في حيٍ شعبي صغير، كان علي عوض يعيش كالنار المستعرة بين أهل الحي. لا يمر يوم دون أن يشتعل نزاع بينه وبين أحدهم. كان علي يملك لسانًا حادًا كالسيف، يطلق منه وابلاً من الشتائم البذيئة، لا يترك أمًا أو أبًا أو تاريخًا إلا وقذفه بعبارات جارحة. كان صوته يعلو في الأزقة، يعيب على هذا ويسخر من ذاك، ولا يكاد يتوقف حتى يشعر أن الحلقة قد ضاقت عليه.
لكن الغريب في أمر علي عوض لم يكن شتائمه فحسب، بل ما يتبعها. حين يجد نفسه في مأزق، عندما تنفد حججه أو يشعر أن الخصم قد تفوق عليه في الجدال، يتحول فجأة إلى رجل الدين. يبدأ بتلاوة الآيات القرآنية التي تحض على الأخوة والتسامح، ويستشهد بأحاديث نبوية تدعو إلى الرحمة والمودة. يرفع صوته بنبرةٍ هادئة مصطنعة، كأنه يحاول أن يغطي على ما سبق من جعجعة بستارٍ من التقوى. "ألم يقل الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا؟" يقولها بنبرةٍ واثقة، وكأنه لم يكن منذ لحظات يقذف أم الرجل الذي يجادله.أهل الحي عرفوا علي عوض جيدًا. لم يكن الدين عنده سوى أداة يستخدمها للخروج من مأزقه أو لكسب ودّ المتفرجين. كانوا يرون في عينيه لمعة الخداع حين ينتقل من السباب إلى الوعظ. لم يكن علي يخدم الإسلام، بل كان يسخر الإسلام لخدمة مآربه الشخصية، يلوي النصوص ليبرر أفعاله أو يفوز بجدالٍ خاسر. كان يظن أن استشهاده بالآيات سيجعل الناس ينسون ما تفوه به، لكنه لم يدرك أن أهل الحي لم يكونوا بهذا السذاجة.وذات يوم، وقف أحمد، شاب هادئ من الحي، في وجه علي عوض. كان النزاع قد بدأ كالعادة بسببٍ تافه، وانطلق علي في وصلة شتائم طويلة. لكن أحمد لم يرد بنفس الأسلوب. ظل صامتًا حتى انتهى علي من جولته الأولى، ثم بدأ علي فاصله الديني المعتاد: "ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟"نظر إليه أحمد بهدوء وقال: "يا علي، الإسلام ليس درعًا تلبسه حين تضعف، ولا سيفًا تسلّه لتغلب خصمك. الإسلام أخلاق وعمل، وليس كلامًا تقوله لتفوز بجدال. إن كنت تريد أن تستشهد بالدين، فاعمل به أولاً."سكت علي عوض، ولم يجد كلامًا يرد به. لأول مرة، شعر أن كلماته الدينية لم تجلب له النصر، بل كشفت زيف ما يفعل. أهل الحي الذين كانوا يتابعون المشهد تبادلوا النظرات، وهم يبتسمون. ويعلمون ان علي عوض لن يتغير
ليه ماتالف كتاب عن علي عوض وفهلوتة ؟؟
ردحذفالمسكين علي عوض مايدري ان اغلبنا ماخذهم طقطقة وتسلية ماذا سيكون ردة فعلة اذا علم ذالك وان اصلن اغلبنا ينظر لهم على انهم ناس جهلة جدا جدا
ردحذفبصراحة علي عوض بارع في توظيف الشي لصالحة بستخدام الدين والتقية .
ردحذفيقال في علم النفس ان كثير الكذب ومدعي انه صاحب بطولة وهمية وغير حقيقية وصاحب فضائل ، هو يعيش حياة العبد والعياذ بالله له اي انه بلا كرامة او قيمة او اي اهمية .
ردحذف