!!!
كما عادت نبرة الصحوة للارتفاع من جديد، يحملها ويرفع رايتها من كان يتهم السعودية بالتشدد والتزمت.
السعودية تقوم بهذا حماية لأبنائها من مخاطر السفر من اجل مثل هذه المتعة وخوفا من متع اشد خطرا. وحماية لاقتصادها وتوجه مع المسار العام للإنسانية بعيدا عن التزمت والتعنت.
قد تظهر بعض المساوئ التي يرفضها أكثر السعوديون ولكن ما اراه ان التنظيم يأخذ تجارب من الأخطاء ويحاول تصويب بعض المساوئ. بل ويجب تصويبها للمحافظة على تماسك المجتمع وقيمه.
والمصيبة الأكبر ان بعض الشباب الذي ما زال يعيش في فترة الصحوة أصبح يعمل يدا بيد مع من كانوا يحاربونه وكان يحذر منهم ومن آرائهم. أصبحوا شرخا في نسيج الوطن ينشر الاشاعات والاكاذيب ويجعل الدرعية مدينة مقدسة كما يفعل إخواننا الشيعة ويجعل العلا هي " المدينة المنورة" ويظهر التغير المستحق في المجتمع والنظام كنفاق وفسوق.
أصبح أعداء السعودية يطالبون بتدويل الحج لأن السعودية أصبحت ماجنة كافرة شعبا وحكومة.
أعداء السعودية بعد فشل اتهامهم لها ب "صفقة القرن" أو الاستفادة من حادثة جمال خاشقجي " وفشل الهجمة الأولى عليها في المطالبة بتدويل الحج، وضعوا أيديهم بيد دعاة الصحوة الجدد يطالبون بتدويل الحج.
وضع هؤلاء الصحويون الجدد يدهم بيد إيران وقطر والقنوات والكتاب العاملين ضد المملكة من اجل تدويل الحج، اختلف الهدف ولكن اتفق الطريق.
ولكن مهما علا صوت هؤلاء او هؤلاء فلن يتغير من الامر شيئا. والحج منذ الازل كان بيد من يحكم الأرض ومنذ ان كانت خزاعة او قريش الى اليوم. لم يحدث في التاريخ ان تحول الحج الى يد كانت لا تحكم الأرض.
ثم دعنا نرى ونبحث، هل نجحت أي مؤسسة دولية من الأمم المتحدة او جامعة الدول العربية او منظمة العالم الإسلامي في أي مرحلة من المراحل؟
ان هي الا قرارات تصدر عنها قد يطبقها البعض وقد يخالفها بعض آخر، وما التفكك الذي نعاني منه الا إشارة على ضعف ما يسمى المنظمات الدولية، فكيف يدار الحج بتجارب فاشلة؟
كيف نلغي تجربة ناجحة بكل المقاييس بل وتتطور وتتحسن سنة عن سابقتها بتجربة اثبتت فشها؟
وسؤال اخر، إذا كانت الحفلات التي تقام في المملكة سببا للدعوة لتدويل الحج فهل توجد دولة إسلامية ليس فيها اضعاف اضعاف الموبقات؟
اين بيوت الدعارة وحقوق المثليين والخمور في تركيا ونظافة المملكة من هذا المصائب.
المملكة شامخة وستبقى شامخة بنظامها وشعبها ولن يضيرها الهجمات التي تقام عليها، تسير في مخطط التطوير غير مكترثة بما ينشر ويعلن ويقال.
اما الصحويون الجدد أقول لهم، ضعوا ايديكم مع من شئتم وكونوا كناطح صخرة يوما ليوهنها ولم يهنها وأوهى قرنه الوعل.
صالح بن عبدالله السليمان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام