هو شخصية تاريخية مثيرة للجدل في عالم الاستخبارات، خاصة بين الروايتين المصرية والإسرائيلية.
الرواية المصرية، التي تم تجسيدها في رواية صالح مرسي ومسلسل تلفزيوني شهير، تصور الهجان كجاسوس مصري بطل قومي نجح في التسلل إلى إسرائيل لمدة 17 عامًا (من 1956 إلى 1973) تحت اسم "جاك بيتون"، حيث جمع معلومات حاسمة ساهمت في حرب أكتوبر 1973، مثل تفاصيل خط برليف، وكشف شبكات تجسس إسرائيلية.
ومع ذلك، الرواية الإسرائيلية تختلف جذريًا، وتصفه بأنه عميل مزدوج عمل بشكل أساسي لصالح إسرائيل، مما ساعدها في السيطرة على الوضع المخابراتي وتجنب أضرار كبيرة.
فيما يلي تفصيل للرواية الإسرائيلية بناءً على مصادر إسرائيلية وتحليلاتها:
خلفية الهجان حسب الإسرائيليين
التجنيد والتسلل:
وفقًا للرواية الإسرائيلية، دخل رفعت الجمال إسرائيل في منتصف الخمسينيات (حوالي 1956) كيهودي مصري يدعى "جاك بيتون"، مولود في 1919 لأب فرنسي وأم إيطالية في المنصورة. كان يُقدم نفسه كرجل أعمال ناجح في مجال السياحة والتجارة،
أقام شركة سياحية في تل أبيب، مما مكّنه من بناء علاقات واسعة في المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك قادة عسكريين وسياسيين مثل موشيه ديان وجولدا مائير.
الإسرائيليون يعترفون بأنه أصبح شخصية بارزة، لكنهم يؤكدون أنه تم كشفه سريعًا بعد الوصول، وتم تجنيده كعميل مزدوج من قبل جهاز الشاباك (الأمن الداخلي الإسرائيلي) أو الأمان (المخابرات العسكرية).
ضابط الشاباك موتكيه شارون (أو مردخاي شارون في بعض الروايات) هو من تولى استجوابه وتجنيده، مقابل إطلاق سراحه ودعمه المالي.
دوره كعميل مزدوج:
الجانب الأساسي في الرواية الإسرائيلية هو أن الهجان لم يكن مخلصًا لمصر فقط، بل عمل لصالح إسرائيل بشكل أكبر.
يُزعم أنه قدم معلومات قيمة عن المخابرات المصرية والعربية، بما في ذلك تفاصيل عن شبكات التجسس في مصر.
على سبيل المثال:
حرب 1967 (النكسة): يدعي الإسرائيليون أن الهجان أبلغ المصريين بمعلومات كاذبة أو مضللة عن خطط اسرتئيل، مما ساعد إسرائيل في تدمير الطائرات المصرية على مدارجها في غاراتها الجوية الأولى.
حسب هذه الرواية، أخبر الهجان المصريين بأن الهجوم الإسرائيلي سيكون بريًا، فتركت مصر طائراتها مرئية، مما سهل تدميرها في 3 ساعات.
هذا يُعتبر "خدعة" إسرائيلية لإيقاع مصر في فخ، حيث زوّد الهجان المصريين بمعلومات مصطنعة ليبدو كأنه يعمل لصالحهم.
كشف شبكات:
ساعد في كشف شبكة "سوزانا" (عملية تخريب إسرائيلية في مصر عام 1954)، لكنهم يقولون إنه عمل كعميل مزدوج لتضليل المصريين، ولم يسبب ضررًا حقيقيًا للأمن الإسرائيلي.
كما يُزعم أنه جُند من قبل إسرائيل للتجسس على مصر، وأن شراكته مع رجل أعمال إيطالي كانت جزءًا من خطة إسرائيلية لاستخدامه.
العلاقات الشخصية والحياة في إسرائيل:
تزوج الهجان من فالتراود بيتون (ألمانية) عام 1963 في ألمانيا، وأنجبا ابنًا يدعى دانيال.
الإسرائيليون يرون في هذا دليلاً على اندماجه، ويؤكدون أنه عاش حياة طبيعية دون شبهة لسنوات طويلة بفضل دعمهم.
بعد عودته إلى مصر عام 1973، توفي في ألمانيا عام 1982 بمرض عضال، ولم يُكشف أمره إلا بعد نشر الرواية المصرية في الثمانينيات.
الرد الإسرائيلي على الرواية المصرية
في البداية، رفضت إسرائيل الرواية المصرية تمامًا، ووصفتها بـ"قصة خيالية معقدة" تهدف إلى تعزيز الفخر المصري. صحيفة "هآرتس"،
على سبيل المثال، نشرت تقارير في الثمانينيات والتسعينيات تؤكد أن الهجان كان عميلًا مزدوجًا ساعد إسرائيل في الانتصار في 1967، وأن دوره في 1973 كان محدودًا ولم يؤثر على خط برليف بشكل حاسم.
كتب الصحفيان الإسرائيليان يوسي ميلمان وإيتان هابر في كتابهما "الجواسيس:
حروب إسرائيل لمكافحة التجسس" (1988) أن التفاصيل المصرية دقيقة جزئيًا، لكنها تتجاهل الجانب الإسرائيلي:
الهجان خدم إسرائيل أكثر، وكان فشلاً مخابراتيًا للموساد فقط في عدم كشفه مبكرًا، لكنه لم يسبب ضررًا كبيرًا.
العميد السابق في الأمان إفرايم لابيد قال في مقابلات أن الهجان جُند لخداع المصريين بمعلومات كاذبة، مما خلق صورة مبالغة عن جاهزية إسرائيل، وانطلت الخدعة على القاهرة.
يسمى (رافت الهجاص) كان ياخذ معلومات من الجرائد العبرية وينقلها للمصريين على انها معلومات حساسة ، كثيرين تكلمو انه كان مخلص للصهاينة ، انما المصريين فخمو ونفخو منه إعلاميا فقط ، وفي المقابل لاتنسي المقولة الذي يرددونها هم بانفسهم زرعنا رافت هجاص واحد و الصهاينة زرعو الالوف من جواسيس داخل مصر
ردحذف